> القدس «الأيام» أ ف ب
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس الاربعاء استقالته رافضاً وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد خلاف حاد مع الحكومة التي يرأسها بنيامين نتانياهو وطالب بتحديد موعد لتنظيم انتخابات مبكرة.
واضاف ليبرمان أن حزبه سينسحب كذلك من ائتلاف نتانياهو، مما يعني أن الحكومة سيكون لديها غالبية من مقعد واحد في البرلمان.
ودافع نتانياهو عن قراره وقف اطلاق النار مع غزة، بعد أخطر تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة منذ حرب 2014 تخللته غارات كثيفة على قطاع غزة واطلاق مئات قذائف الهاون والصواريخ على بلدات مجاورة للقطاع.
واكد مسؤول من حزب الليكود بزعامة نتانياهو على انه «لا يوجد التزام بالانتخابات في هذا الوقت لما ينطوي عليه الوضع من حساسية أمنية.»
ويجري نتنياهو في مقر سكنه الرسمي بالقدس مشاورات سياسية مع مقربين منه لإعادة تقييم الأوضاع في أعقاب استقالة ليبرمان.
مشاورات لإبقاء الحكومة
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية عن مصدر مقرب من نتانياهو ان الهدف الأولي هو ضمان استقرار الائتلاف الحكومي لتمكينه من المضي قدما في عمله. وأضاف المصدر «أن رئيس الوزراء سيجري في الساعات القريبة محادثات مع رؤساء أحزاب الائتلاف بهدف الامتناع عن تبكير الانتخابات».
وسارع حزب «البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينيت بالمطالبة بحقيبة وزارة الدفاع بعد استقالة ليبرمان. وأكدت شولي معلم رئيسة كتلة «البيت اليهودي»، «حان الوقت لتسليم حقيبة الدفاع لنفتالي بينيت، وبدون هذه الحقيبة فإن الكتلة لن تبقى شريكا في الائتلاف الحكومي».
ورحب رئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) وزعيم حزب العمل وزعيمة المعارضة من المعسكر الصهيوني وغيرهم باستقالة ليبرمان.
اما رئيسة حزب ميريتس اليساري الصهيوني تمار زندبرغ فقالت إنها ستتقدم بمشروع قانون لحل الكنيست، وقالت إنه «تم التخلص من وزير عنصري فاسد هبط بالسياسة الاسرائيلية الى الحضيض».
«انتصار سياسي لغزة»
يترأس ليبرمان اليمني المتطرف حزب «يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا) الذي يشغل خمسة من أصل 120 مقعداً في الكنيست.
وكان ليبرمان ادلى بتصريحات مثيرة للجدل عند توليه حقيبة الدفاع، ومنها أنه سيعطي زعيم حركة حماس اسماعيل هنية مدة 48 ساعة لتسليم إسرائيليين معتقلين لدى حماس وتسليم جثث جنود قتلوا في حرب 2014 «والا سأقضي عليه»، وقال إنه قبل انتهاء ولايته سيكون قد قضى على عدد من قادة حماس.
من ناحيتها، أعلنت حركة حماس انها تعتبر استقالة ليبرمان «انتصارا سياسيا» لغزة و»اعترافاً بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية». وأكد الناطق باسمها سامي ابو زهري إن غزة «نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال».
من جهتها قالت حركة الجهاد الاسلامي تعقيبا على استقالة ليبرمان في بيان «هذه واحدة من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال واعتراف بهزيمته. ليبرمان كان أعجز من أن يقف في وجه المقاومة. كل إجراءات الاحتلال فشلت أمام صمود غزة وثباتها وصبرها».
وأصدرت الفصائل وبينها حركة حماس، بيانا مشتركا قالت فيه إن «جهودا مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني».
وبعد اعلان وقف النار، خرج الاف من سكان قطاع غزة الى الشوارع في تظاهرات فرح.