> عبدالقادر باراس:

  • مطالب بتركيب منظومة طاقة شمسية لإنقاذ المستشفى الجراحي في عدن
  • 334 عملية جراحية في شهر نوفمبر رغم أزمة الكهرباء في المستشفى
  • دعوات لإعلان مستشفى الجراحي هيئة مستقلة لمواجهة الأزمات المتكررة
> في تطور مقلق من تفاقم معاناة المرضى في المستشفى الجراحي العام، في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، والذي يعد من أهم المستشفيات الجراحية في عدن، مُهدد بالتوقف عن العمل، وذلك بسبب نفاد مادة الديزل اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضغوطات وإلى عدم تقديم الخدمات بالشكل المطلوب، وكان من المفترض أن تجبر إدارة المستشفى الجهات المسؤولة بطلب المساعدة بتبني ربط توصيل التيار الكهربائي إلى المستشفى بالخط الساخن العمومي لتوفير الأموال الباهظة في شراء وقود الديزل ولضمان تشغيلها دون انقطاع، والعمل على ديمومة تقديمها للخدمات الصحية للمرضى خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها البلاد.

هذا ما أكده لـ "الأيام" مدير عام المستشفى الجراحي العام بعدن، أ. د. ناصر هرهرة، عن سعي المستشفى بطرح حلول إلى السلطات المحلية بعدن لإنهاء معاناة الانقطاع مطالبًا بدعم المستشفى وذلك بتوصيله بخط ساخن من التيار الكهربائي العمومي وذلك تجنبًا للانقطاعات والاستهلاك الكبير لوقود الديزل، أو العمل على تركيب منظومة طاقة شمسية.

وبيّن د. هرهرة، حجم الضغوطات التي تعانيها المستشفى ومعاناة المرضى جراء أزمة الطاقة لعدم توفر مادة الديزل، لهذا المرفق الحكومي الهام، الذي يقدم الخدمة الطبية الجراحية المتنوعة لجزء كبير من المواطنين غير القادرين بأسعار زهيدة ومناسبة مساهمة في حل مشاكلهم الطبية في محافظة عدن والمناطق المجاورة لها، وهذه الأزمة قد بدأت منذ ستة أشهر بنقص شديد في إمدادات المرفق من وزارة الصحة بواسطة منظمة الصحة العالمية إلى ثلث الكميات السابقة مع استهلاك المخزون السابق لدينا حتى ظهرت الأزمة بقوة خلال الشهرين الماضيين، مما أدى إلى اضطرارنا إلى إيقاف الكهرباء بالمولد الكهربائي في فترات متقطعة مساءً حتى لا نضطر لإيقاف الخدمة بشكل كامل، وتواصلنا مع كل الجهات في وزارة الصحة ومكتب الصحة والسلطة المحلية.

لافتا إلى حاجة المستشفى إلى مزيد من الدعم لإيجاد حلول تنهي مشكلة الطاقة الكهربائية بالقول: "ولا زالت المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ يدعمنا من حين لأخر بواسطة شركة المحضار للمحافظة على الاستمرار وهذا جهد يشكر عليه من قبلهم. وقد طرحنا حلول منها مد المرفق بخط ساخن للكهرباء لتجنب هذه الانقطاعات والاستهلاك الكبير للديزل خاصة في ظروف الانقطاعات الكثيرة حتى في فصل الشتاء، أو تركيب منظومة طاقة شمسية لتغطية الأجزاء المهمة في المرفق، ونتابعها حاليا مع السلطة المحلية لمديرية المنصورة وكذا مع وزارة الصحة والسكان، ومن هنا نوجه نداءنا إلى المؤسسات الخيرية الداعمة للإمداد والإشراف على هذا الدعم لاستمرار هذه الخدمة الإنسانية الجليلة لينالوا خير الجزاء".

المستشفى الجراحي العام بعدن
المستشفى الجراحي العام بعدن

وما يقدمه المستشفى من خدمات للمرضى قال بأن "الخدمات التي تقدمها المستشفى للمواطنين عديدة، منها جراحية نوعية في تخصصات الجراحة العامة والمناظير وجراحة العظام والإصابات والمفاصل وكذا جراحة المسالك البولية والكلى ومناظيرها المتقدمة وكذا جراحة الأذن والأنف والحنجرة. كم يتم تقديم خدمة طوارئ عامة بدوام 24 ساعة وكذا عيادات تخصصية صباحية في كل التخصصات الجراحية والباطنية ونساء وولادة وتخصص أطفال وعيادات أسنان وكذا فحوصات مخبرية وأشعة تشخيصية ومناظير الجهاز الهضمي التشخيصية".

مضيفا: "ونقوم بدعم المواطن المريض بأسعار مدعومة لكل خدمة طبية بإشراف وزارة الصحة والسلطة المحلية، ونستعين بمؤسسات خيرية منها (مؤسسة النقيب الخيرية وكذا مؤسسة الرحاب الخيرية) لدعم المرضى لإجراء العمليات بأسعار المستشفى، ونتعامل مع مرافق حكومية مثل مؤسسة البيئة والنظافة بمحافظة عدن، ولبعض مرضى الحزام الأمني وكذا لمنظمة اللاجئين الصومال، ونقوم بتقديم خدمة للمخيمات الطبية الجراحية المجانية من حين لأخر بالتنسيق مع الداعمين لتلك المخيمات، كما يتم تقديم خدمة الرقود بالأقسام العامة والإنعاش دون أي مقابل، إلى جانب ندعم المرضى الداخلين بعد العمليات بالمحاليل الوريدية مجانًا، وكذا أدوية ما بعد العملية حين توفرها مجانا. ومن خلال إحصائيات المستشفى نستطيع أن نبّين بالأرقام، المتعلقة بالفصل الأول من هذا العام - 2024م خلال فترة الـ (ستة أشهر) فقد بلغ عدد المترددين الكلي (42054 مريضا ومريضة)، منهم على العيادات الخارجية (11558)، وفي قسم الطوارئ (18680)، وبلغ عدد العمليات في كل التخصصات السابقة ذكرها (1842 عملية) أي بمعدل (300 عملية في كل شهر)، بينما بلغت العمليات في شهر نوفمبر المنصرم (334 عملية) رغم مشاكل الطاقة الموجودة".

وعن الصعوبات التي تواجه المستشفى يقول مدير المستشفى: "يعمل المستشفى بظروف مالية وتوظيفية شحيحة وبنية تحتية وفنية ضعيفة وذلك بسبب عدم حصوله على التوصيف الوظيفي لمستشفى هيئة مستقلة رغم كل الإجراءات القانونية من مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء والمالية والعمل السابقة لتوقف عرضها على مجلس النواب في عام 2014م للظروف التي مرت على البلاد. ونعتمد حاليا على موازنة حكومية بسيطة وموارد مساهمة من أسعار الخدمة الطبية المدعومة ويقوم المرفق بدفع جزء من رواتب ومستحقات الطاقم الطبي والفني منها وكذلك بشراء معظم محاليل المختبر ومستلزمات العمليات وأدوية التخدير كذلك منها. ويتبعها في الأهمية هي مشكلة الطاقة لعدم وجود مادة الديزل وضعف الدعم من وزارة الصحة والسلطة المحلية مع المطالبة بربط المرفق بخط ساخن لحل مشكلة الكهرباء بشكل نهائي، إلى جانب ما نعانيه شحة الموازنة المالية، وغياب التوظيف وكثرة المتعاقدين والمتطوعين خاصة الأطباء المتخصصين والفنيين، وكذا حاجة المستشفى إلى إعادة تأهيل البنى التحتية والأجهزة الطبية وشبكات التكييف والصيانة في المرفق.