الخميس, 13 فبراير 2025
826
أخفقتم.. كيف نلتمس لكم عذرًا، وقد مُنِحَت لكم الفُرصة؟
أنجزتم لنا الفقر، بِعتم حُبّنا لكم بكرسي وسيّارة.
كلّهم وزراء الغفلة.. إلّا من استقال.. كلِّم جدار!
انتظرَ الشعب، لكن لم تصلوا، بينما وَصَلَ الغلاء بعكّازه، ومازال واقفًا، وشمّر الدولار عن ساعده ومازال مشمِّرًا.
فشلتم فسخِرَت منكم عجائز البيوت.. رقدتم فطالت بكم الرقدة.
ما أروع الشتاء هذه الأيام يهبُ لنا برودًا.. تبدو عدن غيمة من ندى.. كل شيءٍ طيّب إلّا الغلاء والحكومة.
إنّ الناس يتحدّون، وعندهم من العزم ما إنْ إذا انتفضوا زفّوا الشرعية بلا مطربين، لكنهم يكظمون الغيظ، ويعفون..
أما أنتم.. "لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا"..
لو اعتزلتم لكُشِفَت الغُمّة.. فيكم مزيّة التشبُّث بالمنصب، مثل قُرادي النِعاج، لا ينفكُّ عنها حتى يمصُّ دمها.. كلِّم جدار!
قال لي رجلٌ مخضرم: عدن ستكبُّهم على مناخرهم..
قلتُ لهُ: سيذهب الليل الغاسق؟!
قال: نعم.. ثم أنشد:
فما هيَ إلّا ساعةٌ ثُمّ تنقضي
ويَحْمَدُ غِبَّ السَّيْرِ مَنْ هو سائرُ
صباح الخير يا حكومة
رأيناكم تشربون ليمونًا في الزعفران، وتطلُّون برأسكم من نافذة الجوازات، وتقفزون إلى محطة الغاز التي احترقت في خط التسعين..
ثم سمعنا عن 56 جثّة تعفنت في ثلاجة الموتى، وأن طفلة قضت تحت صندوق قمامة بينما كانت تبحث عن كِسْرة تسد رمقها، وباع معلم في بئر أحمد كليته ليطعم عياله الجياع..
وددنا يا حكومة لو معكم لحية أحمد الشرع.. لكن شتّان بين الشرع والشرعية..
هِمـمٌ كأن الشمسَ تَخْطُبُ وُدَّها
والبدرُ يرسِمُ في سناها أحْرُفــا
نخاطبكم ..لكن كلِّم جدار!
فضلًا أخبرونا من الذي أفشلكم، إنْ كنتم تريدون لبلدكم خيرًا؟
كنا نرى فيكم الطاقة الملتهبة فإذا بكم تتجمدون تحت الصفر..
ما فحوى الصراع بين الحكومة ومجلس القيادة؟
قرأنا أنكم عازمون على مكافحة الفساد.. أين وصلتم؟
نُشهد الله أننا نحبكم، ونلتزم بطاعة ولي أمرنا، ونعشق بلدنا، ونشفقُ عليكم من نَصَب المنصب، وصَبَرنا من أجل ندع الفُرَص تتوالى أمامكم لعلّ يصلحُ الحال.. لكن كلِّم جدار!
منْ أجلكم قد جَرِعنا في الهوى غُصصًا
نحسوا الفراق ولا نشكو مآسينا..
هذه الحكومة آلمت الجنوب فحسب.. لم تُصِب صنعاء داهية منذ 22 مايو ولا محافظات الشمال، وأصابت الشرعية عدن في مقتل منذ أرادوها عاصمة مؤقتة..
يقول لكم شعب الجنوب، بالغتم في التنكُّر له، وسيُريكم الصبر كيف يكون، ولعلها إشارة من حليم.. اسمعوه ينشد مع أبي المظفر الأبيوردي:
تنكّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني
أعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهـــونُ
فبات يُريني الدهرُ كيفَ اعتداؤُهُ
وبِتُّ أُريهِ الصبرَ كيف يكــونُ.