> طوكيو «الأيام» عن رويترز :

طلب رئيس الوزراء الصيني من اليابان "مواجهة التاريخ بشجاعة" ووصف وزير التجارة الياباني الصين بأنها "مخيفة" امس الثلاثاء فيما تصاعد خلاف بشأن ماضي اليابان إبان الحرب العالمية الثانية بسرعة شديدة بعد أن أدى الى اندلاع مظاهرات هذا الأسبوع.

وشارك آلاف الصينيين في احتجاجات عنيفة هذا الأسبوع على ما يراه كثيرون في اسيا بوصفه امتناعا من اليابان عن الاعتراف بالأعمال الوحشية التي ارتكبتها قبل واثناء الحرب العالمية الثانية ومسعى طوكيو للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي.

وقال وين جيا باو رئيس الوزراء الصيني للصحفيين في نيودلهي إن على اليابان "أن تواجه التاريخ بشجاعة وثبات". وأضاف أن الاحتجاجات يجب أن تعطي طوكيو مبررا لاعادة النظر في مسعاها للحصول على مقعد دائم بالمجلس.

وتابع قائلا "لا بد أن تؤدي ردود الفعل القوية من الشعب الاسيوي بالحكومة الصينية الى تفكير عميق."

وأضاف أن "الدولة التي تحترم التاريخ وتتحمل المسؤولية عن التاريخ الماضي وتكسب ثقة الناس في اسيا والعالم أجمع هي وحدها التي تستطيع تحمل مسؤولية أكبر في المجتمع الدولي."

وتفوقت الصين على الولايات المتحدة عام 2004 لتصبح اكبر شريك تجاري لليابان بتجارة حجمها نحو 179 مليار دولار كما بلغ حجم استثمارات الشركات اليابانية في الصين نحو 9.2 مليار دولار هذا العام.

وعبر سويشي ناكاجاوا وزير التجارة الياباني عن قلقه إزاء تأثير المشاعر المعادية لليابان في الصين على الشركات اليابانية وقال "أجل...
إنني قلق... إنها )الصين( دولة تحاول أن تتحول الى اقتصاد السوق ونحن بحاجة الى أن تقوم برد فعل ملائم... إنها دولة مخيفة."

وأحرق المحتجون الذين خرجوا في مظاهرات هذا الأسبوع العلم الياباني ودمروا سيارات يابانية الصنع واستهدفوا متاجر يابانية وحطموا نوافذ
السفارة اليابانية في العاصمة الصينية بكين فيما لم تحرك الشرطة ساكنا.

وامتدت الاحتجاجات الى هونج كونج حيث كتب معلمون وطلاب رسائل الى رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي يطالبونه فيها بعدم
التمويه على الأعمال الوحشية التي مارستها اليابان خلال الحرب.

وطلبت طوكيو اعتذارا وتعويضا من الصين وحثتها على حماية المؤسسات والمغتربين اليابانيين غير أنها قالت إن الطريقة المثلى لحل التوترات هي الحوار.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مجددا أن حكومة بلاده لا توافق على "رد الفعل المبالغ فيه من قبل بعض الأفراد" إلا أنه أضاف أن
الاحتجاجات تظهر أن المواطنين الصينيين "غير راضين عن الموقف الخاطيء الذي تتخذه اليابان إزاء التاريخ."

وقال نوبوتاكا ماتشيمورا وزير الخارجية الياباني للصحفيين إن المظاهرات مؤسفة وإنه يريد من الصين ردا سريعا على مطلب اليابان. لكنه
أضاف قوله "أعتقد أن من المهم حدوث تبادل نزيه للاراء خاصة عندما توجد خلافات وعندما تكون المشكلات كبيرة." ومن المتوقع أن يقوم الوزير الياباني بزيارة للصين في 17 ابريل نيسان الحالي.

وثارت مخاوف بشأن ردود فعل محتملة في اليابان.

وذكرت وكالة كيودو للأنباء أن السفارة الصينية في طوكيو حثت الحكومة اليابانية على اتخاذ الإجراءات الكافية لضمان أمن الأشخاص والمؤسسات الصينية في اليابان.

وتقدمت السفارة بهذا الطلب بعد تعرض مبنى في يوكوهاما يضم فرعا لبنك الصين لإطلاق رصاص يوم الاحد. وأكدت الشرطة أن زجاج المبنى أصيب بشروخ.

وتوترت العلاقات بين الصين واليابان بعد تولي كويزومي رئاسة الوزراء عام 2001 حين زار ضريحا تقول الصين إنه يكرم مجرمي الحرب الى جانب قتلى الحرب اليابانيين.

وأثار إقرار اليابان في الأسبوع الماضي كتابا للتاريخ لتدريسه في المدارس يقول منتقدون داخل البلاد وخارجها إنه يموه على الأعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان خلال الحرب المشاعر في الصين وكوريا الجنوبية حيث يسود الاستياء العميق من الاستعمار الياباني الذي استمر منذ عام 1910 حتى عام 1945 والذي شهد أعمالا وحشية.

وأظهر استطلاع للرأي شارك فيه الف صيني في المدن الكبرى وأجراه بالهاتف مركز الدراسات المسحية الاجتماعية الصيني المستقل أن جميع من شاركوا في الاستطلاع تقريبا اعتبروا تدريس الكتاب إهانة فيما قال معظمهم إنه "استفزاز صريح".

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا أن "نحو 93 في المئة من المشاركين قالوا إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة اليابانية شوهت التاريخ بشدة فيما قال 96 في المئة منهم إن هذا التصرف أضر بشدة بمشاعر الشعب الصيني ومثل إهانة له."

وقال نحو 81 في المئة إن هذا التصرف "استفزاز صريح" و"جريمة ترتكب بحق السلام والتناغم العالميين."

في الوقت نفسه ذكرت وسائل إعلام حكومية بالصين أنه عثر في شمال البلاد على مزيد من القنابل التي خلفها الغزو الذي قامت به اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

ويقوم الجانبان بمشروع مشترك لإزالة الأسلحة الكيمائية التي تركتها القوات اليابانية غير أن الحوادث والوفيات التي تنجم عن هذه الأسلحة تثير غضب الصين بشكل مستمر.