الاثنين, 10 فبراير 2025
847
في حرب 2015م أرادت القوات الحوثعفاشية احتلال عدن كما كان الحال عام 1994م، طبعا بعد 1994م قوى كثيرة استفادت من احتلال الجنوب أو كما قيل فرض الوحدة التي استمر حالها حتى عام 2011م وموجة (ارحل وثورة الربيع العبري) للإطاحة بالأنظمة العربية المترهلة بحكمها لفترات وعقود من السنين، لكن ما كانت عدن 2015م هي عدن 1994م.
تحررت عدن من القوات الشمالية الحوثعفاشية وسعى أنصار الله الحوثيون إلى الاستفادة من وضع حكم عفاش والتآمر عليه بعد شراكتهم معه والإطاحة به، وتوقف المشهد في صنعاء على وجود الحوثيين وفرض حكمهم على المناطق الشمالية، وبعد الإطاحة بالرئيس المخلوع تنفسوا الصعداء ولكن ظل في هاجسهم بأن الشرعية الجديدة برئاسة عبد ربه ستظل هي أيضا عقدة بالمنشار لطالما ظلت السعودية والإمارات في حلف قوي معه رغم تفرد الإمارات بدعم قوات جنوبية موالية لها بدءًا بقوات الانتقالي ووجوده في عدن أو قوات النخبة في شبوة وحضرموت فقط كمتغير جيوسياسي عسكري يعادل بوجودهم فرض أجنداتها ويبقي على حضورها في جنوب جزيرة العرب.
للأسف أيضا بقايا نظام عفاش وجدت لنفسها بابًا آخر للعودة من خلال لعب دور الشرعية في ظل وجود الرئيس السابق أيضا عبدربه وبدأت تعيد قصة حرب 1994م ولكن بطريقة السيفين ووسطهم نخلة آل سعود والعمل بأسلوب حرب الأزمات التي بدأت من انهيار العملة ووصلت إلى عدم صرف الرواتب ودخلت ذروتها إلى إيقاف الخدمات نهائيا من كهرباء ومياه واتصالات.. كل ذلك يأتي تخادما غير مباشر مع السعودية أولا التي لها أجندتها القوية في المنطقة والتي يمكن أن تقبل بوجود الحوثيين في اليمن ولا تقبل بوجود حكم انتقالي جنوبي منفصل له دولته التي يريد أن يستعيدها اليوم قبل بكرة. لماذا؟ لأنها تدرك أن ثروات كل اليمن هي ثروات جنوبية وأن الجنوبيين لو استعادوا دولتهم سينتهي دورها في اليمن نهائيا ولن يبقى لها رجل أو يد لا في الشمال ولا في الجنوب، أما قصص الوديعة السعودية وتكرار اللعبة هي فقط شعرة معاوية ترخيها وترسلها أو تشد عليها وتقطعها.
سيقول البعض: طيب أين دور الانتقالي الجنوبي الذي صدعنا بأنه في الأرض وأنه قدم الشهداء ويطالب باستعادة دولته الفيدرالية الجنوبية المستقلة؟ للأسف ونحن مع الانتقالي الجنوبي ومع فرض اتجاهات عمله المؤسسي وتكوين هيئاته ودورها المطلوب اليوم أهم وأقوى من الاجتماعات والمناسبات وطلب الإغاثات المساعدات الذي عليه أن يحمي كل مؤسسات الجنوب الخدماتية ويفرض سياسة الأمر الواقع من خلال توفير المستلزمات المطلوبة من وقود للكهرباء والماء ولو بالقوة العسكرية وحماية وسحب قاطرات ديزل كهرباء عدن وجلبها وبالقوة أن استدعي الأمر وأيضا أن لا يقف عاجزا أمام عدم صرف الرواتب وتأخيرها إما أن يعيد الإيرادات المحلية والخاصة بالموانئ والإيرادات المحلية ويوجه صرفها من أجل رواتب الموظفين والمعلمين الجنوبيين ويقطع دابر الفساد أو يقبل بأن يكون شريكا وتابعا لسياسة الحكومة اليمنية الشرعية ووجود الكفيل السعودي الذي يستطيع في ظرف ساعة أن يجعل سعر الريال السعودي 59 (ريال قعيطي) بدلا من 590 (ريال قعيطي)، وتلزم تجار وسماسرة العملة في عدن والجنوب بفرض ذلك بالصميل.
نقول اليوم إن موقف القيادات العسكرية والأمنية والعسكرية والاقتصادية الجنوبية اليوم والتي تتبع مجلسنا الانتقالي الجنوبي في وضع لا يحسدون عليه، وقد صنعوا ذلك بإرادتهم وجهلهم بأساليب السياسية التي فرضت عليهم وهم مستكينون غطت على أعينهم مصالحهم أولا وضيق أفق التفكير التي سحبوا إليها على مهل بدءا بالموافقة على الشراكة مع الشرعية التي ما كان لها أن تحكم في الجنوب لولا التحالف وسكوت وقبول الانتقالي بالأمر الواقع، ليسأل الرجل الشائب وهو في المقهاية العدنية يشرب الشاي ويقول: ماذا قدم لنا الانتقالي؟ وما هي إنجازاته حتى أصبحنا لا كهرباء ولا ماء في العاصمة عدن ولا رواتب ولا تعليم ومرضانا يموتون في المستشفيات؟ أخيرا نقول للقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية: لا تكونوا أدوات قمع التظاهرات أو وسائل يستطيع العليمي وابن مبارك استخدامكم قبل عيدروس أو المحرمي لأن الحرب لم تنتهِ بعد وأن فرض الوحدة بالأمس (1994) هي نفسها فرض الشراكة (2021)م والأجندة أكبر من ذلك وأعيدوا ترتب وضعكم بالعمل الفوري وإنقاذ ما تم تحقيقه والانتصار له.