يعتمد المواطنون والسكان في عدن، على الأجهزة الكهربائية المنزلية مثل المراوح ومكيفات الهواء والغسالات والثلاجات وغيرها لمواجهة موجة الحر التي تضرب المدينة في أشهر الصيف.

والمثير للدهشة أن هذه الأجهزة تعمل بنفس الطاقة الكهربائية خلال فصل الشتاء المعتدل دون نقصان أو زيادة. وهذا يطرح سؤالًا مثيرًا للاهتمام: إذا كان الحمل على الكهرباء والمحولات ثابتًا خلال الفصلين، فلماذا تنفجر المحولات الكهربائية وخطوط شبكة الكهرباء في أحياء المدينة بشكل متكرر ومستمر في الصيف ولا تنفجر في الشتاء؟ فهل هناك دافع متعمد وراء هذه الظاهرة يهدف إلى إلحاق المعاناة بالسكان خلال أشهر الصيف الحارة؟

وقبل أن نستكشف خصوصيات البنية التحتية الكهربائية في عدن، من المهم التأكد من تناسق الأحمال الكهربائية على مدار العام. وعلى الرغم من الأحمال الكهربائية المستمرة، تشهد أحياء عدن ارتفاعًا في حالات انفجار المحولات وخطوط شبكة الكهرباء خلال أشهر الصيف فقط. وتثير هذه المفارقة المحيرة الشكوك حول أعمال متعمدة تهدف إلى تعذيب الناس خلال أشد أوقات السنة حرارة. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان تناول هذه القضية من منظور متوازن، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الفنية وغير الفنية التي قد تساهم في هذه الظاهرة.

وفي حين أن هناك من يفسر ارتفاع معدل حدوث الأعطال الكهربائية في الصيف إلى الضغط الواقع على البنية التحتية القديمة، حيث تعرضت الشبكة الكهربائية في عدن لسنوات من الإهمال، مما أدى إلى عدم كفاية أعمال الصيانة والإصلاحات ولكن هذا لا يبرر الانفجارات التي تتعرض لها المحولات وخطوط الشبكة في فصل الصيف فقط دون فصل الشتاء فالمفروض إما أن تحدث في الفصلين معًا أو تتوقف عن الحدوث في الفصلين معا كون معدل الطاقة المستهلكة بنفس المستوى، أيضا لأن الطلب على الكهرباء خلال فصل الشتاء لا يتغير في فصل الصيف.

لذلك، لا يمكن نفي ادعاءات التخريب المتعمد لنواقل الطاقة في فصل الصيف في مدينة يطالب سكانها باستقلال دولتهم عن السلطات التي تحتلهم، حيث غالبًا ما يتم استخدام الوصول إلى الضروريات الأساسية كسلاح لتركيعهم، فليس من المستبعد أن تسعى بعض الجهات الفاعلة إلى استغلال نقاط الضعف في البنية التحتية الكهربائية لممارسة الضغوط أو إلحاق المعاناة بالسكان لتحقيق أهداف سياسية إلى جانب أزمة وقود الكهرباء المفتعلة والممنهجة في المدينة.

حيث يثير التكرار المتناقض لانفجار المحولات وخطوط شبكة الكهرباء في أحياء عدن خلال أشهر الصيف الشكوك والشبهات. ورغم أن العوامل الفنية مثل البنية الأساسية القديمة تساهم في هذه الوقائع، فإن العوامل غير الفنية مثل محاولات تركيع الشعب وأعمال التخريب المتعمدة لا يمكن تجاهلها.

لفهم هذا اللغز بشكل كامل، يلزم إجراء تحقيق شامل لفحص كل من الجوانب الفنية وغير الفنية.. إلخ.

وأخيرًا، فإن فهم الألغاز المحيطة بالبنية التحتية الكهربائية في عدن يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يأخذ في الاعتبار القيود التقنية والديناميات السياسية وأعمال التخريب المقصودة.

ومن خلال كشف هذه الشبهات، يمكننا القول بإن تمهيد الطريق لنظام كهربائي أكثر موثوقية واستدامة يخدم احتياجات المواطنين في عدن على مدار العام بعيدًا عن السياسة وأجنداتها.