كنا نتوقع أن الحرب ستبدأ، هكذا المؤشر يظهر، وهكذا التوقعات تقول من خلال التهديدات التي أطلقها الحوثي وكنا نقول لا مفر من الحرب، وهذا الأسلوب الوحيد في نظر الحوثي من خلاله يستطيع  تأجيل أو  تعليق قرارات البنك المركزي في عدن، تلك القرارات الهامة لو كان تم تنفيذها ستسبب مشكلة مالية واقتصادية للحوثي في التعامل مع الخارج ومع الداخل أيضًا، ولكن كلام عبدالملك حصد الثمار وفرض رأيه وتم استسلام دول التحالف والشرعية مجتمعين.

وهم فهموا رسالة الحوثي بأنه كان جادًّا في تهديده؛ لأنه كان ينوي قيام حرب شاملة بالصواريخ والطائرات المسيرة، وكان في تفكيره يستطيع إخضاع المنطقة كلها، ونحن كنا نعتقد أن الأمس ليس اليوم وأنه قد خلق أعداءً له جدد متربصين به في أي لحظة مثل أمريكا والتحالف معها وربما ينقلب السحر على الساحر وتنتهي هنجمات الحوثي وقوته التي يتبجح بها.

وكنا نعتقد أن أمريكا وبريطانيا ومعظم الدول الأوربية فعلًا كانت ضد الحوثي من خلال المناوشات الأخيرة في البحر الأحمر وكذا تصنيف الحوثي في قائمة الإرهاب.   كنا نعتقد أن الأمور تغيرت نحو الحوثي وأن تلك الدول قد سئمت من تصرفات الحوثي، ولكن طلع العكس فمهما كان العداء بين تلك الدول والحوثي فليس ذلك إلا مراوغة وكذب، فالحوثي أمريكا وأمريكا هي الحوثي إلى هذه اللحظة.

الحوثي حاول إيجاد مخرج من المأزق الاقتصادي المفاجئ بالنسبة له عن طريق المحادثات وكان تفكيرنا بأنه لم يحصل عليه من خلال تفاهماته وطلباته التعجيزية لذلك ليس أمامه إلا الحرب؛ لكنه حصل عليه بقوته عن طريق التهديد قبل قيامه بحرب.

كنا نتوقع بأنه سيضرب منشآت في السعودية  وبالمقابل ستضرب دول التحالف في عمق اليمن ولا يستبعد استهداف أشخاص بعينهم وكان في نظرنا ربما تكون نهاية الحوثي إن بدأ بالحرب نتيجة لما نسمعه في الإعلام بتحالف الدول ضد الحوثي بقيادة أمريكا.

 كانت قرارات البنك المركزي في عدن هي الضربة التي قصمت ظهر البعير للحوثي ولكن مع الأسف تم التراجع عنها ويا ليت نفذوها مهما كانت النتائج.
لكن المجلس الرئاسي تراجع عن قرارات البنك المركزي بمعنى ذلك أن حكومة الشرعية ومجلسها الرئاسي مع دول التحالف لم تعد لهم قيمة أو وزن بعد اليوم.

كنا نفتكر أن السعودية لم تهزم وأنها قوية وأنها قادرة على الدفاع عن نفسها وقوية عسكريًّا واقتصاديًّا ولديها من تجارب الحرب السابقة وعلاقاتها قوية مع أمريكا ودول أخرى لا يمكن أن تترك السعودية تحارب لوحدها، لكن الحقيقة ظهرت لنا عكس ما نتصور بعد أن تم تعليق قرارات البنك المركزي وعرفنا ذلك أن السعودية لها القرار الأول والأخير على الشرعية فقط وأنها غير قادرة على مواجهة الحوثي من جديد.

وأخيرًا المتضرر الوحيد هو الشعب اليمني في الشمال وفي الجنوب متضرر من الحرب إذا بدأت من جديد ومتضرر من زيادة الأسعار حتى في ظل قرارات البنك المركزي الجديدة، الريال اليمني كل يوم في انهيار أمام الدولار ومع انهيار الريال تنهار الأسعار وبعد ذلك تنهار معنوية الأخيار، ولا يهمنا علقتوها أو شطبتوها المواطن بحاجة إلى تخفيض سعر المواد الغذائية.