> سالم حيدرة صالح:

  • الأهالي يعانون من أزمة مياه حادة وسط إهمال السلطات
  • سكان المنطقة يطالبون بمشروع مياه لإنهاء معاناتهم
  • يلجؤون إلى الحمير لجلب المياه في غياب حلول حكومية
> يعاني الأهالي في منطقة الطرية بمديرية خنفر بأبين البالغ عددهم أكثر من 500 نسمة من انعدام المياه النقية نتيجة عدم وجود مشروع للمياه في منطقتهم الزراعية ويضطرون إلى جلب المياه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة في ظل الحر الشديد.

يعاني السكان من انعدام خدمة المياه منذ سنوات طويلة ولم تقم السلطة المحلية بمديرية خنفر بتوصيل المياه إلى منازلهم وتركوهم يواجهون قساوة الحياة رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها وأصبح الحصول على شربة ماء من أهم احتياجاتها.

وفي منطقة الطرية التي يوجد فيها جبل الكثيب الشهير وهي واحدة من المناطق الزراعية المشهورة في دلتا أبين الخصيب وتزرع أجود المحاصيل الزراعية الذرة والسمسم والحبحب وغيرها من المحاصيل الزراعية إلا أنه طالها النسيان وعدم الاهتمام بها، حيث تتناثر المنازل المبنية من القش والطوب بين رمال منطقة الطرية مشكلة مثل قرية ساكن دباء وما جاورها من ساكن الدوبحي وساكن الكبابي وغيرها وظل محلك سر يبحثون عن المياه إلا أن النسيان لازمهم وكأنهم ليسوا من أبناء مديرية خنفر كبرى مديريات أبين.

إن حياة الأهالي شديدة القسوة في ظل انعدام المياه ويمرون بظروف معيشية صعبة ومعقدة، فأغلب الأسر تعتمد على تربية الماشية وخلايا النحل من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم.

تعيش بعض الأسر في قرية دباء والقرى المجاورة ويعتمد سكانها على الزراعة الموسمية ورعي الأغنام وجمع الحطب وصناعة الفحم إلا أن الدولة لم تنفذ أي مشاريع خدماتية لهم منذ سنوات طويلة.

وقال المواطن أحمد حسن صالح: "لا نطلب أي شيء سوى حفر بئر للقرية وإقامة مشروع أهلي للمياه الصالحة حتى يسلم الأطفال والفتيات من مشقة جلب المياه من مسافات طويلة على ظهور الحمير ويدرسون بعد أن حرموا من الدراسة".

وأكد في سياق حديثه لـ "الأيام": "نريد من السلطة المحلية بمديرية خنفر والجهات المختصة والمنظمات الداعمة النزول إلى قرانا في منطقة الطرية وإلى هذه المنطقة المنسية لمشاهدة عن قرب ما نعانيه من عدم توفر المياه وعمل لنا مشروع أهلي وهذا أقل واجب إنساني يقدمونه لنا في ظل الأوضاع الراهنة".

ولفت إلى أن أبناءهم حرموا من الدراسة نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة من خلال تردي الخدمات وانعدامها، الأمر الذي أدى إلى قيام الكثير من الأسر بحرمان أبنائها من الدراسة ويضطرون لجلب المياه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة.

وأشاروا إلى أن منطقة الطرية واحدة من أفضل المناطق الزراعية في دلتا أبين الخصيب لكن الإهمال ظل سيد الموقف، فأغلب القرى المتناثرة حرمت من خدمة المياه وانعدامها.

من جانبه، قال المواطن علي عبدالله محمد إن الأهالي يعملون في تربية الأغنام والعمل في الحطب والفحم وتربية خلايا النحل لتوفير لقمة العيش لأسرهم التي يعيلونها.

وأشار في سياق حديثه لـ "الأيام" إلى أن السكان يعانون من الفقر وقساوة الحياة التي أثقلت كاهلهم ويعملون في الزراعة الموسمية ولهم حقوق على السلطات المحلية التي للأسف الشديد خذلتهم ولم تعمل لهم أي شيء.


وأضاف إلى أن الأوضاع الصعبة حرمت الأطفال من الالتحاق بالمدارس وهذا يحصل في كثير من القرى والمناطق في أبين نتيجة عجز الكثير من الأسر في توفير المستلزمات الدراسية لأبنائها.

وناشد محافظ أبين أبوبكر حسين سالم النظر إلى معاناتهم بعين المسؤولية من خلال النزول إلى قراهم ومناطقهم لتلمس همومهم والتوجيه للجهات ذات العلاقة بتوفير خدمة المياه التي هي من أهم مطالبنا.

وقال الحاج حسين محمد إن منطقتهم لم تشهد قيام أي مشروع للمياه منذ قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة وظلت في سلة الإهمال رغم أنها واحدة من أفضل المناطق الزراعية.

وأشار: "نعيش حياة نكدة ونترحل من مكان إلى آخر في منطقة الطرية بحثًا عن شربة ماء نقية بعد أن عجزت السلطة المحلية في حفر بئر ارتوازية للمواطنين للتخفيف من معاناتهم مع هذه الخدمة التي لها أهمية كبيرة للإنسان والحيوان والنبات".

وتابع إلى أن الزائر إلى مناطقنا والقرى التي نعيش فيها يصاب بالصدمة لقساوتها فنحن عشنا على هكذا وضع بعد أن خذلتنا السلطات المحلية المتعاقبة على مديرية خنفر والمحافظة ولم يكلفوا أنفسهم بالسؤال عن أحوالنا وتركونا نموت عطشًا.

ولفت: "لا بد أن يكون هناك واجب أخلاقي من قبل السلطات المحلية وتعرف أن هناك سكانًا يعانون من قساوة العيش ويموتون عطشًا، لكن الفساد طغى عليهم ويتسابقون على وسخ الدنيا وتركونا على وضعنا الصعب والمزري".

وقال الأهالي في أحاديث متفرقة لـ "الأيام": إنهم يمرون بأوضاع صعبة ومعقدة وبحاجة إلى لفتة إنسانية من قبل الجهات ذات العلاقة في حل مشكلة المياه التي أرهقتهم وسببت لهم التعب والمعاناة المستمرة نتيجة جلب المياه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة.

وأشاروا إلى أن السلطات المحلية لا تكترث لمعاناتهم وكأنهم ليسوا من أبناء هذه المحافظة لهم حقوق وعليهم واجبات، وكل ما يتمنونه هو حفر بئر للمياه من منطقتهم من أجل التخفيف من معاناتهم ورفقًا بالأطفال الذين حرموا من الدراسة نتيجة تفرقهم لجلب المياه على ظهور الحمير، فهل من لفتة مسؤولة أم سنظل نعاني ونقاسي طوال السنين والأيام؟