> «الأيام» إرم نيوز:

وسط التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، يرى كثير من اليمنيين أن انشغال طهران التي تعد الراعي الأول للحوثيين، يشكل لحظة مناسبة لا تُعوّض لتحرك حاسم من قِبل الحكومة الشرعية نحو استعادة ما تبقى من الأراضي الخاضعة لسيطرة الميليشيا، وبسط السيادة الكاملة على حدود البلاد.

وأحدثت التطورات بين إيران وإسرائيل زخمًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون وإعلاميون يمنيون حملة إلكترونية تحت وسم (نهاية-الحوثيين)، دعوا فيها إلى استثمار هذا الانشغال الإيراني لصالح تقدم ميداني حاسم يطوي صفحة الحوثيين نهائيا.

ولفت وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، الأنظار بتصريح عبر منصة "إكس"، ألمح فيه إلى اقتراب نهاية الحوثيين وزوالهم من المشهد اليمني.

وقال الإرياني: "الملف اليمني سيشهد حراكًا واسعًا وتحولات عميقة، وهناك مفاجآت قادمة ستُفرح كل يمني عربي حر، وتُعجّل بنهاية المشروع الحوثي الإرهابي الدخيل"، مضيفًا: "اليمن السعيد قام، دولة لكل أبنائها، بلا تمييز، بلا استبداد، بلا كهنوت".
  • تأثير جزئي
وفي تعليق على هذه التصريحات، قال المحلل السياسي كمال الشيباني إن حديث الوزير الإرياني يبدو مستندًا إلى معطيات سياسية بدأت تتشكل على المستويين الداخلي والخارجي، وتتضمن توافقًا دوليًا على خطورة المشروع الحوثي، واقتراب اتخاذ قرار نهائي لإسقاطه.

ويرى الشيباني أن الحكومة الشرعية مطالبة باغتنام حالة الفراغ الناتجة عن انشغال إيران في صراعها مع إسرائيل، للتحرك سياسيًا وعسكريًا باتجاه حسم المعركة واستعادة العاصمة صنعاء.

وقال إن هذا الانشغال الإيراني أضعف بشكل ملحوظ الدعم الذي كانت تقدمه طهران للميليشيا الحوثية، سواء على مستوى التمويل أو التخطيط أو الإسناد العسكري، مشيرًا إلى أن هذا التراجع يوفر فرصة نادرة لقوات الشرعية.

وأضاف: "الظروف الحالية هي الأكثر ملاءمة منذ سنوات للجيش الوطني للمضي نحو تحرير صنعاء وإنهاء المشروع الحوثي بالكامل".

بدوره، أقرّ مندوب اليمن لدى اليونسكو، د. محمد جميح، بأن انشغال إيران بالحرب مع إسرائيل قد يضعف من دعمها للحوثيين، لكنه استبعد أن يكون لذلك تأثير حاسم على مسار المعركة الداخلية في اليمن، مؤكدًا أن العامل الفاصل هو الإرادة السياسية اليمنية.

وقال جميح إن انشغال إيران قد يؤثر جزئيًا على الحوثيين، لكن "المعركة مع الحوثي لا ترتبط مباشرة بصمود أو ضعف الجبهة الإيرانية، بل تتوقف على قرار اليمنيين أنفسهم".

وأضاف أن المعركة لاستعادة الدولة لا يمكن أن تحسم بتغييرات خارجية، بل تحتاج إلى "إرادة سياسية قوية، وعزيمة داخلية، وخطوات عملية، أبرزها توحيد الصفوف، وتفعيل غرفة عمليات مشتركة، وتسليح الجيش بشكل مناسب، وتوفير الدعم اللوجستي والتمويل اللازم".

كما شدد على ضرورة تهيئة الرأي العام الداخلي لمعركة شاملة ضد الميليشيا الحوثية، مؤكدًا أن هذه المتطلبات قابلة للتحقيق إذا توفرت النية الحقيقية والقرار السيادي بالمضي نحو استعادة الدولة.
  • لحظة الحسم
من جانبه، أشار رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبدالسلام محمد، إلى أن ما تشهده إيران اليوم قد يتجه نحو إسقاط نظام المرشد علي خامنئي، مرجحًا أن تلجأ طهران قبل سقوطها إلى دفع ميليشياتها في العراق واليمن للتحرك عسكريًا كوسيلة للتصعيد وتخفيف الضغط عنها.

وقال محمد إن الحوثيين يدركون أن تأخير تحركهم قد يؤدي إلى نهايتهم، وقد يبادرون بإشعال المواجهة؛ ما يمنح الحكومة الشرعية مبررًا لشن عملية عسكرية برية، مؤكدًا أن الظروف السياسية والميدانية في اليمن باتت أكثر نضجًا من أي وقت مضى، وأن لحظة الحسم واستعادة الدولة أصبحت وشيكة.

ولفت إلى أن بقاء الحوثيين في السلطة وفقًا لشروطهم لم يعد خيارًا مطروحًا في أي من سيناريوهات مستقبل اليمن، مشيرًا إلى أن الجماعة باتت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تسليم الحكم والخروج من العاصمة طوعًا، أو مواجهة عملية عسكرية شاملة.

وختم محمد بالقول: "من غير المرجح أن يختار الحوثيون الانسحاب طوعًا، ولذلك فإن سقوطهم عسكريًا بات السيناريو الأقرب".

وفي منشور لها على منصة "إكس"، دعت الناشطة عائشة محمد مجلس القيادة الرئاسي إلى استغلال ضعف إيران والحوثيين لإطلاق معركة حاسمة، مؤكدة أن إنقاذ اليمن لم يعد خيارًا سياسيًا بل واجب وطني وأخلاقي، وأن الوقت مناسب لاستعادة الجمهورية بدعم شعبي واسع.