> عدن «الأيام» فهد قائد غالب:

البئر التي سقطا فيها
وقد قام الشابان في الليلة الماضية بالتهيئة لنزولهما الى داخل البئر لإتمام عملية تعميقها بصب كمية من البترول فيها اعتقادا منهما أن ذلك سيقضي على الثعابين والزواحف التي قد توجد فيها.
وأفاد الرواة بأن الشابين بدآ عملهما في السابعة من صباح أمس، حيث نزل الشاب أحمد الى قاع البئر للقيام بالحفر وبقي وائل في الأعلى لتلقي الأتربة المستخرجة منها، ولم يكد الأول يبقى لحظات في قاع البئر حتى فقد القدرة على التنفس بفعل الغازات المنبعثة منها وانعدام الأوكسجين، وقد نزل الثاني لإنقاذه لكنه وقع في نفس المحنة. ولم يتم اكتشاف أمرهما الا بعد وقت حينما مر رجل مسن قام بعد ذلك بإشاعة الواقعة بين المواطنين الذي هرعوا الى موقع البئر لكن جميع من حضروا بمن فيهم افراد الدفاع المدني وشرطة الشيخ عثمان والممدارة لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب من الضحيتين، حيث بدا الأمر لهم وكأنه مخاطرة بالحياة غير مأمونة.
وبقي العجز مخيما على الموقف الى أن جاء رجل من أهالي منطقة الممدارة، قام بربط نفسه بحبل ووضع خرقة مبلولة بالماء على أنفه ثم هبط الى قاع البئر وتمكن من اخراج الشاب وائل - الذي كان قد هبط الى البئر لإنقاذ زميله- ولكنه كان قد فارق الحياة.
ثم تطوع رجل آخر من الحاضرين وهبط الى البئر مستفيدا من تجربة الرجل الذي سبقه وتمكن هو الآخر من اخراج الشاب احمد، الذي كان ايضا قد فارق الحياة، أي في التاسعة والربع صباحا بعد مرور ساعتين على الواقعة.
وقد تم نقل الشابين الى مثواهما الأخير بعد ظهر وعصر يوم أمس.