الأحد, 11 مايو 2025
146
دمروا الدولة أدخلوها جحيم العصبيات، رمى وجهها بمولوتوف الإبادة لتفق أشلاء ممزقة لا رابط بينها إلا الضياع في دنيا الهوان لأناس كانت لهم ذات يوم كينونتهم...كانت لهم مشاعرهم طموحاتهم... كانت لهم فرصة للبقاء على قيد الحياة يجدون فرصة للتفكير كيف يديرون يتدبرون شوؤن حياتهم وظلوا يحلمون بغد بفرج أفضل عله يأتي قريبا.
فإذا الأحلام تتوارى تختفي وإذا الآمال والطموحات تنتهي فجأة وجد الإنسان نفسه وحيدا بكون الكوارث والفساد والغلاء علامات سوداء تطحنه تقتص ما تبقى من حياته، فإذا الأحلام تنهار، وإذا الآمال صداع بالرأس وإذا الحياة جحيما لا يطاق.
وتمر الايام زواحف تمتص ما تبقى من رمق ومن رحيق يمدد أيام البقاء...حتى جاءت الطامة الكبرى حيث لا شيء تبقى غير الخواء عنوانا للحياة... وحيث الفساد بات عنوانا أن تعيش... حيث القبيلة والبندق والرصاص أسلحة تدير أسطوانة الحياة.
كفر الناس بما كان وبما تبقى هزالا جنونا لا يطاق ومما زاد الطين بلة مما جعل الحياة ضنكا وموتا بصورة هزال الراتب وانعدام الأمن وانعدام الماء والدواء وكانت الطامة الكبرى بهيئة تغول أيام الحر القاتل حيث وحش انعدام الكهرباء يرعب الناس ليلا ونهارا
وفجأة يأتي إبليس اللعين بحلته الألعن متقمصا ثوب المقاول واللص الجديد مالكا لمشروع لمحطة تبيع الكهرباء على أناس أعانهم الله على ما يكفي لقمة العيش وأتى المقاول الهمام يعرض خدماته لبيع الكهرباء بالدولار الأخضر الرنان بيس للمقاول وبيس للكهرباء
تنهب تبتز ما تبقى من رمق المدينة العليل.
ويا للهول بعد أن غيبوا الدولة خصخصوها وأتلفوا محطات الكهرباء وأتى منقذ شيطاني يبشر القوم قائلا... أبشروا أتتكم بشارة نوح وسفينته تبيع الكهرباء بالدولار أما ريالكم المنحوس فبولوا واشربوا ماءه إن شعرتم بالعطش أما تيارنا فلا يحركه إلا الدولار الرنان ولا يسمع ولا ينصت إلا لرنة الدولار فأهلا بمن لقمته أمه بالدولارات ولا عزاء لمن بجيبه وريقات من ريال مات وشبع موتا ولا عزاء لمن نكبهم الله براتب الريال من صغار القوم وجحافل عدن من متقاعدي زمن وزمان.