> "الأيام" خاص:

الفساد والفقر قدرٌ مكتوبٌ على الشعبين في الجنوب والشمال وإن كان هناك نوع من التفاوت بين الفسادين هنا وهناك.. الفساد بدءاً من التسيّب وتمرير الصفقات واستلام الرشاوي وعرقلة القضاء، وأعلى مراتبه -أي الفساد- نهب المال العام، هو الأسُّ والأساس للفقر، بل هو السببُ والنتيجةُ لمعاناةِ الناس وتزايدِ أعداد الفقراء وانتشار الجريمة والفتن والحروب وكل «البلاوي» التي تعانيها البلد اليوم.

تجربةُ اليمنِ والجنوب مع التحالف العربي المتمثلةُ بضخِ الأموال والمساعدات منذُ انطلاق عاصفة الحزم.. أثبتتْ أن اليمن لا يحتاجُ إلى مالٍ بقدرِ ما يحتاجُ إلى اجتثاثِ الفساد ومحاسبة الفاسدين وإصلاح المنظومة الإدارية والسياسية. هذه التجربة أثبتتْ أن أي مالٍ أو مساعداتٍ أو مِنَح أو ودائعَ يمنحها لليمن الأشقاءُ في دول التحالف والأصدقاء دون أن يكونَ إلى جانبها «صميل» يؤدّب الفاسدين ويربّي الناهبين فلن تكونَ إلا وسيلة لمزيد من إفقار الشعب ومعاناته.. تجربة أثبتت أن «الصميل» يجب أن يصل إلى اليمن قبل أي مال ليكون حارسًا له وضامنا لسلامة تصريفه وتوظيفه للغرض الذي جاد به الأشقاء.
لوجه الله.. رحمةً ورأفةً بهذا المواطن، فالمسؤول هنا لا يمشي إلا بالصميل!.