> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيدة:

يندهش المرء والمتابع الرياضي من ذلك التنافس الشديد الذي عليه بعض الاتحادات الرياضية التي تتسابق فيما بينها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة في شهر يوليو من كل عام، سواء إن كانت داخلية أو خارجية والتي جميعها تخطب ود الرئيس من خلال إطلاق إسمه على كل البطولات من شطرنج وطائرة وسلة وأجسام وجودو، وكل الألعاب التي نرى بعضها في سبات عميق، وإذا بها فجأة تنفض غبار الكسل وعدم وجود المخصصات لتنظيم هذه البطولات الكثيرة التي يقال أنها ناجحة وبدرجة الامتياز.

جميل جدا أن يتم الاحتفال بهذا الشهر العظيم الذي فيه كثير من بشائر الخير لوطن الـ22 من مايو، والأجمل أن تخلد هذه البطولات بإسم الرئيس قائد هذه المنجزات وموحد الشعب اليمني الذي ما يبرح إلا وتجد مآثره ماثلة أمام الجميع ، غير أنه من الأحرى والأجدى أن تتم دراسة هذه الاستضافات دراسة متأنية وفاحصة في مدى نجاحها أو إخفاقها، حتى تكون فعلا وقولا تليق بإسم الرئيس وتشرف يمننا السعيد، وترفع من قدرنا أمام الآخرين وليس استغلالا لهذه المناسبات من خلال استضافات غير ناجحة، بقدر ما يكون المخصص والمعلوم هو ما يفكر فيه من يقوم ويشرف على هذه الاستضافات التي لا تخلو من الطرائف التي هي من صنعنا وماركة مسجلة بإسم اليمن، ومن إحداها وفي بطولة غرب آسيا للجودو تم التسابق على موائد الزبيب واللوز من قبل البعض، والمشابه للتسابق الإعلامي على ورقة من فئة (الألف) ريال حق التغطية..نحن لسنا ضد هذه الاستضافات بقدر ما يهمنا ويهم الجميع أن نخرج بالفائدة الفنية والإدارية، وأن نعطي ضيوفنا انطباعا جيدا يكون عاملا مساعدا لنا في حالة تقدمنا بملف لاستضافة أكبر والتي ولا شك ستفك عزلتنا أمام الآخرين وتسهم في رقي أبطالنا وتنمية مهاراتهم الفنية، حتى يعودوا إلينا محملين بميداليات الذهب والفضة والبرونز والمراكز الأولية، بدلا من تكرار مشهد ذلك العداء اليمني الذي كان يسابق نفسه في آخر نقطة في السباق، فيما الآخرون قد وصلوا إلى خط النهاية منذ زمن.. وكلامي هذا ليس تشفيا أو انتقاصا من حق أحد، لأنني في الأول والأخير إبن هذا البلد الذي يفرحني فيه كل إنجاز، كما يحزني كل إخفاق، إلا أنني أريد أن نكون أكثر جدية، ونستغل الاهتمام الرئاسي والحكومي بالرياضة والرياضيين من خلال تحقيق نجاحات متميزة ومدروسة، بعيدا عن مشاهدة العك وتكرار السلبيات في كل بطولة، وبالتالي (بعزقة) فلوس البلد، واللعب بسمعتها في مناشط وفعاليات عادية جدا.

لاريب أن وزارة الشباب تتحمل الوزر الأكبر في هذا الموضوع لكونها الجهة المسئولة التي يفترض منها تقييم هذه الاستضافات والبطولات على أسس سليمة، والدفع بما هو أفضل، وحجب المشاركة عن المخفقين والفاشلين الذين يتلاعبون بسمعة ومال الوطن.. فهل نتفاءل خيرا وننتظر عملا من هذا القبيل من وزارة الطوابق السبعة؟!.. أكيد هذا ما نثق فيه والذي ولا شك سيكون خير رصيد لنا في استضافة بطولات قادمة، فهي التي أصبحت الواجهة الحقيقية لأي بلد..وانظروا للصين التي ستستضيف الألمبياد، والتي تعمل (كدبيب) النحل لاستضافة سيتحدث عنها بالروعة والدقة في الصغيرة قبل الكبيرة النابع من حب الوطن الذي يفخر به كل مواطن.