> «الأيام» العين الإخبارية:

​الضربات التي تلقاها حزب الله، فتحت باب التساؤلات في الأوساط اليمنية حول تداعياتها على جماعة الحوثي جراء الدور الهام الذي يلعبه الحزب بالنسبة للجماعة في اليمن.

وبحسب الخبراء، فقد أوكلت طهران إلى حزب الله مهمة الإشراف على تسليح وتدريب الحوثي في اليمن خلال العقدين الماضين، ومنحه ذلك دوراً وتأثيراً كبيراً داخل هيكل المليشيات، ما يطرح تساؤلًا حول تداعيات ما تعرض له الحزب مؤخرًا على مستقبل الحوثيين في اليمن.

وتخوض جماعة الحوثي في اليمن تصعيدًا مفتوحًا على أكثر من جبهة، حيث تشن منذ نحو 10 أشهر هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، وسط محاولات أمريكية للتصدي لها عبر تنفيذ ضربات داخل مناطق سيطرة الجماعة تستهدف أسلحتها ومنصات إطلاقها.

كما تشن جماعة الحوثي هجمات من حين إلى آخر لاستهداف مواقع داخل إسرائيل تحت لافتة "دعم الحرب في غزة".

هذا التصعيد المستمر للحوثيين تسبب في تعطيل مسار السلام في اليمن، بعد أن جرى التوصل إلى حزمة من الالتزامات جرى تسميتها بخارطة الطريق أواخر العام الماضي، بعد مفاوضات سرية جرت بين الجماعة والرياض بوساطة عُمانية.

وكان لافتًا عودة حديث جماعة الحوثي عن مسار السلام، ومطالبتها باستئناف مسار السلام والبدء بتنفيذ خارطة الطريق، بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية التي تلقاها حزب الله في لبنان، كما يرى عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري في اليمن مجيب المقطري، حول تداعيات المشهد في لبنان على اليمن.

وقال المقطري إن عودة جماعة الحوثي للحديث عن مسار السلام ودعوتها إلى البدء بتنفيذ خارطة الطريق، يكشف مخاوفها من أن تكون إيران قد تخلت عن أذرعها في المنطقة، ولن تقدم على الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل ومن خلفها أمريكا من أجلهم.

وأضاف المقطري "أتوقع أن تعيد جماعة الحوثي التفكير في حساباتها وإن كان تحت لافتة تهديد السعودية للعودة إلى مسار السلام لتحمي نفسها من انتقام غربي على يد الجيش الإسرائيلي".
وعلى العكس من ذلك، قال المحلل السياسي خالد بقلان، إن جماعة الحوثي ستعمل على التصعيد بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن زعيم الجماعة بات يرى بأنه أصبح الآن قائد محور إيران بالمنطقة عقب اغتيال نصر الله، لافتًا إلى أن قيادات من الصف الثاني بالجماعة بدأت بالحديث حول ذلك.

وأضاف بقلان أن "عقلية الحوثي تختلف كثيرًا عن باقي أذرع إيران في المنطقة"، ووصفها بأنها "خُلقت من أجل الحرب".
وتوقع أن تصعد جماعة الحوثي من هجماتها في البحر وكذلك نحو إسرائيل، لإثبات زعامتها لما يسمى "المحور الإيراني".