> القدس/دبي/واشنطن "الأيام" معيان لوبيل وباريسا حافظي وستيف هولاند*
شنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران يوم الجمعة وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وإن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.
وتوعدت إيران برد قاس. وقالت إسرائيل إنها تعمل على التصدي لنحو مئة طائرة مسيرة أطلقتها طهران صوب إسرائيل ردا على الهجمات.
وفي الساعة 0800 بتوقيت جرينتش، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أمرا للسكان بالبقاء قرب مناطق محمية لم يعد ساريا بما يشير إلى تحييد كل أو أغلب تلك الطائرات المسيرة.
وشهدت أسعار النفط قفزة بدفعة من مخاوف بشن هجمات انتقامية في المنطقة الغنية بالنفط لكنها بدأت في التراجع قليلا بعد ذلك.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن قوات كوماندوز من الموساد عملت في العمق الإيراني قبل الهجوم كما قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي والجيش سلسلة من العمليات السرية على ترسانة إيران الصاروخية.
وأضاف المصدر أن إسرائيل أقامت أيضا قاعدة هجوم بطائرات مسيرة قرب طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة واسعة النطاق على الدفاعات الجوية الإيرانية ودمر “عشرات أجهزة الرادار وقواعد إطلاق صواريخ سطح-جو”.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة إن مستويات الإشعاع في موقع نطنز النووي لم تشهد أي زيادة، وذلك بناء على معلومات تلقتها من السلطات الإيرانية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل قائده حسين سلامي، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقر الحرس الثوري في طهران تعرض للقصف. وأضافت وسائل الإعلام أن عدة أطفال قتلوا في غارة على منطقة سكنية في العاصمة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة فيديو مسجلة “نمر بلحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.
وأضاف “قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية ‘الأسد الصاعد‘، وهي عملية عسكرية محددة الأهداف لدحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل. وستستمر هذه العملية لأيام للقضاء على هذا التهديد”.
وحذر نتنياهو الإسرائيليين من أنهم قد يضطرون للبقاء في المخابئ لفترات طويلة.
وأضعفت إسرائيل جماعات متحالفة مع إيران في الشرق الأوسط بشدة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023، باغتيال كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال ديفرين إن 200 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الضربات، وقصفت أكثر من 100 هدف في إيران.
وأضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت أن إسرائيل يمكنها أن تؤكد مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وقائد الحرس الثوري وقائد قيادة الطوارئ في الهجمات على أنحاء إيران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن ستة من علماء المجال النووي قتلوا في الهجمات.
وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في بيان “أطلق الكيان الصهيوني يده الخبيثة والدموية في جريمة ضد إيران هذا الصباح، وكشف عن طبيعته الخسيسة. بهذا الهجوم، كتب الكيان الصهيوني لنفسه مصيرا مريرا، وسيلقاه بالتأكيد”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال إيفي دفرين إن منشأة نطنز النووية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران تضررت بشدة جراء الغارات الإسرائيلية اليوم الجمعة.
وأضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق خطة هجوم تدريجية، وأن العملية قد تطول مما ينذر بوقوع المزيد من الهجمات.
من جهتها أعلنت إيران عن مقتل عدد من كبار القادة وستة علماء نوويين في القصف الإسرائيلي حيث استهدفت منشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وقال مصدران إقليميان لرويترز إن 20 على الأقل من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري وقائد القوات الجوفضائية، قتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران اليوم الجمعة.
أبدى الإيرانيون ردود فعل متباينة ما بين الغضب والخوف إزاء الضربات الإسرائيلية يوم الجمعة، إذ حث البعض على الانتقام وعبر آخرون عن قلقهم من أن يؤدي الصراع إلى مزيد من المصاعب لأمة أنهكتها الأزمات.
وبعد دوي القصف الإسرائيلي في طهران ومدن أخرى ليل الخميس، قال البعض إنهم يخططون للمغادرة إلى تركيا المجاورة، استعدادا للتصعيد بعد أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها ستستمر “لأيام عديدة”.
وقالت مرضية (39 عاما)، وهي من سكان مدينة نطنز التي تعرضت للقصف ويوجد بها أحد أهم المواقع النووية الإيرانية “استيقظت على انفجار يصم الآذان. هرع الناس في الشارع الذي أسكن فيه من منازلهم في حالة من الرعب، كنا جميعا مذعورين”.
وأضافت مرضية، وهي واحدة من 20 شخصا اتصلت بهم رويترز في إيران لإعداد هذه القصة “أنا قلقة للغاية على سلامة أطفالي إذا تصاعد هذا الوضع”.
وذكرت إسرائيل أنها هاجمت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في العملية التي قالت إنها تهدف إلى منع طهران من صنغ قنبلة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.
وفي موجة أولية من الذعر، هرع بعض الإيرانيين إلى البنوك لسحب النقود صباح يوم الجمعة.
وقال مسعود موسوي (51 عاما)، وهو موظف مصرفي متقاعد، إنه انتظر فتح مكاتب الصرافة “حتى أتمكن من شراء الليرة التركية وأنقل عائلتي إلى هناك برا بعد إغلاق المجال الجوي”.
وأوضح في مدينة شيراز “أنا ضد أي حرب. أي هجوم يقتل الأبرياء. سأبقى في تركيا مع عائلتي حتى ينتهي هذا الوضع”.
واعتاد الإيرانيون على الاضطرابات منذ الثورة الإسلامية عام 1979، التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة وأوصلت المؤسسة الدينية إلى السلطة، بدءا من حرب الثمانينيات مع العراق إلى القمع الشديد للاحتجاجات المناهضة للحكومة وسنوات من العقوبات الغربية القاسية.
وعبر بعض المعارضين لرجال الدين الحاكمين في إيران عن أملهم في أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى سقوطهم، وقال أحد سكان طهران إنه يؤيد أن ترد إيران، على الرغم من أنه ليس من مؤيدي نظام الجمهورية الإسلامية.
وأضاف معبرا عن غضبه من الهجمات الإسرئيلية “لا يمكننا تحمل عدم الرد. إما أن نستسلم ويأخذون صواريخنا أو نطلقها. لا يوجد خيار آخر، وإذا لم نفعل، فسينتهي بنا الأمر بالاستسلام على أي حال”.
وحدثت بريطانيا اليوم الجمعة إرشاداتها المتعلقة بالسفر إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن الوضع قد يتدهور سريعا في أعقاب الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية في إيران.
وأفاد تحديث على الموقع الإلكتروني للحكومة “الوضع قد يتدهور سريعا وقد يشكل مخاطر كبيرة بما في ذلك إطلاق صواريخ”.
و قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة في مقابلة مع قناة إيه.بي.سي نيوز إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان “ممتازا”، وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل.
ونقل مراسل القناة على منصة إكس عن ترامب قوله “أعتقد أنه كان ممتازا، منحناهم فرصة ولم يغتنموها، تعرضوا لضربة قوية، قوية جدا… وهناك المزيد (من الهجمات) في المستقبل، أكثر بكثير”.
وأضاف ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال “قبل شهرين، منحت إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق. كان ينبغي عليهم فعل ذلك! واليوم هو اليوم الحادي والستون. أخبرتهم بما يجب عليهم فعله، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. الآن، ربما لديهم فرصة ثانية!”.
حل العالم جاءت ردود الافعال متباينه كالتالي:
* آية الله علي خامنئي الزعيم الأعلى الإيراني:
“أطلق الكيان الصهيوني يده الخبيثة والدموية في جريمة ضد إيران هذا الصباح، وكشف عن طبيعته الخسيسة. بهذا الهجوم، كتب الكيان الصهيوني لنفسه مصيرا مريرا، وسيلقاه بالتأكيد”.
* وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
“اتخذت إسرائيل الليلة إجراء أحادي الجانب ضد إيران. نحن لا نشارك في ضربات ضد إيران وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة.
“دعوني أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران مصالح الولايات المتحدة أو الأفراد الأمريكيين”.
* المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش
“يندد الأمين العام بأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط. يشعر بالقلق بشكل خاص من هجمات إسرائيلية على منشآت نووية في إيران في وقت تعقد فيه محادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي.
“يطلب الأمين العام من كلا الجانبين التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانزلاق إلى صراع أوسع، وهو وضع لا يمكن للمنطقة تحمله”.
* سلطنة عمان التي تتوسط في محادثات الملف النووي بين إيران والولايات المتحدة
“تعتبر سلطنة عمان هذا العمل تصعيدا خطيرا ومتهورا يشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويمثل سلوكا عدوانيا مرفوضا ومستمرا يقوض أسس الاستقرار في المنطقة”.
وإذ تحمل سلطنة عمان “إسرائيل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير، الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة”.
* السعودية
“تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
“وإذ تدين المملكة هذه الاعتداءات الشنيعة، لتؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري”.
* مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي:
“هذا العمل جاء بشكل أحادي الجانب من إسرائيل. لذلك أعتقد أن من الضروري للكثير من الحلفاء بما في ذلك الولايات المتحدة العمل فورا على خفض التصعيد”.
* رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية:
“أدعو جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. وأؤكد أن أي عمل عسكري يعرض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر ينذر بعواقب وخيمة على شعب إيران والمنطقة وما هو أبعد من ذلك”.
“أبلغت السلطات المعنية باستعدادي للسفر في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع وضمان السلامة والأمن ومنع الانتشار النووي في إيران”.
* المستشار الألماني فريدريش ميرتس
“ندعو الجانبين إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها”.
* جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي:
“ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي”.
“عبرنا مرارا عن قلقنا البالغ إزاء البرنامج النووي الإيراني، لا سيما في أحدث قرار اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونؤكد مجددا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم”.
* لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية:
“تعارض الصين انتهاك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وتعارض تفاقم التناقضات وتوسيع الصراعات وزيادة توتر الوضع الإقليمي بشكل مفاجئ”.
“تدعو الصين جميع الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب المزيد من التصعيد للوضع المتوتر. الصين مستعدة للقيام بدور بناء في تهدئة الوضع”.
* تركيا
قالت إن استفزاز إسرائيل يظهر أنها “لا تريد حل القضايا بالطرق الدبلوماسية”، وحثتها على وقف “الأعمال العدائية التي قد تؤدي إلى صراعات أكبر”.
* كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني:
“التصعيد لا يخدم أحدا في المنطقة. يجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط هو الأولوية، ونتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد. والآن هو وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية”.
* وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج
“تشعر أستراليا بالقلق من التصعيد بين إسرائيل وإيران. فهذا يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا. ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأفعال والتصريحات التي من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات.
“إننا ندرك جميعا أن برنامج إيران النووي والصاروخي الباليستي يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ونحث الأطراف على إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية”.
* تاكيشي إيوايا وزير الخارجية الياباني:
“في خضم الجهود الدبلوماسية الجارية، بما يشمل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية، استخدام القوة العسكرية أمر مؤسف للغاية”.
“تدين الحكومة بشدة هذا الإجراء الذي يصعد الوضع”.
* يان ليبافسكي وزير الخارجية التشيكي:
“أخفقت إيران منذ فترة طويلة في الوفاء بالتزاماتها للمجتمع الدولي وتطور برنامجها النووي. في ذات الوقت لديها خطاب يهدف لتدمير دولة إسرائيل. شهدنا أنها نفذت مرتين هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة في العام ونصف العام المنصرمين على إسرائيل هي وحماس وحزب الله وتسعى لتدمير دولة إسرائيل.
“لذلك أتفهم بشكل كبير… العمل العسكري للردع عن إنتاج قنبلة نووية في المنطقة”.
* وزارة الخارجية الإندونيسية
“تندد إندونيسيا بأشد العبارات بهجوم إسرائيل على إيران.
وتوعدت إيران برد قاس. وقالت إسرائيل إنها تعمل على التصدي لنحو مئة طائرة مسيرة أطلقتها طهران صوب إسرائيل ردا على الهجمات.
وفي الساعة 0800 بتوقيت جرينتش، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أمرا للسكان بالبقاء قرب مناطق محمية لم يعد ساريا بما يشير إلى تحييد كل أو أغلب تلك الطائرات المسيرة.
وشهدت أسعار النفط قفزة بدفعة من مخاوف بشن هجمات انتقامية في المنطقة الغنية بالنفط لكنها بدأت في التراجع قليلا بعد ذلك.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن قوات كوماندوز من الموساد عملت في العمق الإيراني قبل الهجوم كما قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي والجيش سلسلة من العمليات السرية على ترسانة إيران الصاروخية.
وأضاف المصدر أن إسرائيل أقامت أيضا قاعدة هجوم بطائرات مسيرة قرب طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة واسعة النطاق على الدفاعات الجوية الإيرانية ودمر “عشرات أجهزة الرادار وقواعد إطلاق صواريخ سطح-جو”.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة إن مستويات الإشعاع في موقع نطنز النووي لم تشهد أي زيادة، وذلك بناء على معلومات تلقتها من السلطات الإيرانية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل قائده حسين سلامي، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقر الحرس الثوري في طهران تعرض للقصف. وأضافت وسائل الإعلام أن عدة أطفال قتلوا في غارة على منطقة سكنية في العاصمة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة فيديو مسجلة “نمر بلحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.
وأضاف “قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية ‘الأسد الصاعد‘، وهي عملية عسكرية محددة الأهداف لدحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل. وستستمر هذه العملية لأيام للقضاء على هذا التهديد”.
وحذر نتنياهو الإسرائيليين من أنهم قد يضطرون للبقاء في المخابئ لفترات طويلة.
وأضعفت إسرائيل جماعات متحالفة مع إيران في الشرق الأوسط بشدة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023، باغتيال كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال ديفرين إن 200 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الضربات، وقصفت أكثر من 100 هدف في إيران.
وأضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت أن إسرائيل يمكنها أن تؤكد مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وقائد الحرس الثوري وقائد قيادة الطوارئ في الهجمات على أنحاء إيران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن ستة من علماء المجال النووي قتلوا في الهجمات.
وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في بيان “أطلق الكيان الصهيوني يده الخبيثة والدموية في جريمة ضد إيران هذا الصباح، وكشف عن طبيعته الخسيسة. بهذا الهجوم، كتب الكيان الصهيوني لنفسه مصيرا مريرا، وسيلقاه بالتأكيد”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال إيفي دفرين إن منشأة نطنز النووية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران تضررت بشدة جراء الغارات الإسرائيلية اليوم الجمعة.
وأضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق خطة هجوم تدريجية، وأن العملية قد تطول مما ينذر بوقوع المزيد من الهجمات.
من جهتها أعلنت إيران عن مقتل عدد من كبار القادة وستة علماء نوويين في القصف الإسرائيلي حيث استهدفت منشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وقال مصدران إقليميان لرويترز إن 20 على الأقل من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري وقائد القوات الجوفضائية، قتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران اليوم الجمعة.
أبدى الإيرانيون ردود فعل متباينة ما بين الغضب والخوف إزاء الضربات الإسرائيلية يوم الجمعة، إذ حث البعض على الانتقام وعبر آخرون عن قلقهم من أن يؤدي الصراع إلى مزيد من المصاعب لأمة أنهكتها الأزمات.
وبعد دوي القصف الإسرائيلي في طهران ومدن أخرى ليل الخميس، قال البعض إنهم يخططون للمغادرة إلى تركيا المجاورة، استعدادا للتصعيد بعد أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها ستستمر “لأيام عديدة”.
وقالت مرضية (39 عاما)، وهي من سكان مدينة نطنز التي تعرضت للقصف ويوجد بها أحد أهم المواقع النووية الإيرانية “استيقظت على انفجار يصم الآذان. هرع الناس في الشارع الذي أسكن فيه من منازلهم في حالة من الرعب، كنا جميعا مذعورين”.
وأضافت مرضية، وهي واحدة من 20 شخصا اتصلت بهم رويترز في إيران لإعداد هذه القصة “أنا قلقة للغاية على سلامة أطفالي إذا تصاعد هذا الوضع”.
وذكرت إسرائيل أنها هاجمت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في العملية التي قالت إنها تهدف إلى منع طهران من صنغ قنبلة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.
وفي موجة أولية من الذعر، هرع بعض الإيرانيين إلى البنوك لسحب النقود صباح يوم الجمعة.
وقال مسعود موسوي (51 عاما)، وهو موظف مصرفي متقاعد، إنه انتظر فتح مكاتب الصرافة “حتى أتمكن من شراء الليرة التركية وأنقل عائلتي إلى هناك برا بعد إغلاق المجال الجوي”.
وأوضح في مدينة شيراز “أنا ضد أي حرب. أي هجوم يقتل الأبرياء. سأبقى في تركيا مع عائلتي حتى ينتهي هذا الوضع”.
واعتاد الإيرانيون على الاضطرابات منذ الثورة الإسلامية عام 1979، التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة وأوصلت المؤسسة الدينية إلى السلطة، بدءا من حرب الثمانينيات مع العراق إلى القمع الشديد للاحتجاجات المناهضة للحكومة وسنوات من العقوبات الغربية القاسية.
وعبر بعض المعارضين لرجال الدين الحاكمين في إيران عن أملهم في أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى سقوطهم، وقال أحد سكان طهران إنه يؤيد أن ترد إيران، على الرغم من أنه ليس من مؤيدي نظام الجمهورية الإسلامية.
وأضاف معبرا عن غضبه من الهجمات الإسرئيلية “لا يمكننا تحمل عدم الرد. إما أن نستسلم ويأخذون صواريخنا أو نطلقها. لا يوجد خيار آخر، وإذا لم نفعل، فسينتهي بنا الأمر بالاستسلام على أي حال”.
وحدثت بريطانيا اليوم الجمعة إرشاداتها المتعلقة بالسفر إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن الوضع قد يتدهور سريعا في أعقاب الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية في إيران.
وأفاد تحديث على الموقع الإلكتروني للحكومة “الوضع قد يتدهور سريعا وقد يشكل مخاطر كبيرة بما في ذلك إطلاق صواريخ”.
و قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة في مقابلة مع قناة إيه.بي.سي نيوز إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان “ممتازا”، وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل.
ونقل مراسل القناة على منصة إكس عن ترامب قوله “أعتقد أنه كان ممتازا، منحناهم فرصة ولم يغتنموها، تعرضوا لضربة قوية، قوية جدا… وهناك المزيد (من الهجمات) في المستقبل، أكثر بكثير”.
وأضاف ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال “قبل شهرين، منحت إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق. كان ينبغي عليهم فعل ذلك! واليوم هو اليوم الحادي والستون. أخبرتهم بما يجب عليهم فعله، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. الآن، ربما لديهم فرصة ثانية!”.
حل العالم جاءت ردود الافعال متباينه كالتالي:
* آية الله علي خامنئي الزعيم الأعلى الإيراني:
“أطلق الكيان الصهيوني يده الخبيثة والدموية في جريمة ضد إيران هذا الصباح، وكشف عن طبيعته الخسيسة. بهذا الهجوم، كتب الكيان الصهيوني لنفسه مصيرا مريرا، وسيلقاه بالتأكيد”.
* وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
“اتخذت إسرائيل الليلة إجراء أحادي الجانب ضد إيران. نحن لا نشارك في ضربات ضد إيران وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة.
“دعوني أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران مصالح الولايات المتحدة أو الأفراد الأمريكيين”.
* المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش
“يندد الأمين العام بأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط. يشعر بالقلق بشكل خاص من هجمات إسرائيلية على منشآت نووية في إيران في وقت تعقد فيه محادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي.
“يطلب الأمين العام من كلا الجانبين التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانزلاق إلى صراع أوسع، وهو وضع لا يمكن للمنطقة تحمله”.
* سلطنة عمان التي تتوسط في محادثات الملف النووي بين إيران والولايات المتحدة
“تعتبر سلطنة عمان هذا العمل تصعيدا خطيرا ومتهورا يشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويمثل سلوكا عدوانيا مرفوضا ومستمرا يقوض أسس الاستقرار في المنطقة”.
وإذ تحمل سلطنة عمان “إسرائيل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير، الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة”.
* السعودية
“تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
“وإذ تدين المملكة هذه الاعتداءات الشنيعة، لتؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري”.
* مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي:
“هذا العمل جاء بشكل أحادي الجانب من إسرائيل. لذلك أعتقد أن من الضروري للكثير من الحلفاء بما في ذلك الولايات المتحدة العمل فورا على خفض التصعيد”.
* رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية:
“أدعو جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. وأؤكد أن أي عمل عسكري يعرض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر ينذر بعواقب وخيمة على شعب إيران والمنطقة وما هو أبعد من ذلك”.
“أبلغت السلطات المعنية باستعدادي للسفر في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع وضمان السلامة والأمن ومنع الانتشار النووي في إيران”.
* المستشار الألماني فريدريش ميرتس
“ندعو الجانبين إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها”.
* جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي:
“ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي”.
“عبرنا مرارا عن قلقنا البالغ إزاء البرنامج النووي الإيراني، لا سيما في أحدث قرار اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونؤكد مجددا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم”.
* لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية:
“تعارض الصين انتهاك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وتعارض تفاقم التناقضات وتوسيع الصراعات وزيادة توتر الوضع الإقليمي بشكل مفاجئ”.
“تدعو الصين جميع الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب المزيد من التصعيد للوضع المتوتر. الصين مستعدة للقيام بدور بناء في تهدئة الوضع”.
* تركيا
قالت إن استفزاز إسرائيل يظهر أنها “لا تريد حل القضايا بالطرق الدبلوماسية”، وحثتها على وقف “الأعمال العدائية التي قد تؤدي إلى صراعات أكبر”.
* كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني:
“التصعيد لا يخدم أحدا في المنطقة. يجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط هو الأولوية، ونتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد. والآن هو وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية”.
* وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج
“تشعر أستراليا بالقلق من التصعيد بين إسرائيل وإيران. فهذا يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا. ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأفعال والتصريحات التي من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات.
“إننا ندرك جميعا أن برنامج إيران النووي والصاروخي الباليستي يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ونحث الأطراف على إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية”.
* تاكيشي إيوايا وزير الخارجية الياباني:
“في خضم الجهود الدبلوماسية الجارية، بما يشمل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية، استخدام القوة العسكرية أمر مؤسف للغاية”.
“تدين الحكومة بشدة هذا الإجراء الذي يصعد الوضع”.
* يان ليبافسكي وزير الخارجية التشيكي:
“أخفقت إيران منذ فترة طويلة في الوفاء بالتزاماتها للمجتمع الدولي وتطور برنامجها النووي. في ذات الوقت لديها خطاب يهدف لتدمير دولة إسرائيل. شهدنا أنها نفذت مرتين هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة في العام ونصف العام المنصرمين على إسرائيل هي وحماس وحزب الله وتسعى لتدمير دولة إسرائيل.
“لذلك أتفهم بشكل كبير… العمل العسكري للردع عن إنتاج قنبلة نووية في المنطقة”.
* وزارة الخارجية الإندونيسية
“تندد إندونيسيا بأشد العبارات بهجوم إسرائيل على إيران.
“يهدد هذا الهجوم بتفاقم التوترات الإقليمية القائمة بالفعل وقد يشعل صراعا أوسع نطاقا. على كل الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوتر ويتسبب في المزيد من الاضطرابات”.
*عن رويترز