عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أصَابَ رَجُلاً حَاجَةٌ فخَرَجَ إلى الْبَرِّيَّة، فقَالَتْ امْرَأَتُه: «اللهُّمَّ ارْزُقْنَا مَا نَعْتَجِنُ وما نَخْتَبِزُ، فجَاءَ الرَّجُلُ والجَفْنَةَ ملْأَى عَجِينًا، وفي التَنُّور الشِّوَاء، والرَّحَى تَطْحَنُ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ هَذَا؟»، قالتْ: «مِنْ رِزْقِ الله»، فَكَنَسَ مَا حَوْلَ الرَّحَى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ تَرَكَهَا لَدَارَتْ أو طَحَنَتْ إلَى يَوْمِ القِيَامَة».

الْبَرِّيَّة: الصحراء.

الجَفْنَةَ: إناءٌ كبير يُعْجَن به، ويقدم به الطعام.

من عبر القصة:1 - إثبات الكرامة لعباد الله الصالحين، وقد دلَّتْ على ذلك نصوص كثيرة، تبلغ مبلغ التواتر.

والإيمان بكرامات الأولياء من عقيدة أهل السنة والجماعة.

ولكن لا تكون الكرامة إلا للأولياء الأتقياء؛ فخوارق العادات قد تجري على يد أفسد أهل الأرض، ومن ذلك ما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الدجَّال.

2 - عِظَم فضل الدعاء، فالله - عز وجل - استجاب دعاء هذه المرأة.

(2) عاقبة الغش

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ وَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ وَمَعَهُ قِرْدٌ، فَأَخَذَ الْكِيسَ فَصَعِدَ الدَّقَلَ فَجَعَلَ يُلْقِي دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْن».

* لم تكن الخمر محرمة في شريعة ذلك الرجل، وكذلك كانت في أول الإسلام.

من عبر القصة:1 - تحريم الغش كخلط اللبن بالماء.

2 - المال الحرام قد يهلك في الدنيا قبل الآخرة.