> "الأيام" الجريدة الكويتية:

​بعد فقدانها الكثير من أوراق التفاوض مع تراجع نفوذها الإقليمي، يبدو أن إيران باتت تعوّل على إغراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ «اتفاقية معادن» مماثلة للاتفاقية التي سعت واشنطن إلى توقيعها مع أوكرانيا، وذلك مع تصاعد مساعي واشنطن لتحسين موقعها في سوق المعادن الحيوية بالصناعات الحديثة، والذي تسيطر عليه الصين.

وفي وقت تعكف إيران على إعداد ردها على الرسالة التي بعثها إليها ترامب للتفاوض على اتفاق ينهي أزمة برنامجها النووي، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ «الجريدة»، أن سفير إيران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني رفع أخيراً تقريراً إلى طهران يؤكد فيه أن الأميركيين مهتمون جداً ببعض المعادن الموجودة في إيران، خصوصاً الليثيوم، وبالتالي تستطيع طهران استخدام هذه الورقة في المفاوضات النووية لإقناع واشنطن برفع العقوبات.

وأكد المصدر أنه رغم نفي طهران وواشنطن صحة التقارير عن لقاء عشية تنصيب ترامب، بين إيرواني والملياردير إيلون ماسك، مرافق ترامب الدائم، فإن هذا اللقاء تم بالفعل ولم يكن الوحيد، مضيفاً أن ماسك، الذي يبدو يوماً بعد يوم أن لديه نفوذاً متصاعداً في البيت الأبيض، طرح هذه الفكرة على إيرواني، وأكد له أنه إذا وافقت طهران على تزويد واشنطن باحتياطاتها من الليثيوم بشرط أن تقوم شركات أميركية باستخراجه، فيمكنه إقناع ترامب برفع العقوبات عنها.

وأشار إلى أن وزارة الصناعة والتجارة والمعادن الإيرانية باتت تقدّر أن لديها أكبر مخزون ليثيوم في العالم بأكثر من 15 ألف طن، وذلك على عكس المعلومات المعروفة بأن طهران تحتل المرتبة الخامسة أو الرابعة في أحسن الأحوال في احتياطات الليثيوم بنحو 600 طن، علماً بأن هذه الاحتياطات في كل دول العالم تقدر بـ 26 ألف طن فقط.

وأوضح أن طهران توصلت إلى هذه القناعة بناء على معلومات أميركية حصلت عليها عبر الأقمار الصناعية، وكشفت عن احتياطات كبيرة من الليثيوم في 3 نقاط، هي بحيرة الملح في محافظة قم، ومنطقة خور بالقرب من محافظة سمنان، ومنطقة طرود بمركز محافظة سمنان.

يذكر أن الليثيوم يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة بطاريات الليثيوم أيون التي تُشغّل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والسيارات الكهربائية، كما يدخل في تصنيع السبائك المعدنية لتحسين متانة وخفة وزن مكونات الطائرات والمركبات الفضائية، وفي أنظمة تخزين الطاقة المتجددة لتحسين كفاءة تخزين الكهرباء من مصادر مثل الطاقة الشمسية والرياح، وله استخدامات في بعض الصناعات الدفاعية والتطبيقات الفضائية لدوره في إنتاج سبائك خفيفة ومتينة.

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إيرانية قبل أيام عن منظمة «إيميدرو» التابعة لوزارة التجارة والمعادن والصناعة الإيرانية أنه تم اكتشاف احتياطي ضخم من معدن «الإثمد» المعروف أيضاً بـ «الآنتيموان»، في منطقة بلوشستان قد يصل إلى 8 آلاف طن.

وأكد مصدر مطلع، لـ «الجريدة»، أن إيران تبحث عن هذا المعدن النادر منذ 10 أعوام وعثرت على كميات محدودة منه، إلا أن توجهيات صدرت من وزارة الدفاع لـ «إيميدرو» منذ شهرين بالبحث في مناطق محددة، وهو ما أدى إلى العثور على الاحتياطات الكبيرة. ويستخدم الإثمد لإنتاج الأشعة تحت الحمراء وأشعة البلازما وأغراض طبية ورقاقات الإلكترونيات.

وفي تفاصيل الخبر: سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً عبر التضامن الحكومي والإنكار، الى احتواء فضيحة ما أُطلق عليه البعض «سيغنال غيت»، المتمثلة بنشر معلومات عسكرية حساسة على مجموعة دردشة على تطبيق «سيغنال» التجاري، بحضور صحافي أضيف عن طريق الخطأ إلى المجموعة. وقرر ترامب التضامن مع مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، المحسوب على صقور الأمن الجمهوريين، وأنهى التخمينات بشأن إقالته.

كما تضامن مع وزير الدفاع بيت هيغسيث، المتهم بنشر معلومات حربية حساسة على مجموعة الدردشة التي سميت «مجموعة الحوثيين الصغيرة»، بما في ذلك معلومات عن موعد الضربة الأولى على المتمردين الحوثيين باليمن، في إطار عملية عسكرية بدأتها إدارة ترامب ضدهم الأسبوع الماضي.

وقال والتز، أمس الأول، إنه يتحمّل «كامل المسؤولية» عن الخرق الأمني الفاضح الذي حصل من جراء ضمه إلى المجموعة «عن طريق الخطأ» رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتك المرموقة المناهضة لترامب، ستيفن غولدبيرغ. وأوضح لشبكة فوكس نيوز، في أول مقابلة له منذ انفجرت هذه الفضيحة «أتحمّل المسؤولية كاملة عن هذا الخطأ. أنا من أنشأ هذه المجموعة».

وشدّد والتز على أنّه لا يعرف شخصياً غولدبيرغ، مرجّحاً أن يكون قد حفظ رقمه على هاتفه وهو يظنّه شخصاً آخر. وأضاف: «لدينا أفضل الفرق الفنية التي تحاول فهم كيف حدث هذا الأمر». وتابع «أنا لا أعرف هذا الرجل، أعرفه فقط من خلال سُمعته، وهي مريعة (...) لكنّني لا أراسله».

وقبل ذلك قال ترامب في مقابلة أجرتها معه قناة «إن بي سي نيوز» إنّه ربّما كان هناك «شخص يعمل لدى والتز» هو من أضاف الصحافي إلى مجموعة الدردشة. ورداً على سؤال عن والتز، قال ترامب: «لا أعتقد أنه يجب أن يعتذر.

 أعتقد أنه يبذل قصارى جهده. هذه مجرد معدات وتقنيات غير مثالية». وشدد الرئيس الأميركي على أن ذلك «لم يكن له أي تأثير على الإطلاق» على الضربات الجوية في اليمن.

وكان ترامب قال في وقت سابق إنه لم يتم نشر أي خطط حربية على مجموعة الدردشة، متبنياً حرفياً ما قاله هيغسيث، رغم تأكيد غولدبيرغ الذي يملك سجلاً للرسائل التي تم تداولها على المجموعة أن وزير الدفاع الذي اتهمه الديمقراطيون بعدم الكفاءة وانعدام الخبرة، شارك معلومات مفصلة عن الأسلحة المستخدمة وتوقيت الهجوم والأهداف وتسلسل الضربات قبل حدوثها بساعتين على الأقل.

في هذه الأثناء، لم يرشح إلى العلن أي مؤشر على امتعاض ترامب من عدم الثقة الكاملة في قراراته من قبل نائب الرئيس جي دي فانس، الذي عبّر عن رفضه لضرب الحوثيين، لأن في ذلك خدمة للأوروبيين، وشكك في فهم ترامب لتأثير ضربهم على رسالة ترامب للأوروبيين بشأن ضرورة تحمّلهم مسؤولية أمنهم بشكل مستقل عن واشنطن.

وتجاهلت الإدارة الحديث عن سبب اختيار المسؤولين للدردشة عبر سيغنال، بدلاً من القنوات الحكومية الآمنة المستخدمة عادة في المناقشات الحساسة. في سياق آخر، أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من 80 بالمئة من الأميركيين لا يؤيدون ضم كندا وجزيرة غرينلاند شبه المستقلة للولايات المتحدة. وذكر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة يوغوف لاستطلاعات الرأي بالتعاون مع «ياهو نيوز»، ونشرت نتائجه مساء أمس الأول أن نسبة 17 في المئة فقط من الأميركيين البالغين يؤيدون أن تصبح كندا الولاية الـ 51، وهي الفكرة التي طرحها ترامب مراراً.

وحول إمكانية ضم غرينلاند شبه المستقلة التي تديرها الدنمارك للولايات المتحدة أبدى المشاركون في الاستطلاع أرقاماً مماثلة، إذ أيد 19 بالمئة فقط من الأميركيين ضم بلادهم لغرينلاند الغنية بالمعادن، وذات الموقع الاستراتيجي. إلى ذلك، رحب وزير خارجية الدنمارك بقرار واشنطن تعديل برنامج زيارة وفد أميركي إلى غرينلاند ليقتصر على قاعدة عسكرية أميركية، بعد أن أثارت خطط سابقة انتقادات.

وجاء الإعلان بعد ساعات فقط من انتقاد رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن ورئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده بشدة لخطط وفد أميركي لزيارة الجزيرة القطبية الشمالية دون دعوة. وكان البيت الأبيض أعلن أن أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، ستزور غرينلاند من الخميس حتى السبت لمشاهدة السباق الوطني لزلاجات الكلاب في سيسيميوت في جنوب غرب الجزيرة.

وأشار رئيس حكومة غرينلاند المنتهية ولايته نيوك إيغده أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز سيزور غرينلاند هذا الأسبوع، بينما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن وزير الطاقة كريس رايت سيتوجّه إلى الجزيرة القطبية أيضاً.

 ثم أعلن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، إنه سيرافق زوجته أوشا في رحلة الجمعة إلى غرينلاند. أما الآن، فسيكتفيان بزيارة قاعدة بيتيفوك لتفقد عناصر قوة الفضاء الأميركية المتمركزين هناك و»للاطلاع على الوضع الأمني» في غرينلاند، وفقاً لما ذكره جاي دي فانس في مقطع فيديو.

وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن لقناة «دي ار» العامة «أعتقد أن إلغاء الأميركيين زيارتهم للمجتمع الغرينلاندي أمرٌ إيجابي جداً. سيزورون فقط قاعدتهم الخاصة بيتوفيك وليس لدينا أي اعتراض على ذلك». تأتي الزيارات على وقع تقلبات سياسية في غرينلاد إذ ما زالت الأحزاب السياسية في الجزيرة تتفاوض على تشكيل حكومة ائتلاف جديدة بعد انتخابات 11 مارس العامة.

وقال لوك راسموسن «السيارات (التابعة لوحدة الأمن الأميركية) التي سلمت قبل بضعة أيام قيد الإعادة ولن تزور زوجة نائب الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي المجتمع الغرينلاندي». وأشار «الأمر في طور الانتهاء وهذا أمر إيجابي».

ووفق استطلاعات الرأي، يؤيد معظم أهالي غرينلاند الاستقلال عن الدنمارك، لكنهم يرفضون ضم واشنطن للجزيرة.