> عدن «الأيام» علاء بدر:
قال لصحيفة "الأيام" مدير مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في مديرية التواهي خالد عبدالباقي فارع: "أصبحنا نرى كبار السن والمرضى والأطفال يختنقون من الحر ويذبلون من الجوع، والآباء عاجزون عن شراء احتياجاتهم الأساسية في بلد تفتقر لأبسط مقومات الحياة وفيه أكثر من اللازم من المسؤولين والمناصب".

وأضاف المسؤول الصحي أن الرواتب لا تكفي لأسبوع أو أقل والكهرباء منعدمة، والماء مقطوع، والخدمات الصحية غير كافية، وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والدواء.
وأوضح خالد عبدالباقي أن العاصمة عدن تعاني هذه الأيام من موجة حر شديدة وصلت في بعض المناطق إلى 46 درجة مئوية، مضيفًا أن هذا الطقس الحار يتزامن مع انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي يصل إلى أكثر من 14 ساعة يوميًا، وهذه الظروف الصعبة أرهقت سكان المدينة، خصوصًا المرضى وكبار السن، وتسببت في سوء الأوضاع الصحية والبيئية.

وتحدث خالد عبدالباقي قائلًا "إن كبار السن يواجهون خطر الحرارة المرتفعة مع غياب التكييف أو المراوح وهو ما أدى إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة لكثير من المرضى، خاصة المصابين بأمراض الضغط، والسكري، والكلسترول، والقلب"، مشيرًا إلى أن هؤلاء يعيشون في صعوبة كبيرة مع التكيّف مع الأجواء الحارة، ما يؤدي في بعض الحالات إلى تدهور مفاجئ قد ينتهي بالوفاة.
وتابع مدير صحة التواهي حديثه: "في عدد من المراكز الصحية تم تسجيل زيادة ملحوظة في حالات الأمراض الجلدية مثل الطفح الجلدي، والتهابات البشرة، وكذلك الإسهالات، والالتهابات التنفسية لدى الأطفال وكبار السن، نتيجة التعرُّق المفرط، وقلة النظافة الناتجة عن نقص المياه، وسوء التهوية، لافتًا إلى أن عدد من المرافق الصحية تعاني من ضعف التبريد وصعوبة تشغيل الأجهزة الحساسة بسبب انقطاع التيار، ما يضع الطاقم الطبي أمام تحديات كبيرة في تقديم الخدمة للمواطنين بالشكل المطلوب، خاصة مع زيادة أعداد المراجعين خلال هذه الفترة".

وأكد خالد فارع أنه في ظل استمرار انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، بات من الضروري إيجاد حلول عاجلة ومستدامة لتخفيف المعاناة والمتمثلة في دعم المراكز الصحية بالطاقة البديلة (منظومة الطاقة الشمسية الجديدة مع التكييف) وكذا توعية المواطنين بالإجراءات الوقائية أثناء موجات الحر، بالإضافة إلى توفير أدوات تبريد بسيطة ومساعدات طبية للمنازل التي تضم مرضى مزمنين.
وبيَّن المسؤول الصحي أن أزمة الكهرباء تؤثر بشكل مباشر على سير العمل في المستشفيات والمراكز الصحية، حيث تعاني كثير من المنشآت من انقطاع الأجهزة الطبية الحساسة، وصعوبة الحفاظ على برودة الأدوية والمحاليل المخزنة، مضيفًا أن انقطاع الكهرباء يعطل الحياة، حيث لم تقف الأضرار عند الجانب الصحي فحسب، بل أدى إلى تعطيل مصالح المواطنين وشل الحياة اليومية في كثير من المناطق، بما في ذلك توقف ورش الأعمال والمحال التجارية، وتأخير إنجاز المعاملات الرسمية، ما يزيد من حالة الاحتقان والمعاناة.

وأردف خالد فارع أن استمرار هذا الوضع سيقود إلى كارثة إنسانية شاملة، آثارها كبيرة على أبناء عدن فلم تعد أزمة خدمات فقط، بل أصبحت أزمة إنسانية وصحية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وتتطلب تضامن الجميع للتخفيف من آثارها.