ذاع صِيت المدينة من زمان، حتى أن أهل اليمن ينظرون إليها في زمن المحنة بعين اللطف والحاجة، قال بعضهم عن عدن:"هي مَنْ فُتِحَ فيها باب 22 مايو، وهي بوسعها أنْ تُغلقه"، يشتهي مكانها المسافر والمُقيم، وهي كصيدا أو صُور في الموقع التجاري كما في كتاب "حزقيال".
خلال الحَدَث المحتدم في الشرق الأوسط، تشرئبُّ الأعناق ترقبُ عدن، كأن اللحظة الحاسمة تجي من جَنَابها، وأنّ ما قيل عن ساعة الرجوع إلى صنعاء تقرِّره عدن.
يا قومنا الجنوبيين حين كنتم تحثّون أبناء الشمال من أجل التحرير، كان بعض القوم قد أخلدوا إلى الراحة والدِّعَة.
حتى قال أحدهم: الانقلابي والمُنقلَب عليهم سيّان.. سكان المحافظات المحتلة لا يجدون غضاضة في مخالطة الحوثي، حتى انغمسوا في عنفوانه، وتماهوا مع فكرته، ولا تنفع معهم النصيحة من أي جهة جاءت فقد صار الخليط متجانسًا! حسنًا.. قال الراوي: سنُزجي لقبائل الطوق هذه الأبيات لعلّ صوت "نزار" يحرِّك القلوب المغطّاة بالبرد المغلّفة بالصقيع:
-أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي
لسالَ منهُ عناقيدٌ وتفّـــــاحُ
ولو فتحتم شراييني بمُديتِكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلبِ تشفي بعض من عشِقوا
وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ..
نعلم أنّ عدن وطن، كما دمشق التي يتعشّقها قبّاني، وإنّ زِمام القافلة بيدها، لكن من يقود عنها الزِّمام؟ نحتاج لصوت الحادي المؤثِّر الذي إذا ترنّم أشجى وإذا حَدَا تداعى لهُ الرَّكْب يردِّد لحداه، ويطرب لنشيده.. لطفًا.. هل اصطف الطابور الجنوبي الآن.. وماذا بعد؟! في الحَدَث الرهيب الذي يشبه الزلزال في سوريا، ستظل عدن محل نظر أهل البلد كلهم، هل تجي بالإشارة أو تصمت في انتظار خبر القوم؟! الجنوب يبحث عن الاستقلال، لكن يؤجِّل هذا الموعد أحداث تجري وتتلاحق، ولمّا كانت عدن الموصوفة بالازدهار عبر التاريخ، فإنّ الناس من ولَعهِم بالمدينة ما يزالون يرونها مزدهرة حتى وهي في أبأس حالاتها.. أهلها بلا رواتب، سكانها بلا كهرباء، وبيوتها بلا ماء، لكن ما تزال الرائدة في التغيير، وصاحبة الباع في التحرير، وهي المدينة المُهابة، التي تُشير وتقرِّر، وتعْزِم وتحْزِم.
إذا حَزَبَ بهم الأمر هرعوا إلى عدن، فعلوا ذلك قبل 26 سبتمبر، وقُبيل 22 مايو، وبعد 14 سبتمبر، فهل السادة الجنوبيون عند مستوى الحَدَث، حتى يعلموا قيمة المدينة، ويبتكرون الحل الأمثل للأزمة التي تستفحل وتتفاقم! كانت عدن زهرة الربيع العربي، إذْ بدأت بـ"الحِراك" الذي صنع ثورات، وطافت بساحات الحرية قبل كل المدائن الثورية، خَرَجَ المتقاعدون الذين "شابت" رؤوسهم وما بلغوا لحقِّهم المستحَق، فتنادى لهم المواطن التونسي بعد 4 سنوات من النضال السلمي "هِرمنا"، وكأن الوجع واحد، والجرح واحد، والمصير المشترك.. كيف يستطيع المجلس الانتقالي أن يصُفَّ الموكب؟ وهل سفراء أوروبا حين يأتون إلى عدن يريدون أن يتكلموا ويبغوننا أن نصمت، ليبعثروا ما نُلملم؟! حدِّثونا عن خريطة الحل من مسقط إلى الرياض.. وماذا بعد؟! تعشّقوا صنعاء يا سكّان أزال كما تعشّق نزار دمشق.. مِن أين سيأتي القرار إنْ لم تكن غضبَة ووثبَة؟ أم هي الحِكمة البالغة، سيجنح الخصمان إلى السلام، وتفيء الطائفتان إلى أمر الله، فيكون الوطن للجميع، وتنصرف عدن إلى "الجنوب" وترجع إلى مكانها الأصيل بعد أن تُساهم بقوة في حل الأزمة وتُصْلح الطريق لعودة الشرعية الجديدة إلى باب اليمن.
قال الشاعر:
مَنْ يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازِيَه
لا يذهبُ العُرفُ بينَ اللهِ والناسِ.
خلال الحَدَث المحتدم في الشرق الأوسط، تشرئبُّ الأعناق ترقبُ عدن، كأن اللحظة الحاسمة تجي من جَنَابها، وأنّ ما قيل عن ساعة الرجوع إلى صنعاء تقرِّره عدن.
يا قومنا الجنوبيين حين كنتم تحثّون أبناء الشمال من أجل التحرير، كان بعض القوم قد أخلدوا إلى الراحة والدِّعَة.
حتى قال أحدهم: الانقلابي والمُنقلَب عليهم سيّان.. سكان المحافظات المحتلة لا يجدون غضاضة في مخالطة الحوثي، حتى انغمسوا في عنفوانه، وتماهوا مع فكرته، ولا تنفع معهم النصيحة من أي جهة جاءت فقد صار الخليط متجانسًا! حسنًا.. قال الراوي: سنُزجي لقبائل الطوق هذه الأبيات لعلّ صوت "نزار" يحرِّك القلوب المغطّاة بالبرد المغلّفة بالصقيع:
-أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي
لسالَ منهُ عناقيدٌ وتفّـــــاحُ
ولو فتحتم شراييني بمُديتِكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلبِ تشفي بعض من عشِقوا
وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ..
نعلم أنّ عدن وطن، كما دمشق التي يتعشّقها قبّاني، وإنّ زِمام القافلة بيدها، لكن من يقود عنها الزِّمام؟ نحتاج لصوت الحادي المؤثِّر الذي إذا ترنّم أشجى وإذا حَدَا تداعى لهُ الرَّكْب يردِّد لحداه، ويطرب لنشيده.. لطفًا.. هل اصطف الطابور الجنوبي الآن.. وماذا بعد؟! في الحَدَث الرهيب الذي يشبه الزلزال في سوريا، ستظل عدن محل نظر أهل البلد كلهم، هل تجي بالإشارة أو تصمت في انتظار خبر القوم؟! الجنوب يبحث عن الاستقلال، لكن يؤجِّل هذا الموعد أحداث تجري وتتلاحق، ولمّا كانت عدن الموصوفة بالازدهار عبر التاريخ، فإنّ الناس من ولَعهِم بالمدينة ما يزالون يرونها مزدهرة حتى وهي في أبأس حالاتها.. أهلها بلا رواتب، سكانها بلا كهرباء، وبيوتها بلا ماء، لكن ما تزال الرائدة في التغيير، وصاحبة الباع في التحرير، وهي المدينة المُهابة، التي تُشير وتقرِّر، وتعْزِم وتحْزِم.
إذا حَزَبَ بهم الأمر هرعوا إلى عدن، فعلوا ذلك قبل 26 سبتمبر، وقُبيل 22 مايو، وبعد 14 سبتمبر، فهل السادة الجنوبيون عند مستوى الحَدَث، حتى يعلموا قيمة المدينة، ويبتكرون الحل الأمثل للأزمة التي تستفحل وتتفاقم! كانت عدن زهرة الربيع العربي، إذْ بدأت بـ"الحِراك" الذي صنع ثورات، وطافت بساحات الحرية قبل كل المدائن الثورية، خَرَجَ المتقاعدون الذين "شابت" رؤوسهم وما بلغوا لحقِّهم المستحَق، فتنادى لهم المواطن التونسي بعد 4 سنوات من النضال السلمي "هِرمنا"، وكأن الوجع واحد، والجرح واحد، والمصير المشترك.. كيف يستطيع المجلس الانتقالي أن يصُفَّ الموكب؟ وهل سفراء أوروبا حين يأتون إلى عدن يريدون أن يتكلموا ويبغوننا أن نصمت، ليبعثروا ما نُلملم؟! حدِّثونا عن خريطة الحل من مسقط إلى الرياض.. وماذا بعد؟! تعشّقوا صنعاء يا سكّان أزال كما تعشّق نزار دمشق.. مِن أين سيأتي القرار إنْ لم تكن غضبَة ووثبَة؟ أم هي الحِكمة البالغة، سيجنح الخصمان إلى السلام، وتفيء الطائفتان إلى أمر الله، فيكون الوطن للجميع، وتنصرف عدن إلى "الجنوب" وترجع إلى مكانها الأصيل بعد أن تُساهم بقوة في حل الأزمة وتُصْلح الطريق لعودة الشرعية الجديدة إلى باب اليمن.
قال الشاعر:
مَنْ يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازِيَه
لا يذهبُ العُرفُ بينَ اللهِ والناسِ.