تمر الذكرى الثالثة لوفاة الكاتب المعروف نجيب محمد يابلي، حيث أفرد له زملاؤه ومحبوه في منتدى (اليابلي) ليلة وجدانية الجمعة 11 أبريل الحالي، وبجهود الأستاذ جمال عبده عوض رئيس المنتدى ورفاقه.
حقيقة الأمر كان اليابلي ضمير عدن الذي يدب على قدمين، وخلال الفترة التي شكل لصحيفة "الأيام" قلما ثريًّا كانت الصحيفة وعلى رأسها الراحل الكبير هشام باشراحيل وأخيه الأستاذ تمام باشراحيل بأمس الحاجة إليه لإبراز قضية شعب الجنوب وفي القلب منه عدن البطلة.
فاستطاعت "الأيام" أن تحرك المياه الآسنة وتقدح جمرة في صدور المواطنين للمطالبة بحقوقهم والاسترسال في النضال ليصل إلى تحرير أرضهم من الاحتلال الشمالي مذ 1994/7/7م.

فعلا كان الجنوبيون الرافضون للوضع القائم والقاتم كمن يقبض على جمرة من جهنم في يده في تلك الأيام.
وكان نجيب يتجلى بطقوس الكتابة ليكون فارسًا يقاتل بالكلمة على عدة اتجاهات. ناقدًا الوضع ومشاركًا حراكيًّا في كل فعاليات الحراك ومنقبًا أثريًّا في تاريخ عدن ورجالاتها والنساء أيضًا، دون أن يغفل رجالات الجنوب من ذلك البحث والتنقيب، وكأنه يناضل ضد سياسة الأمر الواقع التي أوجدها الاحتلال، وإعادة الاعتبار للتاريخ الذي زيفه الحكم بعد الاستقلال في الجنوب عام 1967م وتعريف أجيال اليوم برجال ونساء كانوا صناعًا للنهضة الأدبية والثقافية ومناضلين أفذاذا في عدن والجنوب، أهيل عليهم أكداس من الرمال وكتب تأريخ مدلج ومسيس للحكم الجديد لتضليل الناس ولكن هيهات هيهات.
يمكنني اعتبار ما كتبه نجيب في سلسلة مقالاته (رجال في ذاكرة التاريخ) موسوعة تاريخية تعيد إلى الأذهان عظمة عدن ورجالها ونسائها أيضًا، بقلم رصين وملتزم ينتقي الكلمات بعناية فائقة وبحياد تام، جعل السرد التاريخي يصل إلى قلوب قرائه.
فالرجل قد امتلك حس الكتابة وربما تملكه هذا الحس. وكانت أدواته الفنية طيعة في أنمله وعقله
فهو يقدم وجبته الكتابية من مقالة قصيرة أو طويلة بشكل مبسط ينزل به إلى مستوى القارئ العادي، ولكنه يقع ضمن دائرة السهل الممتنع، وكأنه لا يريد أن يقعر الكلمات طالما يحمل هدفا نضاليا في ثنايا سطوره.
وقد شبهته يوما بـ (عبدالله النديم) في (التنكيت والتبكيت) في القرن 19 في مصر. ناهيك عن قدرته في الكتابة السخية؛ عدة مقالات لـ "الأيام" وصحف أخرى في اليوم الواحد، مع استعداد أن يبني من عجوز قابلها في الشارع صدفة واستمع إليها لتكون صناعة لمقالته القادمة.
أما عدن فإن عليها - والجنوب - أيضا، أن ترد الجميل لابن الفيحاء نجيب محمد يابلي في مثواه عند بارئه، بالعناية بما أبدع وبما كتب، وجمع كل أعماله الرائعة وتقديمها للأجيال. دون أن ننسى أسرة هذا العلم العدني والجنوبي وما قدمه للناس من أعمال وخدمات جليلة، جدير بأن يرد له الجميل في عائلته الغالية.
حقيقة الأمر كان اليابلي ضمير عدن الذي يدب على قدمين، وخلال الفترة التي شكل لصحيفة "الأيام" قلما ثريًّا كانت الصحيفة وعلى رأسها الراحل الكبير هشام باشراحيل وأخيه الأستاذ تمام باشراحيل بأمس الحاجة إليه لإبراز قضية شعب الجنوب وفي القلب منه عدن البطلة.
فاستطاعت "الأيام" أن تحرك المياه الآسنة وتقدح جمرة في صدور المواطنين للمطالبة بحقوقهم والاسترسال في النضال ليصل إلى تحرير أرضهم من الاحتلال الشمالي مذ 1994/7/7م.
ولعل الشيخ صالح بن فريد العولقي يذكر حين دخل على الرئيس علي عبدالله صالح لمراجعته في فك الحصار العسكري المضروب على بيت الباشراحيل في صنعاء، أن هب صالح صائحًا: "الأيام" هي الحراك!

الكاتب المعروف نجيب محمد يابلي
فعلا كان الجنوبيون الرافضون للوضع القائم والقاتم كمن يقبض على جمرة من جهنم في يده في تلك الأيام.
وكان نجيب يتجلى بطقوس الكتابة ليكون فارسًا يقاتل بالكلمة على عدة اتجاهات. ناقدًا الوضع ومشاركًا حراكيًّا في كل فعاليات الحراك ومنقبًا أثريًّا في تاريخ عدن ورجالاتها والنساء أيضًا، دون أن يغفل رجالات الجنوب من ذلك البحث والتنقيب، وكأنه يناضل ضد سياسة الأمر الواقع التي أوجدها الاحتلال، وإعادة الاعتبار للتاريخ الذي زيفه الحكم بعد الاستقلال في الجنوب عام 1967م وتعريف أجيال اليوم برجال ونساء كانوا صناعًا للنهضة الأدبية والثقافية ومناضلين أفذاذا في عدن والجنوب، أهيل عليهم أكداس من الرمال وكتب تأريخ مدلج ومسيس للحكم الجديد لتضليل الناس ولكن هيهات هيهات.
يمكنني اعتبار ما كتبه نجيب في سلسلة مقالاته (رجال في ذاكرة التاريخ) موسوعة تاريخية تعيد إلى الأذهان عظمة عدن ورجالها ونسائها أيضًا، بقلم رصين وملتزم ينتقي الكلمات بعناية فائقة وبحياد تام، جعل السرد التاريخي يصل إلى قلوب قرائه.
فالرجل قد امتلك حس الكتابة وربما تملكه هذا الحس. وكانت أدواته الفنية طيعة في أنمله وعقله
فهو يقدم وجبته الكتابية من مقالة قصيرة أو طويلة بشكل مبسط ينزل به إلى مستوى القارئ العادي، ولكنه يقع ضمن دائرة السهل الممتنع، وكأنه لا يريد أن يقعر الكلمات طالما يحمل هدفا نضاليا في ثنايا سطوره.
وقد شبهته يوما بـ (عبدالله النديم) في (التنكيت والتبكيت) في القرن 19 في مصر. ناهيك عن قدرته في الكتابة السخية؛ عدة مقالات لـ "الأيام" وصحف أخرى في اليوم الواحد، مع استعداد أن يبني من عجوز قابلها في الشارع صدفة واستمع إليها لتكون صناعة لمقالته القادمة.
أما عدن فإن عليها - والجنوب - أيضا، أن ترد الجميل لابن الفيحاء نجيب محمد يابلي في مثواه عند بارئه، بالعناية بما أبدع وبما كتب، وجمع كل أعماله الرائعة وتقديمها للأجيال. دون أن ننسى أسرة هذا العلم العدني والجنوبي وما قدمه للناس من أعمال وخدمات جليلة، جدير بأن يرد له الجميل في عائلته الغالية.