> برلين «الأيام» وكالات:
تصطدم إسبانيا المتألقة هجوميا بفرنسا الصلبة دفاعيا في نصف النهائي الأول لكأس أمم أوروبا 2024 اليوم الثلاثاء في ميونيخ. ومنذ مونديال 1998 الذي أحرزته فرنسا على أرضها، بلغ المنتخبان نهائي تسع بطولات كبرى ما يجعل منهما أبرز مدرستين كرويتين من حيث النتائج على الأقل في آخر ربع قرن.
هل ستؤول الكلمة الأخيرة للهجوم الإسباني المتوهج بقيادة الموهوبين الصاعدين لامين يامال ونيكو ويليامس أم أن الصلابة الدفاعية لفرنسا ستقودها للنهائي؟ هذا العنوان الأبرز للمواجهة الأولى في نصف نهائي كأس أمم أوروبا الثلاثاء على ملعب ميونيخ.
فالمنتخبان قدما وجها تكتيكيا مختلفا على مدى الخمس مباريات السابقة، فرنسا بوجه هجومي شاحب وتسجيل ثلاثة أهداف منها اثنان من مدافعي الخصوم والثالث من ضربة جزاء لكنها استقبلت هدفا وحيدا من ركلة جزاء ما يجعل تخطي دفاعاتها مهمة صعبة على الخصوم.
ومنذ مونديال 1998 الذي أحرزته فرنسا على أرضها، بلغ المنتخبان نهائي تسع بطولات كبرى.
وتألقت إسبانيا في البطولة المقامة راهنا في ألمانيا، خصوصا باللعب الأنيق للجناحين الشابين السريعين لامين جمال (16 عاما) ونيكو وليامس (21).
في المقابل، فأن فرنسا التي كانت أقوى المرشحين مع إنكلترا (تواجه هولندا الأربعاء في نصف النهائي) قبل انطلاق البطولة، وقعت في فخ هشاشتها الهجومية التي عمّقها تعرض قائدها وهدافها كيليان مبابي لكسر في أنفه في المباراة الافتتاحية.
وقال لاعب وسطها أوريليان تشواميني ساخرا "نحن في نصف النهائي بدون أن نسجل، هذا تاريخي.. بالرغم من ذلك، علينا التسجيل".
لكن وصيفة مونديال 2022 لم تستقبل سوى هدف يتيم من ركلة جزاء أمام بولندا، قبل أن تتخطى بلجيكا 1-0 في ثمن النهائي ثم البرتغال بركلات الترجيح في ربع النهائي.
في المقابل، تحظى إسبانيا بأقوى هجوم مشاركة مع ألمانيا (11) أكبر عدد من المحاولات (102) وانتزاع الكرات من الخصم (230)، وأقصت ألمانيا المضيفة في ربع نهائي ناري 2-1 انتهى بالوقت الإضافي وخسارة لاعب وسطها بيدري لالتواء في ركبته.
وتعول إسبانيا، الوحيدة الفائزة في خمس مباريات كاملة، على موهبة المغربي الأصل يامال صاحب ثلاث تمريرات حاسمة والذي سيصبح أصغر لاعب يسجل بتاريخ البطولة بحال إداركه شباك مايك مينيان، فيما سجّل وليامس هدفا وقدّم تمريرة حاسمة.
وأضاف المدرب الذي أشرف على العديد من اللاعبين الحاليين في منتخبات الفئات العمرية "يمكننا الذهاب بعيدا. هناك الكثير من المعنويات والروح بهذا الفريق".
ثقة سيحتاجها "لا فوريا روخا" في ظل غياب الشاب المتألق بيدري والمدافعين الموقوفين داني كارفاخال وروبان لونورمان، لكنه يعول على صلابة وحنكة لاعب وسطه الدفاعي رودري المتوج في آخر أربع سنوات بلقب الدوري الإنكليزي مع مانشستر سيتي.
في المقابل، تأمل فرنسا في استعادة شهيتها التهديفية في مونديال قطر الأخير عندما سجلت 16 هدفا، بينها 8 لمبابي هداف البطولة.
وقال اللاعب البالغ 25 عاما المنتقل من باريس سان جرمان إلى ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا "من البديهي أن نفوز بالمباريات إذا كنا أكثر فاعلية في الخط الهجومي، لكن في بطولة كبرى لا تتوقع الذهاب بعيداً إذا لم تكن صلبا" دفاعيا.
ومنذ كأس العالم 2014، أخفق فريق المدرب ديدييه ديشان مرة يتيمة في بلوغ نهائي بطولة كبرى، كان في النسخة الأخيرة من كأس أوروبا عندما ودع من ثمن النهائي أمام سويسرا بركلات الترجيح.
- أفضلية تاريخية فرنسية
وأحرزت فرنسا لقبها الأول في البطولة القارية على حساب إسبانيا بالذات 2-0 عام 1984 الذي ابتسم لنجمها الخارق ميشال بلاتيني وعبس بوجه حارس "لا روخا" لويس أركونادا بعد أن ترك ركلة "بلاتوش" الحرة تتدحرج تحت بطنه.
إسبانيا ردت 2-0 بهدفي شابي ألونسو في ربع نهائي أوروبا 2012، وهو الفوز الوحيد الكبير لها على خصمتها في بطولة كبرى، فيما انتهت آخر مواجهة كبرى بينهما لمصلحة فرنسا 2-1 في نهائي دوري الأمم الأوروبية أواخر 2021.