> بيروت "الأيام" وكالات:
استضاف القصر الجمهوري في بعبدا اليوم السبت اجتماعا وصف بـ"البنّاء" بين الرئيس اللبناني ميشال عون ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، حيث تصدرت الأوضاع المتوترة في جنوب لبنان جدول المباحثات، بحسب ما جاء في بيان للرئاسة.
وتأتي هذه الزيارة الثانية لأورتاغوس إلى لبنان في ظل مناخ سياسي وأمني هش، إذ يعود الجدل حول نزع سلاح حزب الله ليطفو على السطح بقوة، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل شن غارات متفرقة على مناطق جنوبية وشرقية لبنانية، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر الماضي.
وأفاد بيان الرئاسة اللبنانية بأن "أجواء بنّاءة" سادت اللقاء الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا بين عون وأورتاغوس، مضيفا أنهما بحثا "ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي والوضع في الجنوب".
كما تطرقت المباحثات إلى الوضع على الحدود اللبنانية السورية، بالإضافة إلى ملفات الإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة الفساد، وذلك غداة تسلّم الحاكم الجديد لمصرف لبنان، كريم سعيد، مهامه يوم الجمعة، متعهداً بمكافحة "غسيل الأموال" و"تمويل الإرهاب".
تحمل هذه الزيارة دلالات خاصة، لا سيما في ضوء تصريحات أورتاغوس السابقة في فبراير الماضي التي أثارت حفيظة حزب الله، عندما أعلنت عن انتهاء "عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم" ودعت إلى إيجاد "حل سياسي" للنزاعات الحدودية المعلقة بين إسرائيل ولبنان.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تترأسان اللجنة الدولية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والتي تضم في عضويتها أيضاً الأمم المتحدة وممثلين عن لبنان وإسرائيل.
وبالنظر إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بحلول 26 يناير الماضي. ومع ذلك، أعلنت تل أبيب عن إبقاء قواتها لفترة إضافية، بدعوى أن لبنان لم ينفذ الاتفاق "بشكل كامل".
وقد رد لبنان على ذلك باتهام إسرائيل بـ"المماطلة" في التنفيذ، قبل أن توافق الحكومة اللبنانية في 27 يناير على تمديد مهلة الانسحاب حتى 18 فبراير بعد وساطة أميركية.
إلا أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بتواجد عسكري في "خمسة مرتفعات استراتيجية" على امتداد الحدود، معللة ذلك بضرورة التأكد من "عدم وجود تهديد فوري" لأراضيها. في المقابل، يعتبر لبنان هذا التواجد بمثابة "احتلال" ويطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإتمام انسحابها الكامل دون قيد أو شرط.
وكانت أورتاغوس قد كشفت في وقت سابق عن عزم تشكيل ثلاث مجموعات عمل دبلوماسية لمعالجة القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل، إحداها مخصصة لتسوية النزاع الحدودي البري بين البلدين، بينما ستتولى أخرى ملف إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين المتبقين في السجون الإسرائيلية، فيما ستركز المجموعة الثالثة على قضية النقاط الخمس التي لا تزال إسرائيل تحتفظ بقواتها فيها في جنوب لبنان.
وفي إطار جولتها الدبلوماسية، التقت أورتاغوس أيضا السبت رئيس الوزراء نواف سلام فيما تعقد اجتماعا أيضا مع رئيس البرلمان نبيه بري، حليف حزب الله.
ويعكس هذا اللقاء الرفيع المستوى استمرار الاهتمام الدولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة، بالوضع المتوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وتسعى واشنطن من خلال هذه الزيارات والاجتماعات إلى تهدئة الأوضاع وضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، فضلاً عن دفع الأطراف نحو معالجة القضايا العالقة عبر القنوات الدبلوماسية.
إلا أن عودة الجدل حول سلاح حزب الله، بالتزامن مع استمرار الغارات الإسرائيلية، يشير إلى عمق الخلافات وعدم الثقة بين الأطراف المعنية. فتصريحات أورتاغوس السابقة ضد حزب الله تزيد من حساسية الموقف وتثير تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على لعب دور الوسيط النزيه والمقبول من جميع الأطراف.
كما يبرز ملف الانسحاب الإسرائيلي الكامل كعقبة رئيسية أمام تحقيق استقرار دائم في المنطقة الحدودية. فإصرار إسرائيل على الاحتفاظ بمواقع استراتيجية بذريعة المخاوف الأمنية يقابله رفض لبناني قاطع واعتباره انتهاكاً للسيادة الوطنية.
وعلى الرغم من الإعلان عن تشكيل مجموعات عمل دبلوماسية، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية لدى الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية. وفي ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة والأزمات الداخلية التي يعاني منها لبنان، تبدو فرص تحقيق اختراقات سريعة محدودة.
وفي المدى القريب، من المرجح أن تستمر حالة التوتر الحذر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع إمكانية وقوع مناوشات متفرقة. وستبقى الجهود الدبلوماسية مستمرة، ولكن تحقيق تقدم جوهري في ملفات مثل الانسحاب الإسرائيلي وسلاح حزب الله يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن.
ويبقى المجتمع الدولي، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، أمام تحدٍ كبير في ممارسة ضغط فعال على جميع الأطراف للامتناع عن أي خطوات تصعيدية والالتزام بمسار الحوار والتفاوض، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة على المدى الطويل. وفي غياب حلول جذرية، يبقى شبح التصعيد العسكري يلوح في الأفق.
وتأتي هذه الزيارة الثانية لأورتاغوس إلى لبنان في ظل مناخ سياسي وأمني هش، إذ يعود الجدل حول نزع سلاح حزب الله ليطفو على السطح بقوة، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل شن غارات متفرقة على مناطق جنوبية وشرقية لبنانية، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر الماضي.
وأفاد بيان الرئاسة اللبنانية بأن "أجواء بنّاءة" سادت اللقاء الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا بين عون وأورتاغوس، مضيفا أنهما بحثا "ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي والوضع في الجنوب".
كما تطرقت المباحثات إلى الوضع على الحدود اللبنانية السورية، بالإضافة إلى ملفات الإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة الفساد، وذلك غداة تسلّم الحاكم الجديد لمصرف لبنان، كريم سعيد، مهامه يوم الجمعة، متعهداً بمكافحة "غسيل الأموال" و"تمويل الإرهاب".
تحمل هذه الزيارة دلالات خاصة، لا سيما في ضوء تصريحات أورتاغوس السابقة في فبراير الماضي التي أثارت حفيظة حزب الله، عندما أعلنت عن انتهاء "عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم" ودعت إلى إيجاد "حل سياسي" للنزاعات الحدودية المعلقة بين إسرائيل ولبنان.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تترأسان اللجنة الدولية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والتي تضم في عضويتها أيضاً الأمم المتحدة وممثلين عن لبنان وإسرائيل.
وبالنظر إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بحلول 26 يناير الماضي. ومع ذلك، أعلنت تل أبيب عن إبقاء قواتها لفترة إضافية، بدعوى أن لبنان لم ينفذ الاتفاق "بشكل كامل".
وقد رد لبنان على ذلك باتهام إسرائيل بـ"المماطلة" في التنفيذ، قبل أن توافق الحكومة اللبنانية في 27 يناير على تمديد مهلة الانسحاب حتى 18 فبراير بعد وساطة أميركية.
إلا أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بتواجد عسكري في "خمسة مرتفعات استراتيجية" على امتداد الحدود، معللة ذلك بضرورة التأكد من "عدم وجود تهديد فوري" لأراضيها. في المقابل، يعتبر لبنان هذا التواجد بمثابة "احتلال" ويطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإتمام انسحابها الكامل دون قيد أو شرط.
وكانت أورتاغوس قد كشفت في وقت سابق عن عزم تشكيل ثلاث مجموعات عمل دبلوماسية لمعالجة القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل، إحداها مخصصة لتسوية النزاع الحدودي البري بين البلدين، بينما ستتولى أخرى ملف إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين المتبقين في السجون الإسرائيلية، فيما ستركز المجموعة الثالثة على قضية النقاط الخمس التي لا تزال إسرائيل تحتفظ بقواتها فيها في جنوب لبنان.
وفي إطار جولتها الدبلوماسية، التقت أورتاغوس أيضا السبت رئيس الوزراء نواف سلام فيما تعقد اجتماعا أيضا مع رئيس البرلمان نبيه بري، حليف حزب الله.
ويعكس هذا اللقاء الرفيع المستوى استمرار الاهتمام الدولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة، بالوضع المتوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وتسعى واشنطن من خلال هذه الزيارات والاجتماعات إلى تهدئة الأوضاع وضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، فضلاً عن دفع الأطراف نحو معالجة القضايا العالقة عبر القنوات الدبلوماسية.
إلا أن عودة الجدل حول سلاح حزب الله، بالتزامن مع استمرار الغارات الإسرائيلية، يشير إلى عمق الخلافات وعدم الثقة بين الأطراف المعنية. فتصريحات أورتاغوس السابقة ضد حزب الله تزيد من حساسية الموقف وتثير تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على لعب دور الوسيط النزيه والمقبول من جميع الأطراف.
كما يبرز ملف الانسحاب الإسرائيلي الكامل كعقبة رئيسية أمام تحقيق استقرار دائم في المنطقة الحدودية. فإصرار إسرائيل على الاحتفاظ بمواقع استراتيجية بذريعة المخاوف الأمنية يقابله رفض لبناني قاطع واعتباره انتهاكاً للسيادة الوطنية.
وعلى الرغم من الإعلان عن تشكيل مجموعات عمل دبلوماسية، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية لدى الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية. وفي ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة والأزمات الداخلية التي يعاني منها لبنان، تبدو فرص تحقيق اختراقات سريعة محدودة.
وفي المدى القريب، من المرجح أن تستمر حالة التوتر الحذر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع إمكانية وقوع مناوشات متفرقة. وستبقى الجهود الدبلوماسية مستمرة، ولكن تحقيق تقدم جوهري في ملفات مثل الانسحاب الإسرائيلي وسلاح حزب الله يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن.
ويبقى المجتمع الدولي، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، أمام تحدٍ كبير في ممارسة ضغط فعال على جميع الأطراف للامتناع عن أي خطوات تصعيدية والالتزام بمسار الحوار والتفاوض، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة على المدى الطويل. وفي غياب حلول جذرية، يبقى شبح التصعيد العسكري يلوح في الأفق.