> «الأيام» غرفة الأخبار:

في واحدة من أخطر ما كُشف عن المشهد في اليمن، سلط تقرير صادر عن "منصة تعقب الجرائم المنظمة - وغسل الأموال في اليمن"، أمس، الضوء على شبكة معقدة من التحالفات السرية بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، بوساطة مباشرة من قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة الدولي، في مقدمتهم القيادي "سيف العدل" المقيم في إيران، ونجله خالد، الذي لعب دور الوسيط الميداني في اليمن.
  • تنسيق خفي
بحسب التقرير، لم تكن العلاقة بين الحوثيين والقاعدة وليدة اللحظة، بل بدأت في إطار تفاهمات سريّة بعد صفقة تبادل أسرى نادرة في سبتمبر 2015، تم فيها الإفراج عن دبلوماسي إيراني مقابل إطلاق سراح عدد من قيادات القاعدة المحتجزين لدى إيران.

هذا الحدث شكّل نقطة التحول الكبرى، حيث بدأ سيف العدل وابنه خالد في ترتيب اتفاق غير معلن مع قيادة التنظيم في اليمن، قضى بوقف الهجمات ضد الحوثيين، وعدم استهداف مناطقهم.
  • صفقات تبادل
خلال السنوات التي تلت الصفقة، أطلقت مليشيا الحوثي سراح أكثر من 400 عنصر إرهابي من تنظيم القاعدة، بينهم منفذو عمليات إرهابية كبرى مثل تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" والاعتداء على رئيس الجمهورية الأسبق عبدربه منصور هادي ودبلوماسيين سعوديين. وأكد التقرير أن كثيرًا من هؤلاء كانوا محتجزين في سجون الأمن السياسي والأمن القومي، وقد صدرت بحقهم أحكام بالإعدام والسجن.
  • دعم بالمال والسلاح
لم يقتصر التعاون بين الطرفين على إطلاق السجناء، بل تطور إلى دعم لوجستي مباشر، شمل تزويد القاعدة بالأسلحة والطائرات المسيّرة، وتوفير معسكرات تدريب لعناصرها داخل مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك معسكر "أمعزيفة" في وادي خورة بشبوة، ومعسكرات أخرى في البيضاء وأبين.

كما تم تدريب عناصر من القاعدة على استخدام تقنيات قتالية متقدمة، وتم تسليمهم طائرات مسيّرة نفذوا بها عمليات إرهابية ضد القوات والتشكيلات العسكرية المناهضة للحوثيين.
  • هويات مزورة
وكشف التقرير أن جماعة الحوثي منحت عناصر القاعدة هويات مزوّرة وجوازات سفر بأسماء وهمية، لتسهيل تنقلهم بين المناطق والسفر للخارج.

كما أشار إلى استخدام شبكة من شركات الصرافة في شبوة لتحويل الأموال إلى خلايا التنظيم، ما يعكس عمق هذا التحالف وخطورته على الأمن القومي والإقليمي.
  • تنسيق في شبوة وأبين ومأرب
رصد التقرير تنسيقًا استخباراتيًا بين جهاز الأمن والمخابرات الحوثي وقيادات القاعدة في شبوة وأبين، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قوات مناهضة لها مع التنسيق لتسليم بعض المناطق للحوثيين بعد انسحاب عناصر القاعدة منها، كما حدث في مديرية مرخة بشبوة.

وإضافة إلى القاعدة، كشف التقرير عن دعم مباشر قدمته مليشيا الحوثي أيضًا لعناصر تنظيم "داعش" لاستهداف عدد من المحافظات بينها مأرب، عبر تزويدهم بالسلاح والمتفجرات والمدفعية، وتسهيل تحركاتهم بواسطة مهربين وتجار سلاح موالين لهم.
  • مخاوف إقليمية
وحذّر التقرير من أن هذا التحالف يشكّل تهديدًا حقيقيًا على الأمن الإقليمي والدولي، خصوصًا مع امتلاك التنظيمات الإرهابية معدات متطورة ودعم لوجستي مستمر.

كما أشار إلى تورط الحوثيين في تسهيل عمليات ضد الملاحة الدولية في البحر العربي، واستغلال الفوضى لخلق بيئة آمنة للإرهاب العابر للحدود.

وأوصى التقرير بضرورة تحرك المجتمع الدولي لفرض عقوبات صارمة على مليشيا الحوثي ومن يدعمها، وكشف شبكات التمويل والتسليح المرتبطة بها، وتعزيز التعاون الاستخباراتي لتفكيك هذه الشبكات.

كما دعا إلى إدراج مليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب الدولية، نظرًا لما توفره من غطاء للتنظيمات الإرهابية وإعادة تدوير عناصرها للعب أدوار تخريبية جديدة.