> "الأيام" غرفة الأخبار:
في ظل تصعيد غير مسبوق في العلاقات الأمريكية الإيرانية، تبدو الساحة اليمنية مرشحة لأن تكون واحدة من أبرز مسارح المواجهة القادمة، وسط مؤشرات قوية على توجه الولايات المتحدة نحو تصعيد واسع ضد طهران وأذرعها الإقليمية، وعلى رأسها ميليشيا الحوثي، التي تمثل أحد الأذرع العسكرية الرئيسية لإيران في منطقة الجزيرة العربية.
التصعيد الأخير في العلاقات بين واشنطن وطهران لم يعد مجرد تبادل للتهديدات أو فرض للعقوبات، بل بات يحمل طابعًا عمليًا أكثر خطورة، تجسده الضربات الأمريكية المكثفة ضد الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي، والتي اعتبرها مراقبون رسائل مباشرة إلى إيران، مفادها أن أي تصعيد إيراني أو مماطلة في ملفها النووي سيقابل بتحركات عسكرية على الأرض.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وجه رسالة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، دعا فيها إلى العودة لطاولة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، مشترطًا تقليص الأنشطة النووية وتفكيك المنشآت مقابل رفع تدريجي للعقوبات. الرسالة التي نُقلت عبر وساطة إماراتية عكست رغبة واشنطن في تحقيق اختراق سياسي، لكنها في الوقت نفسه كانت مرفقة بتهديدات عسكرية متصاعدة، شملت تعزيز الوجود العسكري في الخليج العربي ونشر قاذفات بعيدة المدى في المحيط الهندي.
وتُعد اليمن في هذا السياق نقطة ارتكاز رئيسية في استراتيجية الضغط الأمريكية، إذ يرى محللون أن استهداف ميليشيا الحوثي يشكل محاولة لعزل إيران إقليميًا، وتحجيم نفوذها في منطقة حيوية للملاحة الدولية. وتُشير تقارير استخباراتية إلى أن الحوثيين تلقوا في الآونة الأخيرة تعليمات من طهران بتكثيف استهداف السفن في البحر الأحمر، ما يعكس رغبة إيرانية في إبقاء ورقة اليمن فاعلة ضمن معادلة الردع المتبادل مع واشنطن.
وفي سياق موازٍ، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن حزمة عقوبات جديدة استهدفت شبكات إيرانية لتهريب المكونات العسكرية، بينها طائرات مسيّرة تُستخدم من قبل الحوثيين، مما يعزز من فرضية أن اليمن لم يعد ساحة مواجهة ثانوية، بل بات جبهة أمامية في الحرب غير المعلنة بين إيران والولايات المتحدة.
وتزامن ذلك مع تصريحات أمريكية شديدة اللهجة، حيث أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية أن بلاده تدرس "خيارًا عسكريًا شاملًا" ضد إيران إذا لم يتم تفكيك منشآتها النووية. كما ألمحت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن تل أبيب تستعد لشن عملية عسكرية كبرى ضد طهران، وهو ما يُرجّح أن يكون له ارتدادات مباشرة في اليمن، من خلال تصعيد العمليات ضد الحوثيين وفرض حصار أكبر على مناطق نفوذهم.
إيران، من جانبها، قابلت هذا التصعيد بمواقف حادة، رافضة المفاوضات المباشرة مع واشنطن، ومعلنة عن استعدادها للرد على أي هجوم "بشكل حاسم". كما ألمح قادة الحرس الثوري إلى أن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط "تجلس في بيت من زجاج"، في تهديد مبطن بأن الرد لن يقتصر على إيران فقط، بل سيشمل حلفاء واشنطن ومصالحها في المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو مستقبل اليمن مرتبطًا بشكل وثيق بمسارات التصعيد الأمريكي الإيراني. فإذا ما قررت واشنطن تنفيذ ضربة مباشرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، فمن المرجح أن تكون اليمن أولى جبهات الرد الإيراني غير المباشر، عبر تصعيد العمليات الحوثية ضد الملاحة الدولية والقواعد الأمريكية في المنطقة.
أما إذا اختارت الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن وقف التصعيد في اليمن سيكون أحد البنود المطروحة بقوة، خاصة في ظل رغبة المجتمع الدولي في تأمين خطوط الملاحة البحرية، وضمان عدم تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة صراع مفتوح.
المرجّح حتى الآن أن مسار التفاوض ما زال محفوفًا بالعقبات، في ظل تمسك واشنطن بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، ورفض طهران لذلك، ما يجعل من الخيار العسكري، بكل مخاطره، أقرب إلى الواقع، ومعه يتجه اليمن نحو مرحلة جديدة من التصعيد، قد تكون الأعنف منذ اندلاع النزاع.
في المحصلة، تقف اليمن عند تقاطع نيران صراع إقليمي ودولي معقد، حيث لا تبدو التحركات العسكرية الأخيرة مجرد رسائل تحذيرية، بل خطوات تمهيدية لمرحلة أكثر خطورة، يكون فيها اليمن مرة أخرى ضحية لصراع أكبر لا يدور على أرضه فقط، بل يُرسم مستقبله في عواصم بعيدة عنه.
التصعيد الأخير في العلاقات بين واشنطن وطهران لم يعد مجرد تبادل للتهديدات أو فرض للعقوبات، بل بات يحمل طابعًا عمليًا أكثر خطورة، تجسده الضربات الأمريكية المكثفة ضد الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي، والتي اعتبرها مراقبون رسائل مباشرة إلى إيران، مفادها أن أي تصعيد إيراني أو مماطلة في ملفها النووي سيقابل بتحركات عسكرية على الأرض.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وجه رسالة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، دعا فيها إلى العودة لطاولة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، مشترطًا تقليص الأنشطة النووية وتفكيك المنشآت مقابل رفع تدريجي للعقوبات. الرسالة التي نُقلت عبر وساطة إماراتية عكست رغبة واشنطن في تحقيق اختراق سياسي، لكنها في الوقت نفسه كانت مرفقة بتهديدات عسكرية متصاعدة، شملت تعزيز الوجود العسكري في الخليج العربي ونشر قاذفات بعيدة المدى في المحيط الهندي.
وتُعد اليمن في هذا السياق نقطة ارتكاز رئيسية في استراتيجية الضغط الأمريكية، إذ يرى محللون أن استهداف ميليشيا الحوثي يشكل محاولة لعزل إيران إقليميًا، وتحجيم نفوذها في منطقة حيوية للملاحة الدولية. وتُشير تقارير استخباراتية إلى أن الحوثيين تلقوا في الآونة الأخيرة تعليمات من طهران بتكثيف استهداف السفن في البحر الأحمر، ما يعكس رغبة إيرانية في إبقاء ورقة اليمن فاعلة ضمن معادلة الردع المتبادل مع واشنطن.
وفي سياق موازٍ، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن حزمة عقوبات جديدة استهدفت شبكات إيرانية لتهريب المكونات العسكرية، بينها طائرات مسيّرة تُستخدم من قبل الحوثيين، مما يعزز من فرضية أن اليمن لم يعد ساحة مواجهة ثانوية، بل بات جبهة أمامية في الحرب غير المعلنة بين إيران والولايات المتحدة.
وتزامن ذلك مع تصريحات أمريكية شديدة اللهجة، حيث أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية أن بلاده تدرس "خيارًا عسكريًا شاملًا" ضد إيران إذا لم يتم تفكيك منشآتها النووية. كما ألمحت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن تل أبيب تستعد لشن عملية عسكرية كبرى ضد طهران، وهو ما يُرجّح أن يكون له ارتدادات مباشرة في اليمن، من خلال تصعيد العمليات ضد الحوثيين وفرض حصار أكبر على مناطق نفوذهم.
إيران، من جانبها، قابلت هذا التصعيد بمواقف حادة، رافضة المفاوضات المباشرة مع واشنطن، ومعلنة عن استعدادها للرد على أي هجوم "بشكل حاسم". كما ألمح قادة الحرس الثوري إلى أن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط "تجلس في بيت من زجاج"، في تهديد مبطن بأن الرد لن يقتصر على إيران فقط، بل سيشمل حلفاء واشنطن ومصالحها في المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو مستقبل اليمن مرتبطًا بشكل وثيق بمسارات التصعيد الأمريكي الإيراني. فإذا ما قررت واشنطن تنفيذ ضربة مباشرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، فمن المرجح أن تكون اليمن أولى جبهات الرد الإيراني غير المباشر، عبر تصعيد العمليات الحوثية ضد الملاحة الدولية والقواعد الأمريكية في المنطقة.
أما إذا اختارت الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن وقف التصعيد في اليمن سيكون أحد البنود المطروحة بقوة، خاصة في ظل رغبة المجتمع الدولي في تأمين خطوط الملاحة البحرية، وضمان عدم تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة صراع مفتوح.
المرجّح حتى الآن أن مسار التفاوض ما زال محفوفًا بالعقبات، في ظل تمسك واشنطن بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، ورفض طهران لذلك، ما يجعل من الخيار العسكري، بكل مخاطره، أقرب إلى الواقع، ومعه يتجه اليمن نحو مرحلة جديدة من التصعيد، قد تكون الأعنف منذ اندلاع النزاع.
في المحصلة، تقف اليمن عند تقاطع نيران صراع إقليمي ودولي معقد، حيث لا تبدو التحركات العسكرية الأخيرة مجرد رسائل تحذيرية، بل خطوات تمهيدية لمرحلة أكثر خطورة، يكون فيها اليمن مرة أخرى ضحية لصراع أكبر لا يدور على أرضه فقط، بل يُرسم مستقبله في عواصم بعيدة عنه.