إذا ما أراد الحضارمة الحل بأسرع وقت وفي حكمة تتخطى كل الحواجز وتنهي كل الاختراقات التي وصلت إلى قلب المجتمع الحضرمي وانتهكت سكينته، فإنهم يعرفون تتبع من أين وصل عطال الساعية وأي قشارة انتكبت به وجدحت فوق صخوره.
الحلف بكل قوامه تحت الشمس وفي الميدان مازال يضع الحقوق حاجزا حقيقيا ومنطقيا للخروج من هذه الأزمة كلها، ويدعي أنها لم تبدأ منذ أن تخندق الرجال بل هي ذات أصول بملامح فساد متغلغل وانهيارات وغطرسة ارتكبتها السلطة على مسمع ومرأى كل الرأي العام سنة بعد سنة.. هكذا يحكي ويفند ويبرر أن هذا الاحتجاج القبلي والرأي المتصاعد ليس وليد الساعة، وأن لا خلاف شخصي ما بين السيد مبخوت بن ماضي المحافظ، والسيد عمرو بن حبريش، هذا محض افتراء وتشويه متعمد من قوى قريبة أو بعيدة من الحلف والسلطة على حد سواء، فالأمر له جذور وشجرة الخلافات أكبر من مفهوم الثمرة لمن هز الشجرة، فالحال هنا حقوق غليظة عميقة وشديدة لكل الحضارم، وقد شكت منها حضرموت كل هذه السنوات الماضية وسقط من أجلها الرجال وسالت الدماء والجراح والتشرد والجوع والإهمال.
هكذا يطرح الحلف والمؤتمر الجامع أنه حين حمل هذه القضية لم يفكر إلا باستعادة ما هو مسلوب ومحلوب ومسكوب، واليوم دقت ساعة العمل وأن كل هذه الآلام والمعاناة والكذب والغطرسة قد التقت مع كل ما ينادي به رجال الحلف وقبائله والجامع الحضرمي ووثائقه، وأن كل هذا كان على موعد مشهود وحان لهما مع كل ما تراكم أن يقررا أن الخطوات قد تمت، وأن المثل الذي يقول (ما في البرمة يبينه المقدح) هو بيد من يتخندق في الهضبة، وحيث يجب أن يكون من أجل ما ينوي من مقاصد.
وعلى الجانب الآخر، هذا ما يقوله السيد مبخوت بن ماضي والسلطة بحضرموت إنهم بكل جوارحهم مع مطالب حضرموت وحقوقها، وأعلن هذا في جمع رسمي مذاع بالصوت والصورة، وأنه لن يتخلى عن إخوته وهو جزء منهم وإذا أعاقت منصبه هذه المطالب فلا خير في كرسي يبعده عن أهله وناسه، وأنه على استعداد لرمي المنصب إذا وجده لا يخدم حضرموت، كما أبلغ بعض المقربين منه أنه على استعداد للقاء السيد عمرو بن حبريش في منطقة العليب في الهضبة أو في أي مكان وإنهاء ما يمكن وأن يتحمل بصدر رحب ما يمكن من تنازلات من أجل حضرموت.
هكذا تبدو الصورة والأحاديث إلى الآن، وإنما من يصدق ومن يكذب فهذا ما نبحث عنه نحن وكيف يمكن الدخول إلى بوابة الثقة وانتزاع الشك والمخاوف والحيلة التي قد ذاقها الحلف وسبق أن طعم مرارتها.