الاثنين, 12 مايو 2025
350
وصلت الأمور في عدن إلى مالا يتوقعه أحد لم يعرف ما يحدث عندنا ولم يسمع قط، كل ما في عدن صار خزيًا مخزيًّا على هؤلاء الوزراء الهاربين، والرئاسة الهاربة والحكومة التي لا تصلح أن تدير مخبزًا في حارة من حواري عدن.
مرضت عدن فلم يهب لنجدتها وزير أو رئيس أو رجل حكومة ناصح، جاعت عدن فهرب منها كل المسؤولين وغادروا إلى أقرب عاصمة حيث القوت والنعمة والكهرباء والترف، توقفت الكهرباء في عدن وزاد الظلام والحر، ولم يتنافروا صونًا للشرف، لأنهم ليسوا هنا، لأنهم في الخارج وعائلاتهم في بحبوحة العيش وأهل عدن وغير عدن تحت نير القهر والظلم والشقاء في متاهات لانهاية لها، كل شيء مؤلم ولا حلول غير الهروب والتدهور وهذا ما عاشته عدن وأهلها ولازالت وهذا ما هو مكتوب عليها لأنها من دون حكومة وأهل ضمائر، لا ترى غير العصابات التي تتجول فيها وتنشر الخوف والفوضى والسطو الذي يطال كل شيء ولا يسلم منه شيء.
عدن المجروحة والباكية التي جلدت من دون سبب وانتزعت منها إنسانيتها ورميت في خانة الإهمال، ولم نر أو نسمع من يزعل عليها طوال سنوات ما بعد تحريرها كما يدعون، وبدلًا من تكريمها وتعزيز مكانتها بالخدمات والكهرباء والازدهار، أهملت وغادرتها حكومة تلو الحكومة ولم يستقر بها مسؤول من الشرعية، بل فروا منها وفتحت لهم الرياض أبوابها وأقعدتهم هناك وأفسدتهم ومثلها فتحت أبوظبي صدرها الحنون لرجال الحكومة والانتقالي معًا، وجعلوا من عدن خرابة ينعق عليها غراب الخراب والقتل والنهب والإرهاب، كلهم ساهموا في ذبح عدن وتمزيق جسدها، ولا يدعي أحدهم حبه الكاذب لها ولا يخفى علينا ما تعرضت له من سوء المعاملة وما تكابدهم من قهر يوجع ويشتد وجعًا كل حين.
كل العواصم ضربت عدن وشاركت في هذا الضرب المبرح، ما كان المانع أن تتوفر كهرباء وهذا لا يساوي شيء في نظر السعوديين أو كما يقول المثل (قبصة في قرن ثور) وبالمثل أيش يساوي أن توفر الإمارات خدمة الكهرباء أو الصحة أو الخدمات المعقولة في عدن أو حضرموت أو لحج، هذا ممكن لكن هناك خبث تدار من خلاله هذا الأزمة، وهناك كيد عميق ضد عدن وأهلها وإلا ما سبب كل هذا الجحود من السعوديين وغيرهم في بعض دول الجوار أيضًا، لم يعد الأمر يحتمل أن يعطى أبعد مما نقول ويقال، هناك سوء نوايا ضد عدن، وإذا كان غير ذلك فاظهروا لنا حسن النوايا إذا صدقتم، وصدقت نواياكم.