> «الأيام» أنيس منصور

قضية الكهرباء في المسيمير هاجس كل منزل
قضية الكهرباء في المسيمير هاجس كل منزل
أضحت قضية كهرباء المسيمير هاجس كل بيت.. ثلاثون ألف نسمة تقريباً هم قوام سكان المسيمير محرومون من نعمة الكهرباء باستثناء مواطني مركز المديرية الذين ينعمون بمولد كهرباء يعمل لمدة شهرين بساعات قليلة ويتوقف سنوات.

قضية كهرباء المسيمير عبارة من مسلسلات وفوازير من الفوضوية والعشوائية فما زالت صيحات وهتافات المواطنين تهتز لها أركان المجلس المحلي .. ثلاثون الف نسمة في أحراش مدفوعون إلى الخلف منبوذون في حارات وقرى ودهاليز، وقصص فتيل الفوانيس ولهب القماقم والشمع تحرق الكرامة على امتداد بلاد الحواشب، والحقيقة أنه لا يوجد أي اعتبار للمسيمير في ما يجري لأناسها الصبورين .. إننا نعرف المسيمير واقعاً ملموساً وليس تصريحات وخطابات ورقية .. نعرفها معرفة الولد لابنته، لكن الكذب الرسمي الطافح يضطرك أحياناً أن تنقل هموم التعب من أفواه الغلابى.. فإلى التفاصيل.

< محمد عوض صائل: «لنا ما يقارب شهرين دون كهرباء، وما بين وقت وآخر يحدث عطب في المولد الكهربائي لأنه قديم وعليه حمل كبير مع اتساع السكن وازدياد السكان.. عدنا مرة أخرى إلى شراء الفوانيس والشمع.. قليل من الميسورين قاموا بشراء مولدات خاصة بعد أن يئسوا من الكهرباء، وعبر «الأيام» أنادي المسؤولين الذين وعدونا مرات ومرات لوضع الحلول العاجلة، لقد شبعنا خطابات نريد أن نشعر ولو مرة واحدة أن هناك خدمات حكومية تذكرنا بالحكومة».

< صالح محمود هاشم: «أعمدة الكهرباء والأسلاك قديمة جداً، وحتى غرفة المولد قديمة من أيام زمان، ونسدد الفواتير وليس هناك فائدة إلا بربط المسيمير بالكهرباء العمومية ومن الخط العام أما البقاء على هذا الحال فهو إنفاق مال وتعب نفس، لقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما انقطعت الكهرباء عن بيوت المسؤولين في صنعاء الشهر الماضي بسبب خلل فني، ونحن انقطعت عندنا منذ شهرين ولم نسمع أن أحدا قد تألم أو عمل شيئا لإنقاذنا».

مشروع مياه وكهرباء المسيمير
مشروع مياه وكهرباء المسيمير
< الشخصية الاجتماعية محمد صالح حيدرة: « الشمس هي الوحيدة التي تضيء لنا . إن قرى وادي الفقير مكيديم ومخزان تعيش على ضوء الفانوس، وبالنسبة لكهرباء مركز المسيمير فهو مشروع أهلي، ودائماً المشاريع الأهلية تنتهي بالفشل والأعطاب». وتساءل محمد صالح: «أين مساهمة المجلس المحلي في المشروع؟ أين الذين قالوا لنا سنودع الظلام؟ الأمراض تصيب الناس بسبب دخان الفوانيس مثل التهابات الجهاز التنفسي والتحسس وغيرها ومازال لحجر أساس كهرباء المسيمير بقايا أثر في مثلث العند عندما وضعها رئيس الوزراء عام 92». وقد دعا محمد صالح جميع أبناء المسيمير إلى تصعيد قضية كهرباء المسيمير إلى الاطر العليا في الوزارات والالتحام صفاً واحداً وقال «سأكون أول هؤلاء الناس ومستعداً في أي وقت، ولا يكفي أن نظل صامتين سلبيين فإنه لا يضيع حق وراءه مطالب».

«الأيام» اتجهت صوب مدير مشروع مياه وكهرباء المسيمير الأخ رفيق فضل علي حيدرة، وسألته عن موضوع كهرباء المسيمير ، فأوجز حديثه في ورقة رسمية عليها ختم إدارة المشروع متحدثاً: «أولاً أشكركم على نزولكم إلى عاصمة المديرية لتفقد أوضاع الناس وهمومهم، وهذا عمل صحفي تشكرون عليه، ونود أخباركم بأني قد ذهبت إلى صنعاء ومعي مذكرة من محافظ لحج مطلوب فيها إسعاف المسيمير بمولد كهربائي من كهرباء الريف، لكن لا توجد مولدات في مخازن كهرباء الريف، واستصدرنا أمراً من وزير الكهرباء بشراء مولد وما زالت الإجراءات في طور المتابعة. وبالنسبة لخط الكهرباء العمومي أو ما يسمى بالضغط العالي فقد حصلنا على صورة محضر اجتماع لجنة المناقصات ورست على توفير أربعة موردين بقرار رقم (445) مناقصة رقم (117) 2006م (توريد محولات لكهرباء المسيمير)، رست المناقصة على شركة جيد ومسعود، ومناقصة أخرى بتوريد كابلات لأعمدة خشبية من مؤسسة الحظاء وكذا ملحقات شبكة لمشروع كهرباء المسيمير على مؤسسة المحبشي إن شاء الله سوف يتم توريدها قريباً».

< أحمد محسن علي الأقزعي تطرق إلى لب المعاناة، وأوضح أن هناك أُسراً باعت أجهزتها الكهربائية بسبب انقطاعات الكهرباء وأن طلاب المدارس يحتلقون على الفوانيس والقماقم للمذاكرة وكتابة الواجبات كما هو حال الطفلة ملاك التي شاهدناها صامدة أمام الكتاب المدرسي والفانوس. وأضاف: «كذلك أصبحنا معزولين عن العالم فلا نشاهد ما يحدث في العالم والحقيقة كما قيل أن «قطع العادة عداوة»، نحن تعودنا على ضوء الكهرباء سنوات ثم انقطع، ماذا يعني ذلك أنك غيرت نظاماً كنت قد تعودت عليه».

اعمدة الكهرباء
اعمدة الكهرباء
< صالح جندوب سعيد قال: «ما تزال مديرية المسيمير في خانة النسيان والإهمال تشكو حرمانها من المشاريع وتباطؤ المسؤولين، وأصبح مشروع الكهرباء في المسيمير عبارة عن ورقة سياسية يتغنى بها النظام أيام الانتخابات سرعان ما تزول، والمواطن الغلبان يمسي في صراع وأرق وضنك مرير مع البعوض والحشرات، فإلى متى هذا الحال؟» واستشهد صالح جندوب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

< وتحدثت إلينا(أم سامي علي عبدالله) بلهجتها القروية، وكان مفاد حديثها:«أن لا حياة مع الظلام والظلم السرمدي الذي يتجرعه أبناء المسيمير، فقد حرمنا أيام دولة التشطير من الخدمات، وما زلنا إلى الآن في عهد الوحدة محرومون منها .. نحن يمنيون ولنا حق إنساني في العيش، والكهرباء حق مشروع فلماذا نُحرم منه ولا نجد أي استجابة؟».

< عضو المجلس عبده محسن مهدي أفادنا في اتصال هاتفي بأنه يحمل في حقيبته ملفاً يحتوي على تحويلات وإفادات ودراسات ميدانية وتخطيطات كلها حبر على ورق. وأضاف محسن أنه التقى بوزير الكهرباء وشرح له مآسي المسيمير في الكهرباء فأفاد بأن موضوع ربط مناطق المسيمير من الخط العام سيكون بعد إنشاء محطة غازية جديدة، لأن المحطة القديمة لا تستوعب حمل هذه المناطق. هكذا يتعامل النظام مع المسيمير بأسطوانة مشروخة .. وأصبحت كهرباء المسيمير حقائق على ورق صفر، أو خيالاً في واقع الشعب والبيوت المظلمة.