> سالم حيدرة:

  • فيضان السيول وثقل الشاحنات.. كيف تحول جسر الصين من رمز للصداقة إلى نذير كارثة؟
> يعاني جسر الصداقة الصيني بمدينة زنجبار من تدهور ملحوظ وتصدعات واضحة تهدد استقراره ووظيفته الحيوية في ربط محافظتي أبين وعدن. هذا الجسر، الذي شُيِّد في عام 1982 بمساهمة كريمة من الأصدقاء الصينيين، جاء كاستجابة عاجلة للفيضانات الكارثية التي ضربت المنطقة في نفس العام، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وعزل العديد من المناطق عن بعضها البعض.

منذ تأسيسه، لعب جسر الصداقة دورًا أساسيًا في تسهيل حركة النقل والتجارة بين أبين وعدن، مما أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للمنطقتين. إلا أن العوامل الطبيعية والتغيرات المناخية المستمرة، وخاصة الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة من وادي بنا، قد أثرت سلبًا على هيكله وأدت إلى ظهور تصدعات وشقوق تهدد بانهياره إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لصيانته وترميمه.

تسببت الأمطار الأخيرة في تدفق كميات هائلة من المياه عبر وادي بنا نحو البحر دون الاستفادة منها في ري الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بالوادي. هذا الهدر للمياه العذبة يشكل خسارة كبيرة للقطاع الزراعي المحلي الذي يعتمد بشكل أساسي على الموارد المائية لتأمين المحاصيل وتحقيق الأمن الغذائي للسكان. كما أن غياب البنية التحتية المناسبة لتخزين وتوجيه هذه المياه يزيد من حدة المشكلة، مما يستدعي وضع خطط استراتيجية لاستغلال الموارد المائية بكفاءة أعلى.

إن تدهور جسر الصداقة لا يؤثر فقط على حركة المرور والنقل بين المحافظات، بل يمتد تأثيره إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين. لذا، فمن الضروري أن تتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لتقييم حالة الجسر والبدء في أعمال الصيانة والترميم المطلوبة لضمان سلامته واستمرارية وظيفته الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على تطوير مشاريع مائية مستدامة تمكن من استغلال مياه السيول في ري الأراضي الزراعية وتعزيز الإنتاجية الزراعية في المنطقة.

ويتطلب الوضع الحالي لجسر الصداقة ومشكلة هدر الموارد المائية في زنجبار تحركًا سريعًا ومتكاتفًا من قبل الجهات الحكومية والمجتمع المحلي والشركاء الدوليين لضمان استدامة البنية التحتية وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة.

تتفاقم الأزمة المحيطة بجسر الصداقة الصيني بمدينة زنجبار بشكل خطير، حيث أصبح الوضع الراهن يشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة الجسر الذي يربط المدينة بالمدن الواقعة غرب وادي بنا. الجسر المتصدع يتعرض لضغوط هائلة بفعل تدفق السيول القوية تحت بنيته، وهو ما يضعه في مواجهة خطر الانهيار الوشيك.

ما يزيد من خطورة الوضع هو مرور قاطرات النقل الثقيلة المحملة بمئات الأطنان من الأسمنت وغيرها من المواد عبر الجسر بشكل يومي. هذه الشاحنات، التي تعبر الجسر الاستراتيجي في ظل ظروفه الهشة، تسهم بشكل كبير في زيادة التصدعات والاهتزازات التي تهدد سلامته. مع كل عبور لهذه القاطرات، يتزايد الخطر، مما يجعل احتمال انهيار الجسر في أي لحظة أمرًا حقيقيًا ووشيكًا.

تصدع الجسر، الذي يُعد شريانًا حيويًا للمنطقة، ينذر بكارثة محققة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاحه. وعلى الرغم من هذا الخطر الداهم، فإن السلطة المحلية لا تزال تقف موقف المتفرج، حيث لم تبادر باتخاذ أي خطوات ملموسة لحل هذه المشكلة المتفاقمة. عدم التحرك السريع لتأمين الجسر وصيانته يعرض حياة المئات من مستخدميه يوميًا لخطر شديد، بالإضافة إلى التهديد الكبير الذي يشكله على البنية التحتية الحيوية للمنطقة.

المشكلة تعقدت أكثر بعد أن جرفت السيول الطريق الدولي في منطقة الشيخ عبدالله، مما دفع القاطرات والشاحنات إلى استخدام جسر الصداقة كمسار بديل. هذا الضغط الإضافي على الجسر المتصدع يعمق الأزمة، ويجعل من انهياره أمرًا شبه محتوم إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

في ظل هذا الوضع الحرج، يصبح من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات سريعة وحاسمة لتقييم حالة الجسر والبدء فورًا في أعمال الترميم اللازمة. يجب وضع خطط بديلة لمسارات النقل، وتخفيف الضغط عن الجسر قبل أن يتفاقم الوضع إلى كارثة يصعب تداركها. الحلول المؤقتة أو تجاهل المشكلة لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، وقد تكون العواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل مع الوضع بجدية وفعالية.

في حديثه مع صحيفة "الأيام"، عبّر المواطن فضل أحمد ثابت عن استيائه الشديد من الوضع الذي آل إليه جسر الصداقة الصيني بمدينة زنجبار، مشيرًا إلى أنه من المؤسف أن يرى هذا الجسر، الذي شيده الأصدقاء الصينيون في عام 1982، يتصدع وينهار دون أي تحرك من الجهات المعنية التي تكتفي بدور المتفرج.

وأضاف فضل أحمد ثابت أن جسر الصين، الذي يربط العاصمة زنجبار بمناطق الكود والمسيمير والخاملة والعاصمة عدن، له أهمية كبيرة، إلا أن السيول المتدفقة من وادي بنا والتي تمر أسفله باتت تهدده بالانهيار في أي لحظة. وأعرب عن قلقه الشديد من استمرار مرور الشاحنات والقاطرات الثقيلة فوق الجسر، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا المرور وإعادة تأهيل الجسر بشكل مناسب قبل وقوع الكارثة.

من جانبه، أكد الإعلامي عبدالله عيسى على الأهمية الاستراتيجية لجسر الصين، مشيرًا إلى أن الجسر بات مهددًا بالانهيار بعد أن جرفت السيول أجزاء منه. وانتقد عبدالله عيسى تجاهل السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم، للوضع المزري الذي يعيشه الجسر، واتهمها بالانشغال بالجبايات على حساب سلامة البنية التحتية.

وطالب عبدالله الجهات المعنية بتخصيص جزء من الجبايات اليومية، التي تُقدّر بالملايين، لإعادة تأهيل جسر الصين قبل أن يتسبب انهياره في كارثة كبرى.

وفي السياق ذاته، أعرب عدد من الشخصيات الاجتماعية وممثلي منظمات المجتمع المدني في أبين عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الحالي لجسر الصين في زنجبار، واصفين السكوت على هذا الوضع بالجريمة الكبرى. وأشاروا إلى أن هذا الجسر الحيوي، الذي شُيّد بدعم من الأصدقاء الصينيين في عام 1982، لا يجب أن يُترك ليواجه مصيره دون تدخل.

ودعوا الجميع إلى التكاتف من أجل إيصال رسالة واضحة للجهات المعنية، تطالب بضرورة إعادة تأهيل الجسر بشكل مناسب وتحويل حركة الشاحنات والقاطرات إلى مسارات بديلة لمنع انهياره. كما ناشدوا محافظ أبين، أبوبكر حسين سالم، بضرورة تحمل مسؤولياته والنظر بجدية إلى الوضع الحرج لجسر الصين، والعمل على تأهيله بشكل عاجل قبل أن يتفاقم الوضع ويؤدي إلى كارثة لا تُحمد عقباها.