> مشتاق عبدالرزاق:

  • دعوات لتطبيق قانون الميازين في جميع المحافظات المحررة..
  • رئيس نقابة النقل الثقيل: واجهنا تحديات كبرى منذ إعادة تأسيس النقابة في 2012
  • رغم المحاولات لنقل الأنشطة إلى ميناء الحديدة.. عدن تستعيد دورها التجاري

> أكد عصام صلاح اليافعي، رئيس نقابة النقل الثقيل بالعاصمة عدن، إن نقابة الشحن الثقيل عملت جاهدة منذ إعادة تأسيس النقابة، أواخر العام 2012م على لمّ شتات أسطول النقل الثقيل، والعمل وفق نظام الدور الذي ألغي العمل به منذ العام 2004م، بعد احتكار نقل البضائع عبر مكاتب خاصة تابعة لمُتنفذين من بعض التّجار والمسؤولين.

جاء ذلك في سياق لقاء خاطف مع صحيفة "الأيام"، وأضاف يقول: عودة نقابة الشحن الثقيل في عدن في العام 2012م جاءت بعد عناء كبير، حيث تمّ التصدي للعديد من المحاولات الكيدية لإلغائها، بعد أن عزّ علينا ونحن نشاهد توقُّف الكثير من شاحنات النقل الخاصة بالمواطنين البُسطاء الذين يعولون آلاف الأسر بسبب احتكار عملية النقل آنذاك بأيدي مجموعة قليلة من أصحاب النفوذ من التُّجار والمُخَلّصِين، وكذلك أصحاب المكاتب الخاصة، حيث اجتمع هؤلاء جميعاً وكانوا ينقلون بشاحناتهم الخاصة وما فاض يعطونه لمن يدفع أكثر عبر سماسرة النقل!!


 وواصل "اليافعي" قائلًا: (واجهتنا كل الصعوبات والتحديات آنذاك، ووقفنا في وجه المُعرقلين من المُتنفذين وأصحاب المصالح الضيقة، والحمد لله تمكَّنا من إعادة عمل النقابة، واشتغلت على مدار هذه السنوات في تنظيم الشاحنات وتنظيم الدور، كما قامت النقابة بحلّ الكثير من الإشكاليات التي كان يُواجهها سائقو النقل الثقيل، مشيرًا إلى أن (من أولويات مهامنا كنقابة للنقل الثقيل الالتزام بالنظام والقانون والحفاظ على نظام الدور، وتصحيح العمل الإداري، وتوفير كل ما يتطلب من حقوق لسائقي شاحنات النقل الثقيل وللتُّجار في آن واحد، والعمل كفريق واحد لحل الإشكاليات التي تواجه أعضاء النقابة بما يُسهم في الحد من الاختلالات التي كانت تعاني منها النقابة في الفترة السابقة.

وبيَّنَ أن (هناك الكثير من العمل ينتظر قيادة النقابة خلال الفترة القادمة، حيث نسعى لتحسين العمل النقابي مع كافة الجهات المختصة في الدولة، ونتعاون مع عدة جهات حكومية أهمها وزارة النقل، وهيئة تنظيم شؤون النقل البري، وموانئ خليج عدن، وجمارك وأمن عدن، والمنطقة الحرة، وإدارة المرور، مُوضحًا أن (النقابة سارعت منذ إعادة تأسيسها إلى إنشاء صناديق حوادث لتعويض أي شاحنة - لا قدّر الله تتعرض لأي حادث. وأيضا عملنا على حلحلة بعض الإشكاليات مثل انعدام المشتقات النفطية حيث عملنا حلولًا بديلة بهدف توفير مشتقات نفطية ولو كانت بسعر أكثر من سعرها للضرورة.


واستطرد رئيس نقابة النقل الثقيل، قائلًا: رغم ما شهدته بلادنا من حرب ودمار وشتات خلال السنوات الماضية، إلا أن سائقي الشاحنات وخلفهم النقابة استمروا في نقل البضائع وإيصالها إلى جميع محافظات البلاد، سالكين طرقًا فرعية وعرة وغير صالحة للاستخدام كي تصل بضائع التجار والمساعدات الغذائية إلى وجهتها، بعد أن أُغلقت العديد من الطرقات الرئيسية بسبب الحرب، حتى لا تتوقف حركة النقل التجاري من موانئ عدن إلى مختلف المحافظات.

وتحدَّثَ عصام اليافعي، عن أبرز الإشكاليات التي تُواجهها النقابة وسائقو الشاحنات، منها ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وارتفاع أسعار صرف العملة الأجنبية، والذي تسبّب في ارتفاع أسعار قِطع الغيار والزيوت والإطارات، مُوضحًا إلى أنهم طالبوا الجهات المعنية أكثر من مرة للنزول لأصحاب قطع الغيار والإطارات، للحدٍّ من الارتفاعات الجنونية في الأسعار، لكن للأسف الشديد لا تزال مشكلة ارتفاع الأسعار مستمرة، وتتزامن مع غياب الدور الرقابي الحكومي على محلات قطع غيار الشاحنات الذين أصبحوا الآن يتعاملون معنا بالعملة الأجنبية ولا يقبلون العملة المحلية إلا مقابل سعر الصرف.


وبيّنَ بأن هناك تنسيقًا وتعاونًا مشتركًا بين النقابة وصندوق صيانة الطرق والجسور، المركز الرئيسي بالعاصمة عدن، فيما يتعلق بتنفيذ قوانين الأوزان والأبعاد الكلية، وإلزام السائقين بالتقيّد بهذه القوانين وتجنُّب الحمولة الزائدة التي تنجم عنها خواطر كبيرة تُهدد سلامة السائقين وسلامة المواطنين، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي تسببها الأوزان الزائدة على شبكة الطرق، ولفتَ "اليافعي" إلى أن قيادة النقابة ومنتسبيها حريصون كل الحرص على تطبيق قانون الميازين والالتزام به، وتطبيقه في جميع المحافظات المحررة، مُثمنًا الجهود الكبيرة التي يبذلها الصندوق في صيانة وتأهيل شبكة الطرق في عموم المحافظات المحررة، مُشيرًا إلى أن هناك شاحنات وهمية تعمل خارج إطار الموانئ وغير مُنتسبة للنقابة، وتقوم بما يسمى "القلبة وإعادة التفريغ"، وقد قدّمنا عدة مذكرات حول تحميلها أوزان زائدة وبغير تنظيم وبدون أي رقابة أو تفتيش، وطالبنا بوقف هذه العمليات لأنها تضر بعملية النقل بل وتضر بالأمن العام، وطالبنا بوقف هذه الشاحنات التي تعمل خارج إطار النقابة والتي تعمل من أحواش وهمية لكن للأسف الشديد إلى الآن لم نتلقََ أي تجاوب حول هذا الموضوع، همُّنا هو كيف نحافظ على المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة.

وعبر رئيس نقابة النقل الثقيل  بعدن - في ختام تصريحه لـ"الأيام" - عن شكره وامتنانه للمسؤولين الذين ساندوا نقابة الشحن الثقيل ووقفوا معها، وفي مقدمتهم معالي وزير النقل د. عبدالسلام صالح حُميد، ورئيس موانئ خليج عدن د. محمد علوي امزربه، اللذين كان لهما الفضل الكبير بعد الله في استمرارية عمل التنمية في موانئ عدن، وحرصهما الدائم على استمرار النقل رغم محاربة ميناء عدن الاستراتيجي بشكل خاص، ومحاربة مدينة عدن بشكل عام من قِبل جماعة الحوثي، وإجبار التُّجار على التحويل الى ميناء الحُديدة، لكن الحمد لله الآن هناك الكثير من التُّجار عادوا إلى ميناء عدن، والفضل بعد الله يعود للقيادة الرشيدة الحكيمة مُمثلةً بمعالي وزير النقل د. عبدالسلام حُميد، الذي بذل جهداً كبيراً في إعادة ميناء عدن إلى الواجهة بعد أن تكلّلت جهوده بنقل آلية تفتيش السفن من ميناء جدة إلى ميناء عدن، وعمل ضمانات للشركات الملاحية لعودتها الى موانئ عدن.. الشكر موصول أيضًا لمعالي وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، الذي قدّم لنا كل التسهيلات في حل مشاكل كبيرة كنا نواجهها، وكنا على تواصل مستمر مع معاليه، ومكتبه دائماً مفتوح لنا، ولا ننسى أيضًا دور فارس شعفل، رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري، الذي نحن وإياه في مركب واحد، وكان يُرحب بنا في أي وقت، رغم المشاكل التي كانت موجود ةلديه، إلا أنه واجهها بكل مسؤولية، وتمكّن من إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة لها، وأثبت أنه قيادي بمعنى الكلمة، وساعدنا في حل الكثير من الإشكاليات أيضًا في موضوع الطرقات وتنظيم النقل، وكان عند مستوى المسؤولية الوطنية.