> فردوس العلمي:

على شاطئ البحر، جلست امرأة بسيطة خلف طاولة صغيرة مليئة ببضائع مخصصة للأطفال. يلتف حولها الصغار بحماس، ينادونها بمحبة: "يا خالة، بكم هذا؟"، فتجيبهم بابتسامة صافية، وكأنها تبيع الفرح لا البضائع.

هذه السيدة هي أم لثلاثة أطفال: ابنتان وولد، دفعتها الظروف الصعبة إلى العمل على الشاطئ لتوفير قوت يومها. ورغم قسوة الحياة، لا تفارق الابتسامة وجهها وهي تحاول التغلب على تحديات الحياة اليومية.
  • قصة الطفلة ذات الخمس سنوات
لفت انتباهي طفلة صغيرة، لم تتجاوز السادسة من عمرها، تجوب الشاطئ وتعرض البضائع على المارة. سألتها: "من معك؟"، فأجابت: "أمي، هناك تبيع وأنا أساعدها". كانت هذه الطفلة تؤدي عملها بجدية، في وقت كان أقرانها يلعبون ويسبحون.
  • حكاية بائعة الشاطئ
تقول الأم: "حياتي بسيطة جدًا. أسكن في مديرية التواهي، وظروفي صعبة للغاية. لدي ثلاثة أطفال: الكبرى في الثانوية، والولد في الصف التاسع، وهذه الصغيرة تساعدني في العمل. زوجي كان يعمل طباخًا، لكنه أصيب بحساسية شديدة من الأدخنة والروائح، إضافة إلى أمراض الضغط والسكر والقلب، مما اضطره لترك عمله. الآن يعمل كبائع متجول في ساحل أبين، بينما أنا أعمل هنا في منتجع الفيل. نحاول أن نتكاتف لتأمين قوت يومنا".

تضيف: "حتى لو عملت من الصباح إلى المساء، بالكاد يكفينا ما نجنيه لشراء البضائع ومصاريف اليوم".
  • تحديات يومية
تواجه الأم تحديات كثيرة، منها ارتفاع الأسعار تقول: "كل مرة أذهب لشراء البضائع من الشيخ عثمان، أجد الأسعار مرتفعة، مما يزيد من صعوبة العمل".

إلى جانب نقل البضائع: تضطر يوميًا إلى حمل ما تبقى من البضائع إلى منزلها، لأنها لا تملك مكانًا آمنًا لتخزينها. حسب قولها".

وهذه المرأة الصابرة. فقدت الكثير من أثاث المطبخ بعد حريق شب في منزلها، لكنها لم تتوقف عن العمل، مكتفية بقول: "الحمد لله تمكنت من شراء شولة وأسطوانة غاز".
  • أحلام وأمنيات
تحلم بائعة الشاطئ بأن توفر حياة كريمة لأطفالها، وأن يتمكنوا من إكمال دراستهم. تتمنى أن تدرس ابنتها الكبرى الحاسوب، وأن يجد ولدها السند لها مستقبل أفضل ويكمل دراسته وأن تجد ابنتها الصغرى مستقبلًا زاهرًا وتعليمًا أفضل. كما تأمل أن يُشفى زوجها ويعود إلى العمل لتستعيد الأسرة استقرارها.
  • رسالة إلى النساء والجهات المعنية
رسالة إلى كل امرأة، لا تنحني للظروف طالما أنكِ بصحة وعافية. ابحثي عن مصدر رزق يعينكِ على تربية أبنائكِ. أما الجهات المسؤولة، فأدعوها للنظر بعين الرحمة إلى الأسر المتعففة، ومد يد العون لها.

وتعرب بائعة الشاطئ عن شكرها لإدارة منتجع الفيل، التي سمحت لها بالعمل دون رسوم، مؤكدة أن هذا الدعم كان بمثابة طوق نجاة لها ولأسرتها.