> «الأيام» الحرف28:
منذ انقلابها على السلطة أواخر 2014، وسيطرتها على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات شمال اليمن، عمدت المليشيا الحوثية، إلى نهب ومصادرة ممتلكات خصومها وحتى أملاك المواطنين العاديين.
ووضعت جماعة الحوثي أملاك أسرة الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس النواب وشيخ مشايخ اليمن، حتى وفاته في 2007، هدفًا أساسيًا، للانتقام من مواقف الأسرة التي كانت تمثل مركز قيادة للقوى القبلية المساندة للدولة في مواجهة تمرد الحوثيين في جولات الحروب الست بين 2004 و2009.
ومنذ التحركات الأولى للانقلاب، سعت المليشيا للقضاء على آل الأحمر، كهدف مشترك لدول في الإقليم باعتبار أن الأسرة تعد مركز ثقل الجناح القبلي لحزب الإصلاح.
- عمليات نهب واستيلاء واسعة
ممتلكاتهم، والتي تشمل منازل وعقارات ومزارع وشركات وأصول بنكية.
بحسب مراقبين، فإن أسرة الأحمر، فضلت عدم إثارة المليشيا، للحفاظ على حياة من تبقى من أفراد الأسرة أو أقاربهم، وأيضًا لمنع الاستيلاء الكامل للممتلكات، رغم أن قائمة الأملاك المنهوبة حتى اليوم طويلة جدًّا.
في أحدث عمليات المصادرة لممتلكات الأسرة، قامت المليشيا مؤخرا، عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على الشيخ حميد الأحمر بتهمة دعم فلسطين، بمحاصرة منازله في حي صوفان بصنعاء.
وجاءت هذه الخطوة ضمن مسلسل نهب واستحواذ لأملاك الأسرة، بدأ في الحرب السادسة في 2009، عندما استولى الحوثيون على مزارع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في صعدة، طبقا لمصادر قريبة من العائلة.
وفتح انقلاب المليشيا في سبتمبر العام 2014 شهيتها أكثر تجاه أملاك أسرة الأحمر، حينما نهبت آلات ومعدات مزرعة عبس في حجة، وتبعتها أراض وأموال ومنازل في صنعاء وعمران ومحافظات أخرى مطلع العام 2015.
وطالت عمليات النهب، منازل الشيخ عبدالله الأحمر في حي الأبهر بصنعاء القديمة، والحي السياسي، والأصبحي، وعمارة التحرير، ومنازل في خمر، وحبور ظليمة.
- شركات وعقارات
وضمن حملة الاستيلاء والمصادرة امتدت يد المليشيات الحوثية إلى شركات وأملاك أخرى كانت أبرزها شركة سبأ فون التي تم الحجز عليها كأول خطوة بعد اقتحام العاصمة.
كما جرى الحجز عليها عام 2014، ومصادرة مبلغ 40 مليار ريال من أرصدتها بمبرر تهرب ضريبي مختلق يستند على تقرير وصف بالكيدي من هيئة مكافحة الفساد.
كما طالت أعمال السطو والمصادرة بنك سبأ الإسلامي، وشركات "السلام"، و"تكنولوجي غاز" ، و"الآفاق للسفريات والسياحة"، و"مطبعة الآفاق"، و"قاعة أبولو للمعارض"، إلى جانب معرض همس للأثاث بحدة المملوك لهمدان الأحمر.
بحسب تقارير وبيانات حصل عليها "الحرف28، نهبت المليشيا الحوثية الكثير من عقارات آل الأحمر، أبرزها تبة الشيخ صادق في حي مذبح، وأرضية ومخازن سبأفون بصنعاء، وأرفض أخرى للشيخ الأحمر "الأب" ولزوجته وأبنائه، في مناطق مختلفة.
وحولت المليشيا العديد من منازل الأحمر إلى مقرات لها، منها منزل في الحي السياسي باسم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، ومنزلين في الأصبحي جرى الاستيلاء عليهما في 2014 وأصبحت تحت سيطرة ما يسمى اللجنة الثورية.
تبرر المليشيا نهبها وسطوها على الكثير من ممتلكات أسرة الأحمر، بأنها مملوكه للشيخ حميد الأحمر، القيادي في حزب الإصلاح، وعضو مجلس النواب، لكن مصادر مطلعة تؤكد أن تلك الممتلكات ثابتة لوالده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
- التعسف ومعركة القضاء
بعض عمليات الاستيلاء والمصادرة، تمت بناء على "قرارات تعسفية أصدرتها اللجنة الثورية عام 2014"، بحسب المصادر.
قرارات ما يسمى باللجنة الثورية ظلت سارية حتى استحداث الجماعة لما يسمى "الحارس القضائي" في 2018، بهدف شرعنة استمرار النهب حتى اليوم.
حاولت أسرة الأحمر اللجوء للقضاء رغم يقينها أن السلطة القضائية سلطة مسيرة من قبل الجماعة، لكن ونتيجة لقوة الأدلة، لم تستطع الجماعة عرقلة صدور أحكام لصالح أسرة الأحمر، تقضي بعدم شرعية مصادرة الممتلكات ونهب إيراداتها، والزام الجماعة بإعادتها لملاكها، وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار جراء ذلك.