> صنعاء «الأيام» خاص/ أ. ف. ب
غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، أمس الثلاثاء صنعاء، بعد زيارة استغرقت خمسة أيام تباحث فيها مع قيادات في جماعة الحوثي وفي حزب المؤتمر الشعبي العام «الإطار التفاوضي» للحل السلمي لوقف الحرب المستمرة منذ 3 أعوام.
وقبيل مغادرته المطار، أعرب جريفيثس في بيان صحفي عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني وإهدار الوقت في عدم العودة إلى مفاوضات الحل السياسي. كما أشار إلى أنه ناقش في صنعاء رؤيته التي سيعرضها على مجلس الأمن في غضون 10 أيام بشأن استئناف مشاورات الحل السياسي.
وأكد المبعوث الأممي مواصلة مساعيه لإقناع الأطراف بتجنيب الحديدة القتال وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية.
وقال جريفيثس: «سمعت من خبراء عديدين خلال هذه الزيارة عن الهجوم على الحديدة والتبعات الخطيرة على الوضع الإنساني التي قد تنتج عنه والتي يمكن تفاديها».
وأضاف: «أشعر بالقلق أيضا من تبعات الهجوم على المسار السياسي وفرص التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع».
وفي نيويورك، قال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن زيارة جريفيثس إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين تهدف إلى البحث في الوضع في محيط ميناء الحديدة، إضافة إلى سبل استئناف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. وأضاف المتحدث أن «المبعوث الخاص يبحث مع الأطراف الخطوات الواجب اتخاذها لخفض التوتر لا سيما في الحديدة».
والتقى جريفيثس في صنعاء أمس الأول الإثنين مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي، السلطة العليا في التمرد الحوثي.
ودعا المشاط الأمم المتحدة إلى القيام بدورها في «التخفيف من الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان وإعطاء الأولوية لرفع الحصار عن مطار صنعاء والموانئ اليمنية وإيقاف العدوان».
وبحسب مصادر سياسية يمنية، فإن الحوثيين «طرحوا حزمة من الشروط على المبعوث الأممي» مقابل الانسحاب من مدينة الحديدة، ومن بينها دفع رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وإعادة فتح مطار صنعاء والسماح بحركة الطيران التجاري، ووقف الغارات الجوية للتحالف ورفع الحصار عن الموانئ اليمنية.
وقال مسؤول حكومي يمني كبير في الرياض لوكالة فرانس برس «أظهر الحوثيون موقفا متصلبا ووضعوا شروطا تحول دون نجاح مساعي الحل السياسي».
وبحسب المسؤول، فإن «مساعي المبعوث الأممي لإقناع الحوثيين بتجنيب الحديدة معركة عسكرية وإقناعهم بالانسحاب منها دون قتال وتسليم الميناء لوضعه تحت إشراف الأمم المتحدة فشلت حتى الآن، نتيجة الشروط».
وميناء مدينة الحديدة يعتبر المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين في البلد الفقير، لكن التحالف يرى في هذا الميناء منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.
وكانت الإمارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف، جمعت في بداية 2018 ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى «المقاومة اليمنية» من أجل شن عملية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.
ويتحكم التحالف بأجواء اليمن وبحركة موانئه، ويمنع حركة الطيران في مطار صنعاء الخاضع لسيطرة المتمردين ويسمح فقط لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بأن تهبط فيه.
وقتل في النزاع اليمني منذ التدخل السعودي نحو عشرة آلاف شخص.