والقول الشائع بين أبناء المدينة الفاضلة، إذا دخلت المدينة فقل بسم الله، وأقصد بالمدينة هنا مدينة عدن التي أعطت ووهبت؛ إذ هي عجينة تفيض بمعاني السمو بعيدا عن ترهات السقوط في منحدرات الانحدار المدمرة لمعاني الإخاء التعايش التفاهم ضمن منظومة سياق تاريخي تجعل من المدينة بمعناها الجغرافي التاريخي الإنساني بوتقة تعايش للجميع في إطار من احترام الآخر الإنسان الأخ، الجار، الصديق ممن كونتهم المدينة وأعادت صهرهم في بوتقتها وضمن وعائها المتسع ليشمل جميع من احتضنوا المدينة بفكرهم قبل قلوبهم لينصهروا فيها باعتبارهم جزءا من نسيجها الاجتماعي والوطني ليلتحموا بلدائن عجينتها ليصيروا جزءا لا يتجزأ منها، ليصيروا ضمن لحمتها الحية أداءً، ثقافة، انتماءً لتكتمل الصورة والمحتوى.

وحين تتجلى ساعة تستدعي الظروف وتعقيدات الحياة أن تهب كل مكوناتها لتصبح رصيدًا قويًّا وتعبيرًا يمتلك قوة إرادة تتحول لحظة تجابه المدينة تحديات وإهمال يحيل حياتها ويحيل واقعها ووقع جميع من قد تشكلت قيمها في ضمائرهم وباتت جزءًا حيًّا من ثقافتهم، جزءًا من كينونة حياتهم تحيلها عدمًا فناءً وجوهرها أبدا ليس كذلك حيث أصل الأشياء، رد الجميل للمدينة التي ما قل عطاؤها يوم كان الزمان رغدا، يوم كان لوحة من اكتمال الروح ليكتمل معها معنى كرامة الإنسان في مدينة ما قصرت، ما بخلت، كانت نهر عطاء ينساب وفق ناموس وقانون ونظام.

هي هي عدن المدينة الفاضلة بمعنى الأصالة أي تمظهر معدنها عند اشتداد غوائل الدهر ما أتت بجرم حتى يحيق بها الحريق حريق روما.

وكريم الأصل لا يتركها فريسة لغوائل الدهر تعبث بها، بأهلها كراًما لا يستحقون سوء ما يعتمل بمدينتهم من مظالم وفساد فلا نامت أعين من جعلوا منارة كانت لتبدو ظلامًا دامسًا ووجوه كانت ملاء بالفرح فإذا بها عابسة من هول ما أصابها، من موبقات جعلت من الحياة فيها جحيما ألعن من الجحيم ذاته؛ حيث لا مساواة حيث لا ماء لا كهرباء لا رواتب لا أمن ولا أمان لا أشياء كثيرة فعن أي مدينة نتحدث وأين هي المدينة الفاضلة؟ مدينة أفلاطون مدينة فيلسوفنا العربي. الكبير الفارابي.

دعك من المدينة الفاضلة التي نادى بها أفلاطون تلك المدينة التي تعني الأمن والأمان حديقة النعم نحن هنا نتحدث عن مدينة أكرمها مولى العباد وجعل منها جنات عدن ليأتي زمن أسود القسمات يلغي كل معاني الأنسنة وقيم الجمال داخل مدينة تعيش بقلب تولد معها تكامل الأشياء انسجاما وانتماءً وثقافة، وبناء.

لذا حين هبت المدينة بوقفتها التاريخية التي تحمل كل إرث المدن، المدن التي صاغت تواريخ الأمم كنا ولا نزال مع وقفة مع صرخة سيدات ونساء عدن الفاضلات.

المدينة الفاضلة التي أعادت اتجاه البوصلة نحو ما يراه الناس لا وفق مراسيم تتجاهلهم.

هي هي المدينة التي نحمل روح نضالاتها نحملها بالأكف؛ بل قل نحملها بالقلوب.، نعم سنكون مع بنيك أيتها المدينة الفاضلة مع جماهيرك وبنيك وهم يمارسون حقهم في تعبيرهم الرائع تحت عنوان: العصيان المدني، السلمي، وما يطالبون به كان ينبغي أن يكون في متناول أيادي جميع أبناء المدينة التي تحملت ودفعت الكثير، ضحت كثيرًا وآن أوان الاستحقاقات وهو بالنسبة لمدينة فاضلة عانت الأمرين لأمر يسير بل ورب الكعبة أمر زهيد.

معك يا مدينة فاضلة حتى يحقق العصيان المدني المقرر القيام به يوم الاثنين القادم لإرسال رسالة أبناء المدينة عنوانها كفى دمارًا وتدميرًا للمدينة وأهلها باعتبار العصيان رسالة استحقاق تعيد القانون والحقوق لمدينة عانت، صمتت، تحملت، وآن أوان الحساب، مع دعوتك نأمل من كل صامت أن يغادر ساحة الصمت ولينصت جيدا لصوت تعابير روح المدينة يوم عصيانها.

فالزمان لا يرحم لا يغفر لذوي الأوجه التي تغير خمارها لمن بيده السوط والقرار ورشوات الفساد، والمدينة وأهلها يتضورون جوعا إهمالا ألما.. لك التحية يا من كنت طوال عمرك حضنت للجمؤع كان باعوك سخيا يداك سخية سخاء تجود به أهداب عينيك لكل من تكون في رحابك أو بفلذات الفؤاد سكن.. لك التحية كل التحية يوم الاستحقاق ولا ينكر المعروف إلا كل لئيم.. ناكر للجميل.