> كريم شفيق:
في ظل مساعِ التهدئة الإقليمية التي تجري، مؤخرا، إثر الاتفاق الثلاثي بين السعودية وإيران والصين، ثم تداعيات ذلك على الوضع السياسي والإقليمي بين الخصمين الإقليميين، فإنّ نتائج عديدة تبرز باعتبارها مؤشرات على إمكانية استمرار هذا التوجه، واختبار رهانات الاستقرار الدائم أو المؤقت، ومن ثم تسوية عدة ملفات، منها النزاع باليمن، عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تعد ضمن هذا السياق، رغم غياب الإجماع، مثلا، حول مسألة "التطبيع" مع نظام بشار الأسد، وتعطل التقارب بين الأخير وتركيا.
ويضاف إلى ذلك، فتح مطار صنعاء الدولي، وبدء التفاوض بين الأطراف السياسية باليمن لحل الأزمة برعاية الأمم المتحدة وبناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.
وبالتزامن مع سياق التهدئة، فإنّ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد التقى بنائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال. وقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أنّ الأطراف المجتمعة ناقشت "سبل تعزيز العلاقات والروابط بين دولهم وبما يعزز النمو والاستقرار في المنطقة".
وفيما يبدو أنّ جهود التهدئة باتت ملحوظة، وقد اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، جابرييل مونويرا فينيالس، أنّ الخطوات السياسية تؤشر إلى "إرادة سياسية" لإنهاء النزاع باليمن، موضحًا أنّ اليمن "دخل فصلا جديدا غير مسبوق، حافلا بالأمل، منذ اندلاع النزاع".
وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن إنّ "الهدنة التي توسط فيها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانس جروندبرج، أفضت إلى مرحلة من الهدوء النسبي، وكانت الأطول خلال السنوات الثماني الماضية".
ووفق وكالة الأنباء السعودية، فقد حضر الاجتماع "السفير الأمريكي لدى المملكة، مايكل راتني، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي، بريت ماكجورك، والمنسق الرئاسي في وزارة الخارجية، آموس هوكستين، وكبيرة مستشاري الأمن القومي، أريانا بيرنجاوت".
كما نشر البيت الأبيض بيانا حول الاجتماع ذكر فيه تفاصيل وملابسات اللقاء، موضحا أنّ "مستشار الأمن القومي التقى برئيس الوزراء السعودي ولي العهد الأمير بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الإماراتي ومستشار الأمن القومي الهندي في المملكة لتعزيز رؤيتهم المشتركة بشأن شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا وترابطا مع الهند والعالم".
وفي يتصل بلقاء سوليفان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أوضح البيت الأبيض أنّ الأول قد "استعرض التقدم الكبير في المحادثات لتعزيز الهدنة التي استمرت 15 شهرا في اليمن، ورحب بالجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، وقام بتغطية مجموعة من القضايا الأخرى".
وثمّن مستشار الأمن القومي الأمريكي جهود ولي العهد السعودي بخصوص "الدعم الذي قدمته المملكة للمواطنين الأمريكيين أثناء إجلائهم من السودان"، وفق بيان الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، يوضح المحلل السياسي اليمني، هشام طرموم، بأنه ليس هناك شك في أنّ المملكة العربية السعودية لديها القدرة السياسية والإقليمية “على لعب دور محوري كبير في المنطقة، ولها تأثير أو بالـأحرى ثقل دولي، بالتالي، تتحرك، اليوم، المملكة لنزع فتيل الحرب اليمنية، ولكن هذا الأمر يقتصر على مدى استجابة إيران وأدواتها في المنطقة لسبل الحل السياسي.
ويوضح طرموم لـ "حفريات"، أنّه برغم جهود الرياض لحل الأزمة اليمنية، وإنهاء الصراع من خلال مقاربة سياسية للتسوية الشاملة، إلا أنّ "الميليشيات الحوثية، مع الأسف، هي جماعة حرب وتجد في هذه الحرب بيئة مناسبة لنموها وانتشارها، اليمنيون يتطلعون للسلام بكل مكوناتهم باستثناء الحوثي".
وفي تقدير المحلل السياسي اليمني، فإنّ السلام الذي ينبغي حدوثه وتحقيقه، هو "السلام القائم على استعادة مؤسسات الدولة الوطنية، وإسقاط الانقلاب الحوثي على الدولة. فضلاً عن ضرورة عودة قيادة الدولة اليمنية من العاصمة صنعاء، وهذا ما ترفضه ميلشيات الحوثي".
ويتخوف المصدر ذاته من مناورات الحوثي عبر "كسب الوقت"، والاستفادة البراغماتية من "دعوات السلام"، ثم استغلالها تكتيكيا لإعادة ترتيب صفوفها الميليشياوية حتى تتمكن عناصرها الميلشياوية من شنّ هجمات عسكرية ومسلحة جديدة.
إلى ذلك، قال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينج، إنّ الكثير من الإنجازات تحققت منذ التوصل للهدنة في البلاد، وتابع: "عدم التصعيد أدى إلى خلق أجواء أنتجت الكثير من الإنجازات، نواجه تحديات كبيرة أبرزها عدم الثقة بين الأطراف".
وذكر ليندركينج أنّ "هناك حركة طيران تجارية والوقود يصل إلى الموانئ اليمنية بفضل الهدنة".
كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، قوله إنّ "الجميع جديون. جديون بمعنى أنّ الجميع يبحث عن السلام”.
ووفق السفير السعودي لدى اليمن، الذي التقى الحوثي في صنعاء الشهر الماضي (أبريل)، فإنّ سائر الأطراف السياسية باليمن باتت "تبحث عن السلام"، إلا أنّه قد ألمح، في الوقت ذاته، إلى صعوبة أو عدم مرونة "استيضاح الخطوات التالية".
وقال آل جابر: "لا شيء واضح، لكنني متفائل ونأمل بإذن الله بأن يجد اليمنيون مخرجا في أسرع وقت ممكن، ونظرا لعلاقة المملكة العربية السعودية مع جميع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، استخدمنا نفوذنا لإقناع جميع اليمنيين بالجلوس إلى الطاولة ومناقشة كل القضايا".
وفي حديثه لـ "حفريات" يوضح المحلل السياسي، زيد الأيوبي، أنّ الدور السعودي يكشف عن جهود جمّة في أوقات متفاوتة بهدف التوصل إلى آليات ومقاربات تهدف إلى "وضع حد نهائي للأزمة الإنسانية والسياسية باليمن"، موضحاً أنّ الصراع بات يشكل "عبئا ثقيلا على جميع الأطراف الإقليمية وحتى الدولية في ظل التهديدات الحوثية للأمن الإقليمي، منها أمن الملاحة الدولية".
ووفق الأيوبي، فإنّ الموقف السعودي يحتاج إلى استجابة وجدية من باقي الأطراف في اليمن، وهي أطراف يتعين عليها "إعادة النظر في مسألة الصراع والحرب، والتخلي عن السلاح في مقابل التفاوض والمشاورات السياسية. ثم الاستفادة من الدور السعودي الذي يؤدي دور وساطة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين".
"حفريات"
- سوليفان وبن سلمان.. ما أبعاد اللقاء؟
ويضاف إلى ذلك، فتح مطار صنعاء الدولي، وبدء التفاوض بين الأطراف السياسية باليمن لحل الأزمة برعاية الأمم المتحدة وبناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.
وبالتزامن مع سياق التهدئة، فإنّ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد التقى بنائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال. وقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أنّ الأطراف المجتمعة ناقشت "سبل تعزيز العلاقات والروابط بين دولهم وبما يعزز النمو والاستقرار في المنطقة".
وفيما يبدو أنّ جهود التهدئة باتت ملحوظة، وقد اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، جابرييل مونويرا فينيالس، أنّ الخطوات السياسية تؤشر إلى "إرادة سياسية" لإنهاء النزاع باليمن، موضحًا أنّ اليمن "دخل فصلا جديدا غير مسبوق، حافلا بالأمل، منذ اندلاع النزاع".
وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن إنّ "الهدنة التي توسط فيها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانس جروندبرج، أفضت إلى مرحلة من الهدوء النسبي، وكانت الأطول خلال السنوات الثماني الماضية".
ووفق وكالة الأنباء السعودية، فقد حضر الاجتماع "السفير الأمريكي لدى المملكة، مايكل راتني، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي، بريت ماكجورك، والمنسق الرئاسي في وزارة الخارجية، آموس هوكستين، وكبيرة مستشاري الأمن القومي، أريانا بيرنجاوت".
كما نشر البيت الأبيض بيانا حول الاجتماع ذكر فيه تفاصيل وملابسات اللقاء، موضحا أنّ "مستشار الأمن القومي التقى برئيس الوزراء السعودي ولي العهد الأمير بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الإماراتي ومستشار الأمن القومي الهندي في المملكة لتعزيز رؤيتهم المشتركة بشأن شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا وترابطا مع الهند والعالم".
- دعوات السلام: هل تكون وسيلة تكتيكية للحوثي؟
وفي يتصل بلقاء سوليفان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أوضح البيت الأبيض أنّ الأول قد "استعرض التقدم الكبير في المحادثات لتعزيز الهدنة التي استمرت 15 شهرا في اليمن، ورحب بالجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، وقام بتغطية مجموعة من القضايا الأخرى".
وثمّن مستشار الأمن القومي الأمريكي جهود ولي العهد السعودي بخصوص "الدعم الذي قدمته المملكة للمواطنين الأمريكيين أثناء إجلائهم من السودان"، وفق بيان الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، يوضح المحلل السياسي اليمني، هشام طرموم، بأنه ليس هناك شك في أنّ المملكة العربية السعودية لديها القدرة السياسية والإقليمية “على لعب دور محوري كبير في المنطقة، ولها تأثير أو بالـأحرى ثقل دولي، بالتالي، تتحرك، اليوم، المملكة لنزع فتيل الحرب اليمنية، ولكن هذا الأمر يقتصر على مدى استجابة إيران وأدواتها في المنطقة لسبل الحل السياسي.
ويوضح طرموم لـ "حفريات"، أنّه برغم جهود الرياض لحل الأزمة اليمنية، وإنهاء الصراع من خلال مقاربة سياسية للتسوية الشاملة، إلا أنّ "الميليشيات الحوثية، مع الأسف، هي جماعة حرب وتجد في هذه الحرب بيئة مناسبة لنموها وانتشارها، اليمنيون يتطلعون للسلام بكل مكوناتهم باستثناء الحوثي".
وفي تقدير المحلل السياسي اليمني، فإنّ السلام الذي ينبغي حدوثه وتحقيقه، هو "السلام القائم على استعادة مؤسسات الدولة الوطنية، وإسقاط الانقلاب الحوثي على الدولة. فضلاً عن ضرورة عودة قيادة الدولة اليمنية من العاصمة صنعاء، وهذا ما ترفضه ميلشيات الحوثي".
ويتخوف المصدر ذاته من مناورات الحوثي عبر "كسب الوقت"، والاستفادة البراغماتية من "دعوات السلام"، ثم استغلالها تكتيكيا لإعادة ترتيب صفوفها الميليشياوية حتى تتمكن عناصرها الميلشياوية من شنّ هجمات عسكرية ومسلحة جديدة.
- رؤية استراتيجية للحل
إلى ذلك، قال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينج، إنّ الكثير من الإنجازات تحققت منذ التوصل للهدنة في البلاد، وتابع: "عدم التصعيد أدى إلى خلق أجواء أنتجت الكثير من الإنجازات، نواجه تحديات كبيرة أبرزها عدم الثقة بين الأطراف".
وذكر ليندركينج أنّ "هناك حركة طيران تجارية والوقود يصل إلى الموانئ اليمنية بفضل الهدنة".
كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، قوله إنّ "الجميع جديون. جديون بمعنى أنّ الجميع يبحث عن السلام”.
ووفق السفير السعودي لدى اليمن، الذي التقى الحوثي في صنعاء الشهر الماضي (أبريل)، فإنّ سائر الأطراف السياسية باليمن باتت "تبحث عن السلام"، إلا أنّه قد ألمح، في الوقت ذاته، إلى صعوبة أو عدم مرونة "استيضاح الخطوات التالية".
وقال آل جابر: "لا شيء واضح، لكنني متفائل ونأمل بإذن الله بأن يجد اليمنيون مخرجا في أسرع وقت ممكن، ونظرا لعلاقة المملكة العربية السعودية مع جميع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، استخدمنا نفوذنا لإقناع جميع اليمنيين بالجلوس إلى الطاولة ومناقشة كل القضايا".
وفي حديثه لـ "حفريات" يوضح المحلل السياسي، زيد الأيوبي، أنّ الدور السعودي يكشف عن جهود جمّة في أوقات متفاوتة بهدف التوصل إلى آليات ومقاربات تهدف إلى "وضع حد نهائي للأزمة الإنسانية والسياسية باليمن"، موضحاً أنّ الصراع بات يشكل "عبئا ثقيلا على جميع الأطراف الإقليمية وحتى الدولية في ظل التهديدات الحوثية للأمن الإقليمي، منها أمن الملاحة الدولية".
ووفق الأيوبي، فإنّ الموقف السعودي يحتاج إلى استجابة وجدية من باقي الأطراف في اليمن، وهي أطراف يتعين عليها "إعادة النظر في مسألة الصراع والحرب، والتخلي عن السلاح في مقابل التفاوض والمشاورات السياسية. ثم الاستفادة من الدور السعودي الذي يؤدي دور وساطة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين".
"حفريات"