> «الأيام» غرفة الأخبار:

ربط تقرير نشره موقع "واي نت نيوز" العبري بين التصعيد العسكري لجماعة الحوثي ضد إسرائيل، وتوسعها في إنتاج وتجارة مادة الكبتاجون، وهي حبة مخدرة صنّفت كأداة تمويلية أساسية للجماعات المسلحة المرتبطة بطهران، وخاصة بعد تراجع دور النظام السوري في هذه التجارة.

بحسب التقرير، صعّدت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، من لهجتها العدائية تجاه إسرائيل، متبنية أساليب تكتيكية ودعائية مشابهة لحزب الله اللبناني، ونشر الحوثيون مؤخرًا تسجيلات تُظهر مقاتلين على دراجات نارية ينفذون عمليات اقتحام وهمية على مبانٍ تحمل رموزًا إسرائيلية، في مشهد يحاكي غزواً لشمال إسرائيل على غرار تدريبات حزب الله، وقد أرفقت المشاهد بعبارة "لستم وحدكم" في إشارة إلى دعمهم لحركة حماس في غزة.
  • الكبتاجون من سوريا إلى اليمن
إلا أن التحول الأهم، بحسب التقرير العبري، يكمن في انتقال مركز ثقل إنتاج الكبتاجون من سوريا إلى اليمن. فمع تراجع قدرة نظام بشار الأسد، المتهم بإدارة منظومة إنتاج ضخمة لهذا المخدر برعاية من حزب الله، يبدو أن الحوثيين قد بدأوا فعليًا بملء هذا الفراغ.

مدير أمن عدن، مطهر الشعيبي، كشف الأسبوع الماضي عن إنشاء الحوثيين منشأة لتصنيع الكبتاجون في شمال غرب اليمن، تحت إشراف مباشر من كبار قادة الجماعة. وأكد أن المخدرات تُهرَّب من المصنع إلى جنوب اليمن، ومن هناك إلى دول الجوار، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

الكبتاجون هو نوع من الأمفيتامينات المحظورة، معروف بتأثيراته المنشطة، وغالبًا ما يُستخدم كمخدر محفّز للمقاتلين في ساحات المعارك، إلى جانب كونه مصدرًا ماليًا ضخمًا للجماعات المسلحة. ويُنتج على شكل حبوب صغيرة رخيصة الكلفة، لكنها ذات أرباح خيالية في السوق السوداء، خصوصًا في منطقة الخليج، حيث يبلغ ثمن الحبة الواحدة أضعاف كلفتها الإنتاجية.

وقد كشفت تقارير أممية ودولية سابقة أن سوريا، بدعم من جهات نافذة في النظام، أصبحت منذ سنوات أكبر مركز لإنتاج الكبتاجون في العالم، ووسيلة لتمويل الحرب والفساد. ويبدو أن إيران، الحليف الاستراتيجي لكل من نظام الأسد وحزب الله والحوثيين، تعمل الآن على تنويع خارطة الإنتاج والتهريب، لتشمل اليمن كبديل أو مكمّل لسوريا، في إطار تكيفها مع المتغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة.

يحذر الشعيبي من أن شبكة الكبتاجون التي يديرها الحوثيون تمثل "تهديدًا خطيرًا لأمن اليمن واستقراره، وأمن المنطقة بأسرها"، مشيرًا إلى أن سلطات الأمن أحبطت عدة محاولات تهريب أخيرًا.

وتكمن خطورة هذه الشبكة في أنها تمثل مصدر تمويل حيوي لأنشطة الحوثيين، في وقت يعانون فيه من ضغوط عسكرية واقتصادية متزايدة، وتفتح تجارة المخدرات الباب أمام تحالفات غير تقليدية بين تجار المخدرات والجماعات المسلحة، في بيئة يسودها غياب الدولة والانفلات الأمني.
  • ختامًا
هذا التطور الخطير يكشف اتساع رقعة الأنشطة الإجرامية ذات البُعد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، حيث باتت الجماعات المسلحة لا تكتفي باستخدام السلاح كأداة حرب، بل توسعت إلى أدوات اقتصادية غير تقليدية، مثل تجارة المخدرات، لترسيخ نفوذها واستدامة صراعاتها. وبينما يعيد الحوثيون إنتاج سيناريو حزب الله في اليمن، تبرز الحاجة الإقليمية والدولية لردع هذا المسار الذي يهدد الصحة العامة، والأمن القومي لدول المنطقة، والاستقرار العالمي في تجارة الأدوية والمواد الكيميائية.