> شبام «الأيام» علوي بن سميط:

يعتبر مدفع شبام من أقدم المدافع بحضرموت، إذ يعود عمره إلى منتصف القرن التاسع عشر، والذي يربض تحت قصر شبام (الحصن البحري) الجنوبي، ودخل المدفع كسلاح ثقيل إلى شبام في 1857م ثم أصبح فيما بعد يضرب به تنبيها للإفطار وكذا للسحور وأيضا لرؤية هلال العيد وعيد الأضحى، وهو ليس من المدافع العثمانية التركية كما يقال بل هو من مدافع حكومة الهند الشرقية أي أنه مدفع بريطاني صنع في 1832.

واستخدم مدفع رمضان الشبامي من أربعينيات القرن الماضي لتنبيه سكان شبام والمناطق المحيطة بوقت الإفطار، حيث يطلق طلقة تسمع في أنحاء الأرجاء وكذلك وقت السحور.

وكان في السابق قد اتخذت السلطات مكانا لإطلاقه في بير طبيبة شرقي شبام بالمكان المعروف (عدانة الدمان) وظل لفترة طويلة بهذا الموقع إذ تطلق ثلاث طلقات ليلة دخول رمضان ثم خلال أيام رمضان مرتين مع السحور ومع الإفطار.

وكان يقوم عليه أسرة معروفة هم آل مبارك سعيد تولوا مهمة صيانته وإطلاقه وبيتهم المعروف المشرف على المسيال مجاورا لسدة شبام (البوابة).

وانتقل موقع المدفع إلى مواقع أخرى ولكنها لم تدم طويلا إلى أن استقر غرب المدينة في المساحة المعروفة بالبديح ما بين مشرح آل باجعفر وعامر مزينان وظل يضرب للإفطار من ذلك المكان حتى ما بعد الاستقلال وإلى بدايات السبعينيات، وكان يقوم بمهمة إطلاقه آل مبارك سعيد وكل من سالم فرج بن منيصور وأخيه صالح فرج إلى أن توقف جراء دخول أجهزة الضبط والتوقيت العصرية فضلا عن قلة توفر مادة البارود وقلة الصيانة للمدفع.

وفي 2013م أعيد من جديد المدفع باهتمام من جمعية حماية العمارة الطينية وتم وضعه أولا بالجهة الغربية القبلية لنهاية جسر شبام قريبا من موقعه لآخر مرة، ثم في السنة الأخرى نقل من تحت الحصن إلى البطحاء ووضع على أحد الأحساء وربطه بالحبال وعدد من الجواني المملوءة بالطين لعدم وجود قاعدته والعجلات الحديدية التي تساعد على اتزانه حيث إن مع الإطلاق يتمايل رغم وزنه الثقيل.

وقد قام على إطلاقه أبناء سالم فرج بن منيصور وقدموا ذلك تطوعا منهم وتوقف منذ عشر سنوات ولم يعد يطلق لأسباب متعددة منها عدم توفر المادة المتفجرة التي تعطي دويا يسمع في كل مكان (البارود) أو جراء الاهتزاز الذي يخلفه بالمباني أو لصعوبة نقله لثقله وحراسته بوسط البطحاء، حيث إن صوته كان يسمع مسافة 10 كيلومترات إلى الغرب والشمال.

أما عن استعمالات المدفع الشبامي في الأعياد والمناسبات الدينية والتقاليد والعادات يقول الشخصية الاجتماعية طيب علي التوي: "يطلق مدفع الدولة في شبام بدخول شهر رمضان، وفي الشهر يطلق مرتين مع السحور والإفطار وفي العيدين الفطر والأضحى تطلق من المدفع 3 طلقات لكل عيد وفي رؤية هلال ربيع اول وثبوت الهلال تطلق 12 طلقة وهي بإذن من السلطان أو من ينوبه في عاصمة اللواء شبام".

مدفع شبام أضحى جزءا مهما من تاريخ المدينة مع تعاقب الدول والمراحل ويحتاج إلى نصبه بمكان بوسط المدينة كالساحة العامة سرحة الحصن كرمز لشبام وقت الحرب والسلم مثل المدافع الموجودة بالشحر والمناطق التاريخية الأخرى.