> سعدان اليافعي
انتظر واستبشر وفرح كل أبناء المحروسة لحج لتحقيق حلم منذ زمن طويل بخبر إنشاء صرح علمي شامخ مستقل بذاته عن كل محافظات الوطن لتكون في لحج جامعة أكاديمية شاملة تنتمي إلى محافظتهم القمندان وينتمي إليها نخب لحج الأكاديمية التي تعج بها ميادين وحقل التعليم الأكاديمي في أرجاء واسعة من الوطن.
وها نحن هنا نضع أيدينا بيد قائد وربان سفينة لحج الأب المحافظ اللواء أحمد عبدالله تركي بأن يحرك الملف باستمرار وبقوة أمام الجهات العليا في الدولة وعلى رأسهم الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزارة التعليم العالي، وأن نشكل معه جميعا ورقة ضغط من كافة أكاديمي ومنتسبي المحافظة من الكوادر والنخب لننتزع إصدار قرار الإنشاء وتأسيس الجامعة.. فالمرحلة فرصة لا تعوض، وندعو كل أبناء المحروسة للضغط في هذا الاتجاه.. وخاصة الكتاب والإعلاميين ومثقفي المحافظة لأن يكون لهم كلمة الفصل وتحريك الملف كلا بطريقته لنضع للمحروسة بصمة ستسجل للتاريخ، ولكي يتجه أبناؤنا نحو التعليم الأكاديمي الذي به نبني الوطن والمحافظة، ونعيش في سلام ونماء، بدل من استقطاب شبابنا نحو الاقتتال وتأخذهم جهات لأغراض وأجندات لتخلو لحج من الطالب الجامعي الذي نحن بحاجته، وسيتقاطرون صوب العلم إن هيأت لهم الظروف وسخرت لهم البنية التحتية وسهلت الصعوبات وأنجز المشروع اللحجي الأكاديمي العملاق .. نأمل أن نرى الحلم الذي طال انتظاره تحقق بجامعة لحج، وأن لا نرى سوى الاحتمالات ذات يوم بأن حلمنا (طار).
جامعة تجمعهم وتلملم شملهم للبيت اللحجي الأكاديمي لتكون ركيزة علمية عالية تنطلق بلحج وكل مديرياتها إلى مصاف التقدم الجامعي الذي تنشده لحج، لما لها من عناصر كفؤة بكل جامعات الوطن بحاجة للعودة لعشها اللحجي بعد شتات ورحيل بين جامعات كثيرة.. بالمقابل طلاب يتمنون أن تكون لهم كليات متعددة ومتخصصة تحويها جامعة في محافظتهم «لحج» ليزداد فخرهم بمحافظتهم وتخفف عنهم المعاناة والبحث عن التعليم الأكاديمي المتنوع في شتى الجامعات في رحلة البحث عن المعرفة.
منذ زمن طويل والوعود بإنشاء جامعة لحج تتوالى.. ورغم المتغيرات الحاصلة في البلد، والأحداث المتسارعة، ومع كل حدث يستطيع أبناء أي محافظة المطالبة بانتزاع مشروع استراتيجي خاص بهم.. ونحن نعيش مرحلة هي الأصعب تسير بها البلد ومع ذلك استطاعت قيادات عدد من المحافظات انتزاع مشاريع عملاقة وضخمة تتمثل بجامعات خاصة بها، والجارة الجريحة والتوأم لمحافظة لحج (محافظة أبين) الصامدة خير من سار في هذا المضمار وانتزعت جامعتها وأنشئت في أول عام أكاديمي أبيني خالص ومستقل يجمع كوادرها وطلابها في لحظة ستسجل في صفحات التاريخ بأن رجالها استطاعوا في ظروف عصيبة يعيشها الوطن انتزاع جامعة خاصة بهم ليدل ذلك على فكرهم البناء والبحث عن العلم، وأن هناك أبينيين لملموا الشمل وتكاتفوا وتلاحموا وتشابكت الأيادي قياديا وأكاديميا نحو إنجاز مشروع عملاق في ظروف قاهرة، وبخطوات ثابتة أيقنوا وبتأن أنه سيأتي كل جميل ويتوسع الإنجاز وتلبى المطالب الجامعية الأخرى بعد وضع اللبنة الأولى لجامعة أبين.
كما أن محافظات شمالية حديثة الإنشاء استطاعت وبسرعة أن تنتزع قرارات تأسيس جامعات فيها رغم أن التعليم فيها بدرجات متفاوتة ومن حقها أن تنطلق، لكن لما للحج من مكانة علمية وتاريخية كان الأجدر بصانعي القرار العام بالبلد احترام هذا التاريخ الراسخ بالعلم والثقافة، وهي المحافظة الأبرز في الوطن في تصدير الكوادر العلمية كرسل للعلم بكل محافظات البلد، لكنها السياسة العمياء التي تتدخل بكل جميل لتدميره ونهج الإقصاء والتهميش المتبع كان جزاء لها.
ولم يدب اليأس في نفوس أبناء المحروسة لحج القمندان لحج العلم والثقافة والرياضة والفن والأدب، ورغم الجهود المبذولة في هذا الاتجاه من قبل قيادات تعاقبت على قيادة دفة المحافظة منذ ما بعد العدوان كان لهم دور في تحريك هذا الملف الجامعي لتفعيله منذ سنوات الانتظار من قبل محافظين سابقين، وحمل المحافظان «الخبجي» و «تركي» على عاتقهما أن يواصلا مشوار سابيقيهم ويطالبا الجهات العليا بالتحرك، خاصة في الأشهر الأخيرة من العام المنصرم بزيارات مكثفة لقيادة الدولة ووزارة التعليم العالي التي وعدت المحافظ الفذ اللواء أحمد التركي بانتزاع القرار قريبا وتشكيل قيادتها لتكون جامعة لحج بجانب جامعة أبين كي يحين الافتتاح والتدشين ولو لبدايات وخطوات أولية على ضوئها يكبر الحلم ويتوسع الإنجاز ونضع الخطوات في أول درجات السلم الجامعي.. وأنجز المشروع هناك وتأخر هنا، في حيرة من الجميع والشارع الأكاديمي اللحجي على وجه الخصوص، قد يعزوها البعض لوضع مناطقي وآخر نحو تهميش محافظة رفدت الوطن بخير رجالات الدولة.. فهل تستحق أن يكون لها نصيب بجامعة تفاخر بها؟.. أم أن الحلم تبخر وضاع في ركام وتحت حطام فوضى الوطن.