> «الأيام» أسوشيتد برس:

على هضبة مرتفعة تعصف بها الرياح فوق بحر العرب، تحتضن (سِنا كيباني) شتلة صغيرة لا تكاد تصل إلى كاحلها. هذه النبتة الفتية، المحمية بسياج مؤقت من الخشب والسلك، هي إحدى أشجار "دم الأخوين"، نوعٌ نادر لا يوجد إلا في جزيرة سقطرى اليمنية، ويكافح اليوم للبقاء في وجه التهديدات المتصاعدة الناجمة عن تغير المناخ.

تقول كيباني، التي تدير عائلتها مشتلًا مخصصًا لحماية هذا النوع من الانقراض:"رؤية الأشجار تموت، أشبه بفقدان أحد أطفالك".

وتشتهر أشجار دم الأخوين بظلالها التي تتخذ شكل المظلة، وبعُصارتها الحمراء التي تجري في جذوعها، وقد كانت تغطي الجزيرة بأعدادٍ كبيرة في السابق. لكن الأعاصير الشديدة المتزايدة، والرعي الجائر من قِبل الماعز الدخيلة، إلى جانب الاضطرابات المستمرة في اليمن - أحد أفقر بلدان العالم والذي يعاني من حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من عقد- دفعت بهذه الأشجار، والنظام البيئي الفريد الذي تعتمد عليه، نحو حافة الانهيار.

راعي جمال يعبر الطريق في جزيرة سقطرى اليمنية في 23 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس
راعي جمال يعبر الطريق في جزيرة سقطرى اليمنية في 23 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس

وغالبًا ما تُقارن سقطرى بجزر غالاباغوس، إذ تطفو في عزلةٍ مهيبة على بُعد نحو 240 كيلومترًا من القرن الأفريقي. وقد أكسبها تنوعها البيولوجي +الذي يشمل 825 نوعًا نباتيًا، أكثر من ثلثها لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض- مكانةً ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. ومن بين نباتاتها المميزة أشجار الزجاجة ذات الجذوع المتضخمة التي تبرز من الصخور كأنها منحوتات، وأشجار اللبان ذات الأغصان المتشابكة المتجهة نحو السماء.

لكن تبقى شجرة دم الأخوين هي الأكثر إثارة للخيال، إذ تبدو بأشكالها الغريبة وكأنها تنتمي إلى عالم القصص الخيالية أكثر من انتمائها لأي غابة أرضية. ويزور الجزيرة نحو 5,000 سائح سنويًا، يجذبهم المشهد السريالي لغابات دم التنين.

يُلزم الزوار بالاستعانة بمرشدين محليين والإقامة في مواقع تخييم تديرها عائلاتٍ سُقطرية، وذلك لضمان أن تعود عائدات السياحة بالنفع على المجتمع المحلي. فاختفاء الأشجار يعني احتمال اختفاء قطاعٍ سياحي يعتمد عليه كثير من سكان الجزيرة في معيشتهم.

تُرى أشجار دم التنين من أعلى قمة في جزيرة سقطرى اليمنية، في 19 سبتمبر 2024
تُرى أشجار دم التنين من أعلى قمة في جزيرة سقطرى اليمنية، في 19 سبتمبر 2024

ويقول (مبارك كوبي)، رئيس هيئة السياحة في سقطرى:"بفضل الدخل الذي نحصل عليه من السياحة، نعيش حياةً أفضل من أولئك في البر الرئيسي" .

لكن هذه الأشجار ليست مجرد ظاهرة نباتية نادرة؛ بل تُعد ركيزةً أساسية في النظام البيئي لسقطرى. فظلالها التي تشبه المظلات تلتقط الضباب ومياه الأمطار، وتوجهها نحو التربة، ما يتيح للنباتات المحيطة بها أن تنمو في مناخٍ قاسٍ و جاف.

ويقول (كاي فان دام)، عالم الأحياء البلجيكي المختص بالحفاظ على البيئة والذي يعمل في سقطرى منذ عام 1999:

"عندما نفقد الأشجار، نفقد كل شيء! التربة، المياه، والنظام البيئي بأكمله."

ويحذر علماء مثل فان دام من أن هذه الأشجار قد تختفي تمامًا خلال بضعة قرون إن لم تُتخذ إجراءاتٍ حقيقية للحفاظ عليها — ومعها قد تنقرض العديد من الأنواع الأخرى.

ويضيف: "لقد نجح البشر - للأسف - في تدمير أجزاء هائلة من الطبيعة في معظم جزر العالم. وسقطرى ما زالت مكانًا يمكننا أن نحدث فيه فرقًا فعليًا. لكن إن لم نفعل، فسنكون نحن المسؤولين" .
  • أعاصير تتزايد عنفًا وتقتلع الأشجار من جذورها
على امتداد هضبة "فرمهين" الوعرة في سقطرى، تنبسط آخر وأوسع غابة متبقية من أشجار دم الأخوين، في مشهد مهيب تحيط به جبال مسننة تلامس الأفق. تتوازن آلاف الظلال العريضة فوق جذوع نحيلة، بينما تندفع طيور "الشُحرور السقطري" بين التيجان الكثيفة، وتحلق النسور المصرية في مواجهة الرياح العاتية التي لا تهدأ. أسفل هذا المشهد، تتنقل الماعز بمهارة بين الصخور والنباتات القليلة.

ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2017 في دورية Nature Climate Change، فإن وتيرة الأعاصير العنيفة في بحر العرب قد ارتفعت بشكلٍ ملحوظ خلال العقود الأخيرة، وشجرة دم الأخوين السقطرية تدفع الآن ثمن هذا التحول المناخي.

أشجار دم التنين المقلوبة متناثرة على الأرض في جزيرة سقطرى اليمنية في 18 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس
أشجار دم التنين المقلوبة متناثرة على الأرض في جزيرة سقطرى اليمنية في 18 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس

ففي عام 2015، ضربت الجزيرة موجتان متتاليتان من الأعاصير المدمّرة، بقوة غير مسبوقة. واجتثّت العواصف العاتية آلاف الأشجار المعمّرة التي تجاوز عمر بعضها خمسة قرون، وكانت قد صمدت أمام عواصف لا تُحصى عبر الزمن. ولم تكد الجزيرة تلتقط أنفاسها، حتى عادت كارثة جديدة في عام 2018 مع إعصارٍ آخر دمّر ما تبقّى.

ويحذّر (هيرويكي موراكامي)، عالم المناخ في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة، والمشرف على الدراسة، من أن تصاعد انبعاثات الغازات الدفيئة سيزيد من شدة هذه العواصف مستقبلًا.

ويؤكد:"نماذج المناخ العالمية ترسم صورة واضحة: الظروف ستصبح أكثر ملاءمة لتكوّن الأعاصير المدارية".
  • الماعز الدخيلة تهدد مستقبل الأشجار الفتية
لكن الأعاصير ليست وحدها ما يهدد هذه الأشجار العريقة. فعلى عكس أشجار الصنوبر والبلوط، التي تنمو بمعدل يتراوح بين 60 و90 سنتيمترًا سنويًا، فإن شجرة دم الأخوين تتقدم ببطء شديد، لا يتعدى نموها 2 إلى 3 سنتيمترات في السنة، بالكاد سنتيمترًا واحدًا. وعند بلوغها مرحلة النضج، تكون كثير من الشتلات قد وقعت بالفعل ضحية خطرٍ خفي ومتسلل، الماعز.

فالماعز التي تجوب الجزيرة بحرية تُعد نوعًا دخيلًا على النظام البيئي في سقطرى، وهي تلتهم الشجيرات الصغيرة قبل أن تُتاح لها فرصة النمو. و خارج المنحدرات الوعرة التي يصعب الوصول إليها، لا تجد الأشجار الفتية ملاذًا آمنًا إلا في المشاتل المحمية التي تم إنشاؤها خصيصًا لحمايتها.

تتجول الماعز بين أشجار دم التنين في جزيرة سقطرى اليمنية في 18 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس
تتجول الماعز بين أشجار دم التنين في جزيرة سقطرى اليمنية في 18 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس

ويقول (آلان فورست)، الباحث المتخصص في التنوع الحيوي بمركز النباتات الشرق أوسطية التابع للحديقة النباتية الملكية في إدنبرة:

"معظم الغابات التي تم مسحها ميدانيًا توصف بأنها 'فوق ناضجة' لا توجد بها شتلات، ولا نمو جديد. لدينا أشجار هرِمة تنهار وتموت، دون أن يظهر جيلٌ جديد ليحلّ محلها" .

و مشتل عائلة كيباني هو أحد المواقع الحيوية التي أُقيمت لتوفير بيئة خالية من الماعز تتيح للشتلات أن تنمو دون تدخل.

ويضيف فورست: "داخل هذه الحُظُر والمشاتل المحمية، نجد أن التجدد الطبيعي للأشجار وتوازن الفئات العمرية للنباتات أفضل بكثير، ما يجعل النظام البيئي أكثر قدرة على الصمود في وجه التغير المناخي" .
  • النزاع المسلح يُقوّض جهود الحفاظ البيئي
غير أن مساعي الحفاظ على البيئة في سقطرى تصطدم بعقبة كبرى، الحرب الأهلية المستمرة في اليمن. ففي ظل الصراع المستعصي بين الحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، تجاوزت رقعة النزاع حدود البلاد، لتشعل توترات إقليمية أوسع. فقد أدت هجمات الحوثيين على إسرائيل وعلى حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر إلى ردود فعل عسكرية من القوات الإسرائيلية وقوى غربية، مما زاد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

تقف شجرة دم التنين فوق أحد الأودية في جزيرة سقطرى اليمنية في 18 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس
تقف شجرة دم التنين فوق أحد الأودية في جزيرة سقطرى اليمنية في 18 سبتمبر 2024. أنّيكا هامرشلاغ / وكالة أسوشيتد برس

ويقول (عبد الرحمن الإرياني)، مستشار لدى مؤسسة Gulf State Analytics، وهي شركة استشارات سياسية مقرها واشنطن: "الحكومة اليمنية تواجه عشرات الأزمات في الوقت الراهن. و صانعو القرار مشغولون بإبقاء الدولة واقفة على قدميها، وتأمين الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه. أما القضايا المناخية، فليست على رأس الأولويات، بل تُعد رفاهية في هذا السياق."

و في ظل هذا الغياب شبه الكامل للدعم المركزي، تقع مسؤولية حماية البيئة على كاهل سكان سقطرى أنفسهم. لكن الإمكانات المحلية محدودة للغاية، كما يوضح (سامي مبارك)، وهو مرشد سياحي بيئي في الجزيرة.

و يشير مبارك إلى أوتاد السياج المائل المحيط بمشتل عائلة كيباني، والتي رُبطت بأسلاك ضعيفة بالكاد تصمد في وجه الرياح والأمطار. يقول إن هذه الحواجز تنهار بعد سنوات قليلة، ويضيف:

"لو توفرت تمويلات لتأسيس مشاتل أكثر صلابة -باستخدام أعمدة إسمنتية- لأحدث ذلك فرقًا كبيرًا."

ويتابع: "الجهود البيئية الحالية محدودة ومتناثرة، لا تكفي على الإطلاق. نحتاج أن تتبنى السلطات المحلية والحكومة اليمنية المركزية قضية الحفاظ البيئي كأولوية وطنية حقيقية".

وتنزف مادة كالدم وواحد من أشجار العالم النادرة، إنها شجرة "دم الأخوين"، التي تضمها جزيرة سقطرى اليمنية.

أطباء شعبيون فى اليمن، قالوا إن الشجرة لا مثيل لها في العالم، لما تحويه من فوائد طبية هائلة، وعلاجها التهابات وتقرحات الجلد، ومشكلات في الجهاز الهضمي وتقرحات المعدة، واستعمالها مطهرا للثة؛ ودخولها فى صناعة معجون الأسنان، بحسب الجزيرة.


وسميت شجرة "دم الأخوين"، أو "دم التنين"، لما تفرزه من سائل أحمر، يشبه الدم، عند خدشها، يحمل اسم "راتينج كبريتيد الزئبقيك"،

وبحسب الأطباء فإن أمراء اليمن والعرب وأباطرة الصين، يستخدمون المادة الحمراء، قديما لصبغ ثيابهم وأوانيهم، بحسب كتاب "اليمن فى المصادر القديمة اليونانية والرومانية".

في حين يستخدم السكان المحليون، فى الجزيرة، السائل، لعلاج التئام الجروح والإسهال وأمراض الدوسنتاريا، وخفض الحمى، وتبييض الأسنان وعلاج تقرحات الفم والحلق والأمعاء والمعدة.

ويعود اسم الشجرة، إلى القصة القديمة المتداولة شعبياً فى الأديان السماوية الثلاثة، التي تتناقلها الأجيال التاريخية فى سقطرى، وتحكى قصة أول قطرة دم، سفكت على الأرض، نتيجة اقتتال الأخوين قابيل وهابيل، وهما أول ابنين للنبي آدم وزوجته حواء.

غالبا ما تُقارن سقطرى بجزر غالاباغوس في الإكوادور، فهي تطفو في عزلة خلابة على بُعد حوالي 240 كيلومترا من القرن الأفريقي، وقد أهلتها ثرواتها البيولوجية بما في ذلك 825 نوعا من النباتات -أكثر من ثلثها لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض- للانضمام إلى قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

تبدو أشجار الزجاجة، التي تبرز جذوعها المنتفخة من بين الصخور، كالمنحوتات واللبان الذي تتلوى أغصانه المتشابكة نحو السماء خلابة، لكن شجرة دم التنين التي تعرف أيضا بشجرة "دم الإخوة" هي التي لطالما أسرت الخيال، ويبدو شكلها الغريب أقرب إلى روايات دكتور سوس منه إلى أي غابة برية.

اشتهرت هذه الأشجار بمظلاتها الشبيهة بالفطر، ونسغها الأحمر الدموي الذي يخترق أخشابها، وكانت في الماضي وافرة العدد، لكن الأعاصير المتزايدة ورعي الماعز الغازي، والاضطرابات المستمرة في اليمن دفعتها والنظام البيئي الفريد الذي تدعمه نحو الانهيار.

تستقبل الجزيرة حوالي 5 آلاف سائح سنويا، ينجذب الكثير منهم إلى المنظر الخلاب لغابات دم التنين، وقد ارتبط اسم الشجرة، التي قد يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار، بالدم بسبب نسغ أحمر داكن يخرج من جذعها عند القطع، وقد كان سلعة ثمينة يوما ما.

يُطلب من الزوار الاستعانة بمرشدين محليين والإقامة في مخيمات تديرها عائلات سقطرى لضمان توزيع عائدات السياحة محليا، وإذا اختفت تلك الأشجار الرائعة، فقد تتلاشى معها الصناعة التي تُعيل العديد من سكان الجزيرة.
  • تحفة نباتية وبيئية
تبدو شجرة دم التنين أكثر من مجرد تحفة نباتية، بل هي ركيزة أساسية في النظام البيئي لجزيرة سقطرى. تلتقط فروعها المتشابكة مع الأوراق الشبيهة بالمظلات الضباب والمطر، وتنقلهما إلى التربة تحتها، مما يسمح للنباتات المجاورة بالازدهار في المناخ الجاف.

وقال عالم الأحياء البلجيكي كاي فان دام، المتخصص في الحفاظ على البيئة وعمل في سقطرى منذ عام 1999،: "عندما تفقد الأشجار، تفقد كل شيء، التربة والمياه والنظام البيئي بأكمله".

ويحذر علماء مثل فان دام من أن هذه الأشجار قد تختفي خلال بضعة قرون، ومعها العديد من الأنواع الأخرى إذا لم يتم التدخل، وقد أدت سنوات من تغير المناخ والرعي الجائر وحصاد سائلها القرمزي إلى تقليص أعداد الشجرة المذهلة.

ويضيف فان دام: "لقد نجحنا كبشر، في تدمير مساحات شاسعة من الطبيعة في معظم جزر العالم.. سقطرى مكان يمكننا فيه فعل شيء حقيقي. ولكن إن لم نفعل، فالمسؤولية تقع علينا".

عبر امتداد هضبة فيرمين الوعرة في سقطرى، تتكشف أكبر غابة متبقية من غابات دم التنين على خلفية الجبال. تبدو آلاف من المظلات العريضة تتوازن فوق جذوع نحيلة، وتحلق طيور الزرزور السقطري بين التيجان الكثيفة، بينما تتأرجح النسور المصرية في وجه هبات الرياح العاتية. وفي الأسفل، تشق الماعز طريقها عبر الشجيرات الصخرية.
  • رمز تحت التهديد
وفقا لدراسة أجريت عام 2017 في مجلة "نيتشر"، زادت وتيرة الأعاصير الشديدة بشكل كبير في جميع أنحاء بحر العرب في العقود الأخيرة، وتدفع أشجار دم التنين في سقطرى الثمن.

ففي عام 2015، ضربت عاصفة مدمرة مزدوجة الجزيرة، غير مسبوقة في شدتها. واقتلعت آلاف الأشجار التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، بعضها يزيد عمره على 500 عام، والتي صمدت أمام عواصف سابقة كثيرة، واستمر الدمار في عام 2018 مع إعصار آخر.

لكن العواصف ليست التهديد الوحيد، فعلى عكس أشجار الصنوبر أو البلوط، التي تنمو بمعدل 60 إلى 90 سنتيمترا سنويا، تنمو أشجار دم التنين بمعدل 2 إلى 3 سنتيمترات فقط سنويا. وبحلول موعد نضوجها، يكون الكثير منها قد استسلم لخطر خفي وهو الماعز.

تلتهم الماعز الطليقة الشتلات قبل أن تتاح لها فرصة النمو خارج المنحدرات التي يصعب الوصول إليها، ولا يمكن لأشجار دم التنين الصغيرة البقاء على قيد الحياة إلا داخل المشاتل المحمية.

ويقول آلان فورست، عالم التنوع البيولوجي في مركز نباتات الشرق الأوسط التابع للحديقة النباتية الملكية في إدنبرة في إسكتلندا: "معظم الغابات التي خضعت للمسح هي ما نسميه بالغة النضج، لا توجد أشجار صغيرة ولا شتلات. لذا، لدينا أشجار قديمة تتساقط وتموت، ولا يحدث تجديد كبير".

ويضيف فورست "داخل هذه المشاتل والأحواض، يكون نمو النباتات وعمرها أفضل بكثير. وبالتالي ستكون أكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ". لكن جهود الحفاظ على البيئة هذه تُعقّدها الحروب وأوضاع اليمن المتعثرة، كما يظهره واقع الحال في هذه الجزيرة الساحرة.
  • سر تسميتها شجرة دم التنين
وفق المصادر اليونانية والرومانية القديمة، ترجع تسمية شجرة “دم التنين” إلى الأساطير الهندية، حيث يكون الثالوث الهندوسي مؤلفاً من (براهما) و (فشنو) و(شيفا) وتعني الخالق والحافظ والمميت على التوالي. وهي أسماء آلهة كانت تعبد في جزيرة هندية تدعى الفيل أو (إليفانته) قرب مدينة بومباي.