أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 09:46 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • حضرموت والجنوب في مرمى التشظي: قراءة تحليلية في أدوات التقسيم ومصير الدولة المنشودة

    وضاح الحريري




    ​في خضم التحولات المتسارعة التي تعصف بالجنوب، تبرز حضرموت كأحد الأعمدة الجوهرية في أي تسوية قادمة. فهي ليست مجرد جغرافيا مترامية، بل كيان يتمتع بعمق تاريخي، ومكانة اقتصادية واستراتيجية، تؤهله للعب دور محوري في مستقبل الجنوب.

    غير أن حضرموت اليوم تواجه محاولات ممنهجة لإخراجها من سياقها الطبيعي، ضمن مشاريع وهمية تُغذى من خارجها. هذه المشاريع تسعى لتفتيت النسيج الحضرمي والجنوب عمومًا، وجعل حضرموت كيانًا منفصلًا يخدم أجندات لا علاقة لها بمصالح أهلها، بل تهدف إلى زرع الانقسام وتعطيل أي مشروع جامع.

    إن تصوير حضرموت كإقليم مستقل عن الجنوب هو خدعة سياسية لا تخدم إلا مراكز النفوذ التي تخشى من توحد الجنوب. فحضرموت ليست هامشًا، بل شريكًا أصيلًا في بناء دولة جنوبية عادلة، تستوعب كل مكوناتها، وتنهي التهميش الذي عانت منه كل المناطق.

    ما يدور في حضرموت من صراع سياسي داخلي ليس عفويًا، بل تقف خلفه أطراف شمالية من بقايا الجبهة الوطنية، التي ساهمت سابقًا في تمزيق الجنوب، وتعود اليوم لتعيد ذات السيناريو، عبر دعم مكونات ضيقة تُكرس الانقسام، وتغذي صراع الهويات والمصالح داخل حضرموت.

    الحذر واجب من تلك القوى التي تسعى لإضعاف البنية الاجتماعية والاقتصادية للجنوب من الداخل، عبر بوابة حضرموت.

    المجتمع الدولي لا يتعامل مع كيانات مشظاة، بل مع كيانات موحدة ذات مشروع واضح. وبالتالي، فإن الانقسام داخل حضرموت لا يخدم أي قضية، بل يهدد فرص الجنوب في استعادة دولته.

    أبناء حضرموت مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوحيد موقفهم، وتجاوز الحسابات الضيقة، والانخراط في مشروع جنوبي جامع، لا كتوابع بل كشركاء فاعلين. فالفرصة ما زالت قائمة لبناء دولة جنوبية حديثة، تستوعب الكل وتؤسس لمستقبل يليق بحضرموت وبقية المحافظات.

    فلنُحسن قراءة اللحظة، ولنتجاوز أوهام المشاريع الصغيرة، فمستقبل حضرموت والجنوب مرهون بقدرتنا على مواجهة أدوات التشظي، وتمسكنا بخيار الدولة العادلة لا المشاريع الوهمية.

المزيد من مقالات (وضاح الحريري)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال