> «الأيام» رواها 360:

أقيم مساء الأحد في العاصمة عدن فعالية"الإفطار العزّابي الشبابي الرمضاني السنوي" في نسختها الثامنة، بمشاركة واسعة من الشباب الذين اجتمعوا على مائدة إفطار جماعية في أجواء رمضانية مميزة.

وتعد الفعالية تقليدًا سنويًا يهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين المشاركين، حيث يلتقون لمشاركة وجبة الإفطار في مبادرة تعكس قيم التكافل والتآخي.

ويحظى الإفطار العزابي بإقبال متزايد كل عام، مما يعكس نجاحه في أن يصبح جزءا من طقوس رمضان في عدن.


ويجد الشباب في العاصمة عدن متنفسا يجمعهم على مائدة واحدة في فعالية"الإفطار العزّابي الشبابي الرمضاني السنوي"، وفي ظل سنوات الحرب التي أرهقت الجميع، تحولت هذه المبادرة إلى مساحة تعيد تعريف التضامن الاجتماعي، حيث يجتمع العشرات من الشباب، ليس فقط لمشاركة وجبة الإفطار، بل لتقاسم قصصهم وهمومهم في مواجهة واقع يزداد صعوبة.

وتميزت هذه النسخة من الإفطار العزابي بمشاركة واسعة من مختلف الفئات، حيث تم التعاقد مع رائدات الأعمال في المشاريع المنزلية لإعداد وجبات الإفطار، في خطوة تهدف إلى دعم المرأة وتشجيع المشاريع الصغيرة.

كما تم منح مساحات إعلانية مجانية داخل موقع الإفطار لروّاد الأعمال الشباب، بالإضافة إلى تخصيص سوق مصغر لعرض منتجات مثل الملابس، الأحذية، العطور، الساعات وغيرها، مما أتاح فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة للتواصل مع الجمهور والترويج لأعمالهم.

وشهد الحدث أيضا مشاركة فرق شبابية في التنظيم والتصوير، كما تم فتح المجال للشركات والمطاعم العاملة في مجال التغذية والمشروبات للاستفادة من الحضور وعرض منتجاتهم بعد التنسيق مع إدارة الإفطار.


الإقبال الكبير الذي شهده الإفطار العزابي الثامن أكد مكانة هذا الحدث بين الشباب، حيث أصبح بمثابة موعد رمضاني سنوي ينتظره الجميع، لما يحمله من أجواء أخوية وروحانية مميزة.
  • رمضان في ظل الغلاء وانقطاع الخدمات
تعيش عدن، كما باقي المدن اليمنية، أزمة اقتصادية خانقة ألقت بظلالها على تفاصيل الحياة اليومية، بداية من الغلاء الفاحش الذي جعل تأمين وجبة الإفطار تحديًا يوميًا لكثير من الأسر إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانعدام الغاز المنزلي، والانقطاعات المتكررة للكهرباء، التي تحرم الأهالي حتى من إعداد وجباتهم في أجواء طبيعية. ورغم ذلك، يظل رمضان شهر التكافل، حيث يسعى الشباب إلى خلق مبادرات اجتماعية تخفف من وطأة المعاناة، ليكون "الإفطار العزّابي".
  • بين الغربة والانتماء.. مائدة توحد الجميع
ليست الحرب وحدها من تسببت في تمزيق الأواصر الاجتماعية، بل أيضا الظروف الاقتصادية التي دفعت الكثيرين إلى ترك أسرهم بحثا عن فرص عمل، ليجدوا أنفسهم غرباء في مدينتهم. و هنا تأتي فعالية الإفطار العزابي لتسد جزءا من هذا الفراغ، حيث يجد الشباب في هذا التجمع فرصة للشعور بالانتماء، بعيدا عن متاعب الحياة وضغوطها.


وبحسب التفاصيل فأن الفكرة بدأت كتجمع بسيط، لكنها أصبحت اليوم جزءا من رمضان في عدن، حيث يجتمع كل عام شباب المدينة الساحلية.

ورغم الظروف، أصبح هذا الإفطار أكثر من مجرد مناسبة اجتماعية، بل مساحة للتضامن وسط أزمات لا تحصى.
  • تقاليد جديدة في مواجهة واقع صعب
تبقى مثل هذه الفعالية بمثابة استراحة من ضغوط الحياة اليومية، ورسالة بأن التكاتف الاجتماعي قد يكون أحد الحلول الممكنة لمواجهة التحديات.

ومع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة، يجد الشباب في هذا الإفطار الجماعي فرصة لتخفيف العبء، في محاولة لتجاوز تعقيدات الأزمة الاقتصادية، ولو لليلة واحدة.
  • عدن.. مدينة تجمع رغم كل شيء
تظل عدن مدينة تجمع ولا تفرق، حيث تتحول المبادرات البسيطة إلى مساحات أمل في وجه الأزمات المتراكمة. "الإفطار العزابي" ومع مرور السنوات، بات هذا الإفطار تقليدًا رمضانيًا، يترسخ أكثر كل عام، وكأنه يقول: رغم الحرب، رغم الغلاء، رغم الأزمات، لا يزال هناك متسع لمائدة تجمع القلوب، ولو لساعات قليلة.