دعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حوار وطني جنوبي لا يستثني أحد وشكّل لذلك، لجان مختصة بالحوار في الداخل وفي الخارج ونفذت تلك اللجان عدة أنشطة حوارية مع عدد من المكونات السياسية والاجتماعية والشخصيات والسلاطين والمشائخ والأمراء ورجال المال والأعمال والنقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني ومكونات الشباب والمرأة ونفذت نزول إلى أغلب عواصم المحافظات وسوف تستكمل الحوارات مع من لم يتم معهم الحوار حتى اليوم في الأيام القليلة القادمة، ويتساءل الكثيرون عن ماهية الحوار وأهدافه والمخرجات المتوقعة منه وغير ذلك.

ونحن هنا لسنا بصدد البحث النظري عن مفهوم الحوار لكن يمكن الإشارة إلى أن الحوار هو قيمة حضارية لحل المشكلات وهو مراجعة أو تشاور بين الناس المستهدفين والهدف الرئيس للحوار الوطني الجنوبي هو إنتاج ميثاق وطني، هذا الميثاق يتضمن نتائج الحوارات فيما يتعلق بمشاكل الماضي والتوافق حول معالجة المهام الراهنة وملامح الدولة الجنوبية المنشودة و بإيجاز شديد يمكن أن نمر على ما أرى شخصيا أن يتضمنه الميثاق الوطني الجنوبي الذي سيتم التوافق عليه أثناء الحوارات والمشاركة في صياغته في تقديري الشخصي ممكن أن يحتوي على ثلاث محطات:
  • المحطة الأولى الماضي
بما احتواه من الصراعات والنزاعات وخلق قطيعة معها في حلين هما:

الحل الأول التصالح والتسامح.

الحل الثاني قانون العدالة الانتقالية وجبر الضرر.

وأمامنا عدة تجارب لدول مرت بمثل ذلك منها جنوب أفريقيا ورواندا والمغرب.

الحل الأول مطلوب تعزيزه حاليا بهدف تعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية.

والحل الثاني يمكن أن ينفذ الجانب المعنوي فيه في جبر الضرر أي إعادة الاعتبار المعنوي لمن تضرروا في السابق ويؤجل الحل المادي حتى نستعيد دولتنا التي تستطيع إصدار قانون العدالة الانتقالية وجبر الضرر وحمايته وتنفيذه.
  • المحطة الثانية
الوضع الراهن والمهام الماثلة أما شعب الجنوب وفيها ثلاثة حلول:

- رفع الضرر القائم بكل أشكاله وألوانه.

- استكمال تحرير الأرض وتسييج الجنوب بدفاعات قوية لصد أي غزو جديد.

- الذهاب للعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة بوفد جنوب موحّد حامل لرؤية خيار الدولتين بعقلية منفتحة ومرنة، وبيده الخطة (ب)في حال أي محاولة للغدر بقضيتنا.
  • المحطة الثالثة المستقبل
الناس تريد أن تطمئن على مستقبلها وكيف ستكون الأوضاع والاتفاق على أهم القضايا مثل ،شكل الدولة ،النظام السياسي، اقتصاد السوق

حكم الشعب لنفسه من خلال الانتخابات و الاستفتاءات، عدم الاستبداد بالثورة والدولة، وغير ذلك.

وأخير التوافق على آلية متابعة الالتزام بالميثاق الوطني وتنفيذ بنوده.