أن تكون لدى أعداء مشروع الاستقلال قدرة على الأماني فهذا لا يعني أن أمانيهم صارت وتصير واقعا، طبعا هم لا يتقصّدون القضية في أمانيهم بشكل رئيسي بل الانتقالي، فقد تمنوا حين إشهاره أنه ولد ميتا!! فاتّسع وتلاشت أمانيهم، وما ماتّسع لأنه الانتقالي بل لأنه مرتبط بمشروع القضية الجنوبية، وتمنوا أن الشارع الجنوبي سيسقطه وحشدوا لذلك كل الدعايات وحرب خدمات وتعطيل اقتصاد.. إلخ ودعايات عن خلافات مع المملكة تارة، وتارة لأنه صنيعة الإمارات وأخيرا أن المملكة ستنسحب وتحل محلها قوات أمريكية!! كل ذلك "كحاطب ليل".
تحاربه أطراف لا يهمها قضية بل "أين موقعي"!! وتحاربه قوى يمنية وإقليمية لكي لا يكون طرفا سياسيا قويا ولا قوة عسكرية ويكون لقضيته حضور قوي في مستقبل التسوية فتتساوق الحملات مع سعي تلك القوى لشرذمتها!
وتعلم حاضنته وأعداؤه أن الانتقالي شارك في الرئاسي وفي الحكومة على شرط أن تعود الحياة الطبيعية لعدن وأن لا تكون خدمات الناس جزء من الصراع السياسي، وتعلم حاضنته أن أعداءه جعلوها مرتكزا أساسيا في صراعهم معه.
وتعلم حاضنته وأعداؤه، أن الرقابة على السوق وكل الأنشطة المالية والاقتصادية والخدماتية بيد الحكومة، فأين مسؤولية الانتقالي؟
تكالبوا لأنه لو قامت إدارة ذاتية ستصبح الشرعية خارج الحلبة وهي ركيزة لقوى إقليمية في الحرب تريدها ليس حبا فيها، فهي تعلم فشلها، بل لأنها تشرعنها لكي لا تتحمل تبعات حرب فاشلة.
والإدارة الذاتية ستجعل الانتقالي يمسك الملف المالي والاقتصادي والوظيفي والسياسي والخدماتي في الجنوب ويعزل ويحاسب وهذا يمنعهم من محاربته بتلك الملفات، عدا أنها ستجعل للحرب طرفين لا ثالث لهما وهذا ما لا يريدونه!
يعيدون نفس الأسطوانة بأن الجنوبيين اليوم وصلوا إلى قناعة باقتلاع الانتقالي، وبشّروا بانتفاضة عدن وانتفاضة المكلا وانتفاضة شبوة، ومع ذلك فأن ما كتبوه لا يرتد منه إلا صدى أمانيهم فلا انتفاضة قامت ولا انتقالي زال، فالانتفاضة جماهير وإرادة إما تصوير عدة أفراد في "حافة" فليس انتفاضة بل تنفيس "هواه" يريدون أن يدعموا ما يتمنون بـ "صورة" مهما كانت ضالتها وركاكتها.