> عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:

كهرباء عدن تضيف أعباء جديدة إلى معاناة المواطنين
> قال مواطنون لـ "الأيام" إنه وما قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد تدهور خدمة الكهرباء كان التيار الكهربائي يعمل لمدة ساعتين فقط وينقطع 22 ساعة كل يوم لأسبوع من الزمن، لافتين إلى أنه وخلال فترة النهار كانت الكهرباء منقطعة تمامًا بالرغم من تشغيل عدد من المحطات مثل "توربينات" المنصورة والتي تعمل على الـ "مازوت" ومولدات (شهيناز) بالـ "ديزل".

وعند دخول فصل الشتاء في العام 2025م ظلَّت المؤسسة العامة لكهرباء العاصمة عدن تكرر أن الاستمرار بتقديم الخدمة مرهون بتوفير الوقود، وأضافت أنه وبالرغم من المناشدات والمخاطبات المتكررة لكافة الجهات المعنية إلا أن الأزمة وصلت إلى ذروتها وأن ما يحدث اليوم يعد سابقة خطيرة في تاريخ كهرباء عدن والتي كانت من أوائل المدن في الجزيرة العربية التي دخلت إليها خدمة الكهرباء والتي عرفتها منذ عشرات السنين وكانت نموذجًا متقدمًا في هذا المجال، لكن اليوم ولأول مرة، تواجه المدينة انطفاءً كليًا غير مسبوق يهدد حياة سكانها ويشل مرافقها الحيوية.

من جانبٍ آخر، دأبت مؤسسة كهرباء عدن إلى إعادة تأكيدها أنها ستواصل العمل بكل ما لديها من إمكانيات لإعادة الخدمة فور توفر الوقود.

وفي معظم منشوراتها غالبًا ما تناشد المؤسسة الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية والعمل على تأمين الوقود بشكل عاجل للحيلولة -كما تتحدث- دون استمرار هذه الأزمة التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.

من جانبٍ آخر رصدت "الأيام" بيانات سابقة لمؤسسة كهرباء العاصمة عدن بدءًا من هذا العام الحالي 2025م، تناشد فيه مجلسي القيادة الرئاسي والوزراء بسرعة التدخل لتوفير كميات من الوقود الذي بواسطته تعمل مولدات الطاقة، ومع هذا التكرار منذ شهر يناير وحتى مايو الجاري، حيث بدأت أولى المطالبات الرسمية في يوم الخميس 9 يناير 2025م ناشدت فيها المؤسسة العامة لكهرباء عدن مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة بسرعة التدخل لتأمين وقود الكهرباء بشكل عاجل في ظل قرب نفاد المخزون من مادة المازوت والذي يكفي فقط لتشغيل محطة المنصورة لـ 72 ساعة قادمة، مضيفًة أن محطة المنصورة والتي تُعد مركزًا للأحمال الرئيسة في المدينة، مهددة بالتوقف التام، ومع خروج المحطة سيتعذر حتى الاستفادة من توليد محطة الطاقة الشمسية مما سيؤدي إلى انقطاع كلي للكهرباء عن عدن والمناطق المجاورة.

وتابع البيان أن المؤسسة العامة لكهرباء عدن تحذر من أن التأخير في توفير كميّات إسعافية من الوقود سيؤدي إلى كارثة إنسانية وخدمية، وتوقف الخدمات الحيوية تماماً وتعطيل الحياة اليومية، حتى مع انخفاض الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء، حيث تظل خدمة الكهرباء ضرورة لتشغيل المرافق الخدمية الأساسية وضمان استقرار حياة المواطنين.

تلى ذلك بيان صدر يوم السبت 25 يناير 2025م ومما ورد فيه: "تتقدم المؤسسة العامة لكهرباء عدن بخالص الشكر والتقدير إلى حلف قبائل حضرموت برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش على موقفهم الإنساني والأخوي النبيل بتمديد تزويد العاصمة عدن بكميات النفط الخام المعتادة لمدة أسبوع إضافي، فهذا الموقف يعكس روح التضامن الأخوي والإحساس العميق بمعاناة أبناء عدن والمحافظات المجاورة، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وأن على الجهات المعنية استشعار المسؤولية الوطنية والإنسانية الملقاة على عاتقهم، والتحرك العاجل لتوفير الوقود اللازم من مادتي الديزل والمازوت لإعادة تشغيل جميع محطات التوليد المتوقفة، فإن عدن اليوم تعتمد بشكل كامل على محطة الرئيس بقدرة 65 ميجاوات إلى جانب المحطة الشمسية التي تعمل نهارا فقط".

وبعد تلك المناشدة بيومين فقط أي في يوم الاثنين الموافق 27 يناير 2025م أعلنت المؤسسة العامة لكهرباء عدن عن الانطفاء الكلي لخدمة الكهرباء في العاصمة عدن، بعد توقف محطة الرئيس بشكل كامل نتيجة قطع الخط الدولي في محافظة أبين، ومنع وصول ناقلات النفط الخام اللازمة لتشغيل المحطة، هذا التوقف يمثل أزمة إنسانية خانقة تضيف أعباء جديدة إلى معاناة أبناء عدن والمحافظات المجاورة.

وواصل البيان.. لقد بذلت السلطة المحلية في العاصمة عدن، والمؤسسة العامة للكهرباء، جهودًا استثنائية خلال الأسابيع الماضية، واتخذت كافة التدابير في حدود الإمكانيات المتاحة لتأمين استمرارية الخدمة بحدها الادنى، ورغم هذه الجهود، لم تكن الحلول المؤقتة كافية لاستدامة خدمة الكهرباء، في ظل غياب الاستجابة من الجهات المعنية بتوفير الوقود، على الرغم من المخاطبات والمناشدات المتكررة التي وجهتها المؤسسة منذ أكثر من شهر.

وآخر تلك المناشدات المتعلقة بالأزمة الحالية والتي أغرقت العاصمة عدن بالظلام الحالك لأيام متتاليات كانت في يوم الاثنين الموافق 21 أبريل 2025م، إذا بيَّنت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة عدن أن محطة الرئيس بترومسيلة قد توقفت عند تمام الساعة التاسعة من مساء اليوم، نتيجة نفاد كميات وقود النفط الخام المشغلة للمحطة، موضحًة هذا التوقف خارج عن إرادتها، وأن قيادة المؤسسة بالتنسيق مع شركة بترومسيلة عملت خلال الأيام الماضية على بذل جهود مضاعفة لتأمين استمرار عمل المحطة وتشغيلها بالحد الأدنى من الطاقة الإنتاجية، إلا أن عدم تدفق الوقود بشكل منتظم من منشأة صافر النفطية حال دون استمرار التشغيل، مضيفًة أن ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام الأخيرة يعود إلى الانخفاض الكبير في كميات الوقود المتوفرة، سواء من الديزل أو المازوت أو النفط الخام الأمر الذي أدى لتوقف عدد من المحطات الى جانب خفض انتاج ما تبقى من محطات اخرى في العاصمة عدن.

وفي يوم السبت 26 أبريل 2025م أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة عدن أن محطة الرئيس خرجت عن الخدمة فجر الجمعة، وجميع محطات التوليد العاملة بالديزل متوقفة حاليًا، في ظل عدم توفر كميات الوقود اللازمة للتشغيل، مشيرًة إلى أن محطة المنصورة لن تتمكن من الاستمرار لأكثر من ثلاثة أيام في حال عدم توفير مادة المازوت بشكل عاجل، ما ينذر بانطفاء كامل مرتقب، وجددت المؤسسة مناشدتها لمجلس القيادة الرئاسي، ورئاسة الحكومة، وكافة الجهات المعنية، بسرعة التحرك وتوفير الوقود لضمان استمرار الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين.

وفي ختام هذا التحقيق الصحفي يتضح أنه وخلال هذا العام ولمدة 4 أشهر بالـ (تمام) والـ (كمال)، تكررت أزمة انقطاع الكهرباء عن العاصمة عدن كليًا وفي مدد تصل إلى نحو 22 ساعة في اليوم 3 مرات دون أدنى تحرك حكومي لحلحلة هذا الملف الشائك والذي أرهق أهالي العاصمة عدن وأدخلهم في ضنك من العيش.