> «الأيام» غرفة الأخبار:

فجّر الصحفي والباحث السياسي خالد سلمان، عبر تحليل نشره في حسابه على منصة "إكس"، جملة من الاتهامات التي تكشف "الازدواجية الحوثية الصارخة" بين الخطاب العلني والممارسة الفعلية، مؤكدًا أن جماعة الحوثي، التي ترفض الحوار والشراكة السياسية ظاهريًا، تسعى سرًا إلى كسر عزلتها الدولية واستغلال المتغيرات الإقليمية.

سلمان أشار إلى أن الجماعة، التي تدّعي السيادة والهوية الوطنية الخالصة، تخوض تحركات خفية بغرض إعادة التموضع الإقليمي، مدفوعة بتراجع النفوذ الإيراني ومحاولة طهران إعادة رسم دور وكلائها في المنطقة بعد التقارب الإيراني- السعودي بوساطة عُمانية.

وقال إن الحوثيين، الذين يرفعون شعار الاستقلال الوطني، لا يعدون سوى "أداة تنفيذية في المشروع التوسعي الإيراني"، مشيرًا إلى أن خطابهم يعكس نسخة مكررة من الأجندة الإيرانية، بدءًا من الشعارات الدينية والسياسية وحتى أدوات التعبئة العسكرية.

وبحسب التحليل، فإن ما يبدو من انفتاح حوثي مفاجئ ليس سوى امتداد لخطة إيرانية تهدف إلى كسب الوقت عسكريًا وسياسيًا، وتأجيل المواجهة الكبرى حتى تُعاد هندسة أوراق النفوذ الإقليمي.

وأضاف أن الحوثيين يحاولون تقديم أنفسهم كجزء من "رزمة التفاوض الإيراني"، في ملف يشمل النووي والصواريخ وأذرع طهران في المنطقة.

وشدد سلمان على أن الجماعة المسلحة، التي انقلبت على الدولة اليمنية في 2014، لم تمثل يومًا مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، بل ظلت تدور في فلك التوجيهات الخارجية القادمة من طهران.

وأردف: "كلما خفّ توتر إيران، ظهرت لغة الحوثيين تصالحية، وكلما تصاعدت حدّتها عادت الجماعة إلى مربع الحرب والدمار."

كما وصف محاولات الجماعة لترويج نفسها كطرف مستقل يسعى لحل سياسي بـ"الفقاعة الإعلامية"، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية هدفها البقاء في المشهد بقوة الأمر الواقع، في ظل استغلال مناخ التهدئة الإقليمي.

ولفت إلى أن المزاج اليمني العام أصبح أكثر وعيًا بخفايا المشهد، ولم يعد منخدعًا بخطاب الجماعة الذي يتناقض مع تحركاتها الفعلية، مؤكدًا أن "الكل بات يعرف من يوجه من، ومن يخدم أجندة من".

وأنهى سلمان تحليله بتأكيده أن الهزائم العسكرية التي تتلقاها إيران ووكلاؤها في المنطقة بدأت تترجم إلى متغيرات سياسية جديدة، يتم خلالها إعادة صياغة الخارطة الإقليمية بشكل لا يتسع لأدوات التخريب والتمدد الأيديولوجي.

"الحوثي لا يبني دولة.. الحوثي يصنع الموت"، بهذه العبارة لخص خالد سلمان الموقف، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي بدأ يدرك أن زمن الوكلاء يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن أي تسوية إقليمية حقيقية لا بد أن تقوم على إنهاء أذرع الهيمنة والنفوذ المشبوه في المنطقة.