كثُر استحضار عبارة "كل الشعب قومية" من مكونات جنوبية (الانحدار) يمنية (المشاريع)، وحين يستحضر تجربة الجبهة القومية من عانوا منها فالواجب أخذ مخاوفهم  لأنهم ينقدون تجربة عانوا منها سياسيًّا ووطنيًّا واجتماعيًّا، لكن السخرية حين يستحضرها من كانوا ضالعين فيها و"هرسوا فيها لما الكرسوع" ويرمون بمساوئها على أطراف أخرى خاصة المجلس الانتقالي وأنه وارثها؛ بل يتبرؤون منها ويجعلونها إرثًا لمناطق معينة في الجنوب وأن أيديهم نظيفة، يريدون الوصول لتثبيت حقيقة أن الجنوب لن يتحرر منها، وأنهم حريصون عليه ولن تحرره منها إلا بقاء اليمننة وإن لم يجاهروا بها، بل يجاهرون أن لا تُعاد تجربة "كل الشعب قومية ".

ماهي مسوغاتهم التي يريدون إقناع الناس وهم جزء منها، حتى في العدالة الانتقالية التي لا تحاسبهم على أخطائهم أو حتى جرائمهم؛ لكنها لا تسمح بعودتهم لممارسة أي نشاط سياسي تحت أي عنوان.

يستحضرون تجربة الجبهة والقومية والاشتراكي يخاطبون بها عقول شباب ولدوا بعد الوحدة وكرهوه، ويعتقدون أن هؤلاء الشباب سينجرفون معهم وهم رجال ليسوا صفحات فارغة؛ بل يستقون معلوماتهم من مجتمعهم ومن أهاليهم فيشرحون لهم الحقيقة كما عاشوها ويقارنوها بما هو موجود في الزمن الوحدوي فتظهر المقارنة.

كنت مرة في مجلس، وجاء شاب من مواليد 1988 يتساءل أنه يقرأ عبارة "كل الشعب قومية" ويقرأ عن تجربة الاشتراكي وصراعاتها وعن 86 وهو لا يريد إجابة إلا من شخص حدده بالاسم، هذا الشخص عاصر التجربة من يومها الأول وما كان راضيًا عن تجربة الاشتراكي فقال الشاب للشيخ: أصدقني القول في التجربتين: تجربة الاشتراكي وتجربة الوحدة.

فقال الشيخ: يا ولدي كانت تجربة القومية والاشتراكي فيها سلبيات وأخطاء وإيجابيات بل وجرائم، وكل الدول تتأسس هكذا، ومن سلبياتها عدم قبول الرأي السياسي الآخر إلا رأي الجبهة أو الحزب ومن أخطائها كانت لهم صراعات وقتل وقتال، لكن هذه الصراعات لا تطول بل تُستَأنف حياة الناس بسرعة مهما كانت لكنها تجربة حققت الأمن للمواطن وأمّنت له المأكل والملبس والوظيفة والطبابة المجانية والتعليم المجاني بل كانوا يؤمنون النقل للطلاب من قراهم وخدمة الكهرباء والماء في المدن وإلى حد ما في الأرياف سواء من الدولة أو من متبرعين من الجوار وكانوا يحاربون الفساد وكانت مسيطرة على السوق، بحيث إن الناس شبه متساوين أما تجربة الوحدة ففتحت السوق وأغلب المواطنين غير قادرين على الشراء لضعف دخلهم وانتشر الثأر وصار الفساد ظاهرة عامة وضعف الأمن وقامت صراعات وقتل وهانحن نعيش الآن حربًا لها قرابة عشر سنوات قتلت مئات الآلاف تأثر منها المواطن في أمنه وخدماته وفي صحته وفي تعليمه ولا بوادر لنهايتها..

صحيح أن تجربة الوحدة عملت أحزابًا لكنها ظلت ثلاثة عقود "مالها إلا علي" فما الفرق بين كل الشعب قومية وما لها إلا علي والان الحوثي هو القنديل ويريدنا زنابيل.

سوف اختصر لك الكلام يا ولدي عن تجربة الاشتراكي وتجربة الوحدة.. أقولها لك باختصار: الاشتراكي كان أنظف الوسخين مقارنة بالوحدويين الذين جاءوا بعده.