> «الأيام» ابوبكر سعيد بحول:

ثانوية المكلا البنين (بن شهاب) التي تم هدمها
مبنى الثانوية تم تجهيزه بأفضل الإمكانيات رغم شحتها في ذلك العهد لم يكن مجرد مبنى جميل واسع الغرف فسيح الجنبات منظم النوافذ والسلالم مع المحافظة على طراز البناء الحضرمي الأصيل مراعياً لاتجاهات التهوية والإضاءة الطبيعية، لم يكن كذلك فقط بل تم له توفير مختبرات متكاملة للفيزياء والكيمياء والأحياء من شركة (جرتن البريطانية الشهيرة) ومسرحها الفسيح بساحته الممتدة أمامه شهد أفضل العروض المسرحية على مدى عقود من الزمن ووفرت لها ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة وألعاب أخرى ولها مسبح تقام عليه المباريات والمنافسات في السباحة وبها مسجد يكفي المصلين من الطلاب وزوارهم وقاعة للطعام كان الطلاب يتناولون فيها طعامهم جلوساً على الكراسي والطاولات وحديقتها المثمرة المنتجة التي يتعاون على زراعتها والعناية بها الطلاب مع البستاني العم المرحوم (باحاج)، كما تم تزويدها بثمانية مبان داخلية عبارة عن شقق أنيقة أطلق على كل منها الطلاب أسماء بعض الدول العربية الشقيقة فهذه الكويت وتلك ليبيا.. الخ.

أحد الصفوف الدراسية ذات الكثافة الطلابية
في هذه الثانوية (ثانوية المكلا للبنين) درس معظم قادة المجتمع والإدارة من أبناء حضرموت والمعلمون فيها في البداية مدرسون سودانيون في مقدمتهم الأستاذ المرحوم عبدالقادر التلودي أول مدرائها ومصريون وسوريون وعراقيون ثم أصبح كل هيئة التدريس من أبناء المحافظة.
ولما كانت الحال لا تدوم فقد تصدع المبنى بعد نحو أربعين سنة ولم تحظ بالاهتمام والصيانة.
وقرر المسئولون هدمها مع وعد ببنائها فوراً وبالفعل تهاوت عليها المعاول وجرفتها الجرافات بعد أن استأثر بعضهم بكل ما خرج صالحاً ولم يكن قليلاً من الأخشاب والنوافذ والأبواب وترقب أبناء المحافظة البدء في عملية إعادة البناء إلا أن السنوات مرت واحدة بعد الأخرى ولم يحرك أحد ساكناً.
وقيل إن المبنى سيعاد ولكن ليس على الطراز نفسه ضمن التشكيلات الجديدة للمؤسسات التعليمية غير الملائمة مع البيئة في حضرموت.
وما يزال السؤال حائراً دون إجابة.. وهذه صرخة لعلها توقظ أصحاب الشأن ولعل الله تعالى يأتي بالفتح أو أمر من عنده.

مبنى داخلية الكويت بثانوية المكلا-البنين
وهم يتطلعون اليوم إلى من يلتفت إلى مطلبهم بإعادة بناء مدرستهم لتكون كما كانت في سابق عهدها لتواصل دورها الريادي في المجتمع.
رئيس مجلس الاباء بثانوية ابن شهاب بالمكلا