> «الأيام» غرفة الأخبار:

في موقف نقدي حاد، وجهت صحيفة التليجراف البريطانية انتقادًا لاذعًا لتورط المملكة المتحدة في الضربات الجوية الأخيرة ضد جماعة الحوثي في اليمن، معتبرة أن هذا التدخل "خطأ استراتيجي لن يؤدي إلى نصر مستدام"، ويكشف عن انجرار بريطاني وراء ما وصفته بـ"الحرب الأمريكية المتهورة".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن مشاركة مقاتلات سلاح الجو الملكي البريطاني إلى جانب القوات الأمريكية في استهداف مواقع حوثية جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، تثير تساؤلات جدية حول جدوى هذه العملية وأهدافها بعيدة المدى. وأضافت أن "بريطانيا تخوض هذه الحرب دون رؤية واضحة، مستنسخة تجارب فاشلة خاضها آخرون في اليمن عبر العقود الماضية".

ووصفت الصحيفة الحملة الجوية بأنها تكرار لنهج عسكري مألوف في السياسة الغربية، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة وبريطانيا اعتادتا على الحروب الجوية، لأنها النوع الذي تُجيدانه، لكن دون نتائج دائمة على الأرض". وسلطت الضوء على التجارب السابقة في العراق وأفغانستان، حيث لم تُحقق الحروب الجوية أهدافها المعلنة إلا بشكل محدود ومؤقت.

وتساءلت التليجراف عما إذا كانت هناك خطة استراتيجية طويلة المدى وراء الضربات الأخيرة، قائلة: "إطلاق الصواريخ أمر سهل، بل مريح، لكن ما هي الرؤية السياسية التي تحكم هذا التدخل؟"، محذرة من أن "الولايات المتحدة تتورط في حروب طويلة ثم تتخلى عنها، فلماذا تتبعها بريطانيا؟".

وجاءت مشاركة لندن في العمليات الجوية بعد تصاعد الحملة الأمريكية ضد الحوثيين منذ منتصف مارس الماضي، والتي شملت أكثر من 800 ضربة استهدفت منشآت عسكرية ومخابئ أسلحة وقادة ميدانيين للجماعة المدعومة من إيران.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الضربة التي نفذتها القوات البريطانية يوم الثلاثاء استهدفت منشأة حوثية تُستخدم لتصنيع طائرات مسيّرة مشابهة لتلك التي هاجمت السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، على بُعد 24 كيلومترًا جنوب العاصمة صنعاء.

غير أن التليجراف شددت على أن هذا النوع من العمليات، مهما بلغت دقته، لا يحمل ضمانة للنصر، بل قد يُغرق بريطانيا في صراع مفتوح لا تملك فيه رؤية سياسية مستقلة أو مصلحة استراتيجية حقيقية.