> «الأيام» غرفة الأخبار:
دخل اليمن في خضم التداعيات الإقليمية لطوفان الأقصى عبر بوابة طهران والقوى الموالية لها في عدد من العواصم العربية.
وأكدت وقوع هجوم مسلح تعرضت له قوات إسرائيلية بقاعدة دهلك في إريتريا، ولفتت إلى أن الهجوم استهدف أعلى قمة جبل "أمبا سوير" التي تتخذ منها القوات الإسرائيلية مركز مراقبة في البحر الأحمر، بحسب تقرير نشره أمس موقع "الخنادق" الإيراني.
وأضاف المسؤولون أنّ "سفينة الصواريخ الموجَّهة يو إس إس كارني، والتي كانت تعمل شمالي البحر الأحمر، أسقطت 4 من صواريخ الكروز، بينما اعترضت السعودية الصاروخ الخامس"..
ونقلت عن تقارير سابقة وجود هذه الأرصفة التي قالت إنها تستخدم من قبل غواصات وسفن البحرية الإسرائيلية المشاركة في حرب إسرائيل السرية ضد الشبكات الإيرانية التي تهرب الأسلحة إلى حماس وحزب الله.
وأشارت الصحيفة إلى أن جزيرة "دهلك" التي تبعد عن صنعاء أكثر من 400 كيلومتر، أبعد بكثير من قواعد فرنسية وأميركية موجودة في جيبوتي.
وفي ثاني تأكيد على انخراطها في الصراع.. أعلنت مواقع صحفية إيرانية ولبنانية تنفيذ حركة الحوثي بصنعاء هجمات قالت إنها شنتها على قاعدة إسرائيلية تقع في إحدى جزر إرتيريا المحاذية لليمن.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا قبل أيام إنّ حركة "أنصار الله في اليمن أطلقت 5 صواريخ كروز، كما "أطلقت نحو 30 طائرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل، في هجوم استهدف إسرائيل".
وكان من اللافت اعتراف البنتاجون بالقدرات الصاروخية التي بحوزة الحركة، مؤكدًا أنها باتت تمتلك صواريخ كروز يبلغ مداها أكثر من 2000 كيلومتر (حوالي 1240 ميلا)، مما سيمكنها من الوصول إلى أهداف في إسرائيل.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد كشفت عام 2012، عن وجود قاعدة عسكرية إسرائيلية في إريتريا على شاطئ البحر الأحمر، وأشارت إلى أن هذا ليس "مؤشرًا على وجود عسكري إسرائيلي سري في الدولة الأفريقية الصغيرة، لدى إسرائيل محطة تنصت على جبل أمبا ساوارا المنعزل، بالإضافة إلى أرصفة في أرخبيل دهلك".
وكانت حركة أنصار الله الحوثية قد هددت عام 2017 باستهداف القواعد الإسرائيلية في إريتريا إذا فكرت في الانضمام والمشاركة في حرب التحالف على اليمن، وحذر المتحدث العسكري للقوات المسلحة حينها، من أن الصواريخ الباليستية يمكن أن تستخدم لضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية فيما إذا دخلت تل أبيب الحرب.
من جهته، أكد عضو المجلس السياسي في صنعاء، محمد علي الحوثي، أنّ "المعركة ضد العدو الإسرائيلي قائمة"، مؤكدًا أنّ "حركة "أنصار الله على تنسيق دائم مع كل جهات محور المقاومة".
وكان خبر الاستهداف أشد وقعًا على القيادة العسكرية الأمنية الإسرائيلية الأميركية المشتركة. وينسحب هذا الأمر على كيفية تعاطي الصحافة الغربية مع الحدث، حيث قال معهد واشنطن للدراسات، إن ما جرى يمثل "واحدة من اللحظات النادرة التي تشترك فيها الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين وجهة نظر مماثلة. لم يعرب القادة اليمنيون عن إدانتهم القاطعة لإسرائيل فحسب، بل خرج المواطنون من الأراضي التي يسيطر عليها الجانبان إلى الشوارع بأعداد كبيرة.. لقد رفعوا العلمين اليمني والفلسطيني بينما أعربوا عن رفضهم الشديد للقصف الإسرائيلي لغزة، وعلى الرغم من خلافاتهم الداخلية، فقد ألهم الصراع في غزة موقفًا مشتركًا".
وأعرب توماس فريدمان، الكاتب في صحيفة نيورك تايمز الأميركية، عن قلقه في أن إسرائيل أصبحت اليوم أمام مواجهة مختلفة متعددة الجبهات، وقال "إذا كنت تهتم بإسرائيل، فيجب أن تكون أكثر قلقًا من أي وقت آخر منذ عام 1967. في ذلك الوقت، هزمت إسرائيل جيوش ثلاث دول عربية - مصر وسوريا والأردن - فيما أصبح يعرف باسم حرب الأيام الستة. اليوم، إذا نظرت عن كثب، سترى أن إسرائيل تخوض الآن حرب الجبهات الست".
وأكدت جريدة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله" تعرض أكبر قاعدة تجسّس إسرائيلية في جزيرة دهلك الإريترية جنوب البحر الأحمر لعملية عسكرية مزدوجة، استُخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة، وحقّقت أهدافها في تعمية العدو وضرب مراكز المراقبة الإسرائيلية للبحر الأحمر، والتي تستخدمها تل أبيب في رصد طرق إمداد المقاومة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى "أن العملية، نُفّذت في وقت متأخّر من ليل الأربعاء، أي قبل 12 ساعة من الكشف عنها من قِبل وسائل إعلام عربية، وتأكيد وقوعها من قبل وسائل إعلام العدو، وهو ما يعني أن الكيان الإسرائيلي حاول التكتّم على استهداف أهمّ قاعدة عسكرية تابعة له في الخارج، لأوّل مرّة منذ سبعينيات القرن الماضي. وأدّى الهجوم المزدوج إلى تدمير برج المراقبة الخاص برصد السفن والرقابة البحرية في جبل أمبا سوير الإرتيري، والذي تستخدمه إسرائيل في تتبّع حركة الملاحة البحرية من جزيرة دهلك وحتى مضيق باب المندب، كما حقّق إصابات مباشرة في القاعدة الإسرائيلية في أرخبيل دهلك، موقعًا قتلى وجرحى".
ولم تعلن صنعاء مسؤوليتها عن العملية لكن الصحيفة اللبنانية رجحت أن "تكون في سياق الرسائل التي ترد بها صنعاء على التهديدات الأمريكية، ولها أهمية خاصة، لأن ضرب القاعدة أكد تفوّق القدرات العسكرية للقوات اليمنية، باعتبار أن (دهلك) تُعدّ من أهمّ القواعد العسكرية الاستراتيجية التابعة لتل أبيب خارج إسرائيل، وأحد أهمّ مصادر المعلومات للعدو، واستهدافها يفتح الباب واسعًا أمام هجمات جديدة قد تطاول مصالح أميركية في البحر الأحمر وتتيح هامشًا واسعًا لاستهداف أيّ إمدادات عسكرية لإسرائيل عبر البحر الأحمر".