لا نغمط جهود المجلس الانتقالي الجنوبي التي يقوم بها منذ تأسيسه وحتى اللحظة، فقد أحرز نجاحات ليس بالهينة للقضية الجنوبية قياسا بالمحيط الملغوم الذي يتحرك فيه وكثافة المؤامرات والتحديات التي تجابهه سياسيا وخدما واقتصاديا وأمنيا، بإخراج القضية الجنوبية من شرنقة المحلية الى فضاءات الاقليمية الدولية،مع تحفظاتنا بل رفضنا لشراكته السياسية الظالمة مع أحزاب وقوى هي صاحبة نكبة الجنوب..ويظل الانتقالي هو المتاح والممكن المتوافر لدينا بالساحة للانتصار للقضية الجنوبية جنبا إلى جنب مع باقي القوى والشخصيات الجنوبية بالداخل والخارج المؤمنة بحق الجنوب …حقه المتمثل باستعادة حقه السياسي وهويته المصادرة وثرواته المنهوبة،نأمل من باقي القوى لملمة شتاتها لتكون إضافة وعامل إسناد للانتقالي والالتقاء على الثوابت مع الاحتفاظ بحق الاختلاف والتمايز معه،كظاهرة صحية مطلوبة يقابلها انفتاحا حقيقا من الانتقالي بعيدا عن فكرة البابوية التي نراها تحتوي الأحزاب وباقي القوى بالساحات المحلية والعربية.
نشد على يد الانتقالي ونشيد به حين نراه يخطو نحو غايته غير آبه بالضغوطات والمغريات وحين تتححل قياداته من عاهة التكسب الشخصي ومن التخلص من الأنا المتضخمة ،ولا نتوانى في ذات الوقت عن نقده حين نرى عكس ذلك، انتقادات بقسوة أحيانا الى درجة الخصومة مع بعض رموزه مع اننا نظل حريصون على النقد البنّاء لا الهدام.فمن الخطأ ان نفكر برمي الانتقالي إلى خلف الشمس وافشاله على الاقل بالمدى المنظور وبظروف خطيرة ومعقدة كالتي نمر بها فالبديل اليوم هو العدم والعودة الى المربع الاول،خصوصا ونحن نجيل النظر في الساحة الجنوبية متشتت البال ممزقة الأوصال خائرة القوى،
فالانتقالي كما هو واضح من اسمه بأنه مظلة سياسية مؤقتة الى حين اي حتى الخروج من عنق الزجاجة الحويص الذي نحن عالقون فيه.بمعنى اوضح وهنا نخاطب الذين يتوجسون خيفة من تفرد الانتقالي بالقرار على غرار نسخ تجارب الحكم التي تتالت على الجنوب منذ 67م.