> الولايات المتحدة «الأيام» وكالات:

مواطن أميركي يبكي على أطلال منزله بعد أن دمره الإعصار
وتساءلت صحيفة "واشنطن بوست" "كيف يمكن للحكومة ان تكون بمثل هذا الاستعداد الضعيف في مواجهة ازمة بهذا الحجم الكبير". وقالت ان "الخبراء حذروا منذ فترة طويلة من التوبوغرافيا الفريدة لمدينة نيو اورلينز وضعف ابنيتها".
واضافت ان "الاستجابة الفاترة" للسلطات "اججت السخط والغضب لدى عشرات الآلاف من الاشخاص الذين كانوا ينتظرون مساعدة ومعظمهم من الفقراء والسود المسنين والمرضى".
واكدت صحيفة اخرى هي "يو اس اي تو داي" ان السود والفقراء كانوا اكثر المتضررين في الازمة التي ضربت جنوب الولايات المتحدة وخصوصا ولاية لويزيانا بعد مرور الاعصار الذي اوقع آلاف القتلى الاثنين.
وقالت "الناس الذين كانوا لا يريدون او لا يستطيعون مغادرة نيو اورلينز هم في اكثريتهم الساحقة من الفقراء والسود" وحملت السلطات مسؤولية ما وقع من فوضى واضطرابات "كان بالامكان تداركها".
اما صحيفة "وول ستريت جورنال" القريبة من الادارة الجمهورية فرأت ان السلطات مسؤولة بشكل ما عن الفوضى "فالاميركيون ينتظرون احيانا الكثير- كأن توفر لهم اسعارا مخفضة للبنزين- لكن من حقهم ان يحظوا بالامن وخصوصا في الازمات".

جثة طافية فوق الماء في نيواورلينز حيث مازالت آلاف الجثث تنتظر انتشالها
الا ان الامر كان لا يزال يوم امس عند مستوى المقترحات ذلك ان واشنطن لم تتقدم حتى الآن بأي طلب ملموس على الرغم من ان شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية كان اشار الى "ان اي عرض للمساعدة لن يرفض".
واعرب حلف شمال الاطلسي على لسان امينه العام ياب دو هوب شيفر عن "استعداده لاي نداء لمساعدة" الولايات المتحدة، لكنه لم يعط اي توضيح اضافي.
واكد الاتحاد الاوروبي مجددا رغبته في المساعدة حتى ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا ذهب الى حد الحديث عن فكرة تزويد الولايات المتحدة بالنفط. وقال "سنعطيهم كل ما يطلبونه، من احتياطات النفط (...) الى اي شيء آخر يحتاجون اليه".
لكن مساهمة الاتحاد الاوروبي ستتركز خصوصا على المساعدة الانسانية واللوجستية. الا ان وزير الخارجية البريطاني بدا في وقت سابق وكأنه يستبعد فكرة لجوء الاتحاد الاوروبي الى استخدام احتياطه النفطي الاستراتيجي.
وقال "لنكن صريحين، ليس هذا ما يدور في خلد الناس (لكن) الاكثر هو مساعدة انسانية ومساعدة لمواجهة الفيضانات"، مشيرا مع ذلك الى انه يعود "للحكومة الاميركية ان تطلب مساعدة الاتحاد الاوروبي".
واقترحت هولندا ارسال خبرائها في مجال السدود وقالت السويد انها على استعداد لارسال فرق طبية وتقديم دعم تقني في مجال الاتصالات اضافة الى معالجة المياه والمساكن المؤقتة، في حين عرضت فرنسا مخزوناتها الضخمة من المساعدات الانسانية المتوفرة في المارتينيك في الانتيل اضافة الى طائرات وبواخر، وقالت النمسا انها مستعدة لارسال فريق من الصليب الاحمر متخصص في تقديم المساعدة النفسية للضحايا.
اما بريطانيا الحليف الاول للولايات المتحدة في اوروبا، فقد اشار رئيس وزرائها توني بلير الى ان بلاده على استعداد "للمساعدة بكل الوسائل".
وفي آسيا، قررت تايوان منح مليوني دولار لمساعدة المنكوبين دون تحديد شكل المساعدة، وقدمت اليابان 500 الف دولار منها 300 الف في مجال معدات للمساعدة. حتى ان سريلانكا التي اجتاحتها امواج المد العاتية (تسونامي) في 26 ديسمبر الماضي واودت بحياة 31 الف شخص، قررت الاسهام بمبلغ 25 الف دولار لمساعدة الولايات المتحدة.
وعرضت استراليا ارسال فرق اغاثة وتقديم مساعدة مالية بقيمة 5،7 ملايين دولار اميركي. و ذكرت الوكالة الدولية للطاقة ان ازمة وقود في الولايات المتحدة بعد الاعصار كاترينا يمكن ان تنتشر بسرعة في جميع انحاء العالم بسبب العلاقات التجارية الوثيقة بين اوروبا واميركا.
وقال المدير التنفيذي للوكالة كلود مانديل لصحيفة "لا كروا" الفرنسية ان "السوق النفطية في الاوقات الطبيعية تشهد تدفقا عبر الاطلسي وعندما تحدث ازمة في الولايات المتحدة فإن الاسعار ترتفع في السوق الاميركية مما يزيد عدد ناقلات النفط المتوجهة الى الولايات المتحدة اكثر من اوروبا وهذا يفاقم النقص عندنا".
واضاف "لا شك في انه اذا حدثت ازمة وقود بعد الاعصار كاترينا فإنها ستنتشر في العالم بسرعة كبيرة".